أصبح راشد الغنوشى، الزعيم التاريخى لحركة «النهضة» في تونس، المنتمية فكرياً لجماعة «الإخوان المسلمين، أمس، أول رئيس للحركة التي أقرت خلال مؤتمرها العاشر لانتخاب قيادة جديدة وتقييم عملها وتحديد استراتيجيتها للسنوات الأربع المقبلة، تحولها إلى «حزب مدنى».
وحصل الغنوشى على 800 صوت مقابل 229 صوتاً لفتحى العيادى، الرئيس المنتهية ولايته لمجلس شورى الحركة، أعلى هيئة فيها، وحصل القيادى محمد العكروت على 29 صوتاً، وكان تقدم ثمانية مرشحين لمنصب رئيس الحركة قبل أن يعلن بعضهم انسحابه من السباق.
وكان الغنوشى قال، في حوار نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية، منذ أيام، إن «الإسلام السياسى فقد مبرره في تونس بعد ثورة 2011 وإعلان الدستور2014»، وأضاف أن «البلاد تعيش حاليا في ظل نظام ديمقراطى»، مشددا على أن «التطرف العلمانى على غرار التطرف الدينى» محدودان.
ويرى مراقبون أن خطوة «النهضة» تهدف إلى تمييز نفسها عن أحزاب «الإسلام السياسى» في المنطقة، التي شهد حضورها السياسى تراجعا، خلال تحضيرها للانتخابات المحلية في 2017، وانتخابات الرئاسة، 2019، وقال المحلل السياسى، جميل عرفاوى: «استفادت (النهضة) من تجربة (إخوان) مصر، ونجحت في تشكيل صورة جديدة عن نفسها، ولكن السؤال إن كان سينجح في إقناع الناس بها».
وفازت «النهضة» بأول انتخابات تشريعية بعد الإطاحة بالرئيس السابق، زين العابدين بن على، في 2011، وهى اليوم القوة السياسية الأولى في البرلمان بعد الانقسامات التي شهدها حزب «نداء تونس» الذي تقيم معه ائتلافاً حاكماً. وشهدت «النهضة» بعد تصدرها المشهد السياسى صراعات داخلية بين المعتدلين والمتشددين في صفوفها، وأجبر مقتل اثنين من قادة المعارضة وتعامل الحزب مع السلفيين إلى تنازلها عن السلطة خلال فترة حكمها الأولى.
والغنوشى (70 عاماً) أحد أبرز وجوه تيار «الإسلام السياسى» في تونس والعالم الإسلامى، عاش في المنفى في لندن نحو 20 عاماً قبل أن يعود عودة إلى تونس بعد ثورة 2011، واعتبر في 2014، أن نجاح تجربة الانتقال الديمقراطى في بلاده هو البديل للجماعات الإسلامية المتشددة، وأن «النموذج التونسى هو البديل عن نموذج (داعش)»، وأضاف: «من أراد أن يحارب التطرف فليحاربه بالاعتدال، بهذا النموذج التونسى الذي يجمع بين الإسلام والعلمانية، بين الإسلام والديمقراطية، بين الإسلام وحرية المرأة».