دعت الجامعة العربية إلى تعزيز الدور الريادي والأساسي الذي تقوم به وسائل الإعلام بأشكالها المتعددة في مواجهة العنف والإرهاب، وخدمة العدالة والسلام وحقوق الإنسان بالتركيز على ما يجمع البشر لا ما يفرقهم، وأن يكون الإعلام عامل ألفة وسلام بين الناس.
وأكدت السفيرة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد لدى الجامعة، رئيس قطاع الإعلام والاتصال، أن وسائل الإعلام هي حقل خصب للتواصل والحوار بين الحضارات المختلفة، وتسهم في استتباب العدل والسلام واحترام حقوق الإنسان، مشددة على المسؤوليات التي تقع على عاتق الإعلام في النهوض بالمجتمع وإنسانه، التي تجعل من العلاقة بين الإعلام والتنمية أكثر تقاربا، خاصة في الدول النامية.
ولفتت «أبوغزالة» إلى أن وسائل الإعلام تقوم بدور فعال في صياغة الرأي العام وتشكيله إزاء كل القضايا التنموية المطروحة، ويلاحظ أن الإعلام في هذه الدول يتبنى نظريات ووجهات النظر الغربية في كيفية استغلال وسائل الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة.
وحذرت «أبوغزالة» في كلمتها من خطورة تشويه صورة العرب والمسلمين والصاق تهمة الإرهاب بهم، موضحة أن ما ساهم في زيادة الصورة السلبية عن العالم العربي هو ما تبثه وسائل الإعلام من مشاهد مرعبة للإرهاب في المنطقة العربية التي تقوم به عصابة داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية والتي تعتمد على الإعلام بشكل كبير للتسويق لها.
فالإرهاب لا يعيش دون إعلام، فهو يهدف بالدرجة الأولى إلى خلق جو عام من الخوف والرعب والتهديد باستخدام العنف ضد الأفراد والممتلكات، حيث تلعب وسائل الإعلام في العالم الآن دورا مهما في تشكيل المواقف والآراء، والصور الحالية التي تؤثر على إدراك الشارع، بحيث يصبح هذا التصور كأنه الواقع ما يسبب مشكلة كبيرة في التفاهم والصراع الحضاري.
وقالت «أبوغزالة» إن الجامعة العربية تسعى بشكل حثيث إلى تنسيق الجهود لتطوير أداء الإعلام العربي، سواء على المستوى العربي من خلال مجلس وزراء الإعلام العرب الذي تبنى ميثاق الشرف الإعلامي، والاستراتيجية الإعلامية العربية، والاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب ووضع الخطة المرحلية لتنفيذها، أو على المستوى الدولي من خلال المنتديات الإعلامية التي ينظمها في الخارج بالتنسيق مع مجالس السفراء العرب في العواصم الغربية.
وأوضحت «أبوغزالة» أنه لكي ينجح الإعلام العربي في لعب دور إيجابي في نشر ودعم ثقافة السلام لابد من العمل على ترسيخ أخلاقيات وأدبيات المهنة الإعلامية بما يتطابق مع المبادئ المتعارف عليها دوليا وتفعيل مواثيق الشرف الإعلامية العربية، والعمل على تطوير الخطاب الإعلامي بحيث يصبح أكثر احتضانا لقيم التسامح ومكافحة التطرف وتقبل الآخر.