تواجه محافظة كفر الشيخ مشكلة نقص مياه الرى، خاصة أنها من أكبر المحافظات الزراعية، ورغم تخفيض مساحات الأرز بجميع مراكز المحافظة بصورة لافتة للنظر، فإن هناك مناطق لا تصلها المياه نهائيا وتعرضت مساحات كبيرة للبوار بسبب نقص المياه. واضطر المزارعون للرى من المصارف الزراعية، ما يهدد أراضيهم بالبوار، وأمام تصاعد الأزمة تجمع العشرات منهم فى وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، مطالبين بتدخل المحافظ اللواء السيد نصر، دون جدوى.
يقول محمد محمد محمد «مزارع » من قرية صندلا، إن 4 آلاف فدان ماتت من العطش بالقرية وتلفت شتلات الأرز تماما، بسبب النقص الشديد فى مياه الرى، مشيرا إلى أن المسؤولين بالرى لا يهتمون بالفلاحين، ما أدى لضياع مجهودهم، إضافة إلى تكبيدهم مبالغ طائلة.
ويضيف محمد محمد سعد «مزارع » من مركز الرياض، أن مركزه من أكثر المراكز التى تعانى نقصا فى مياه الرى بسبب عدم وجود عدالة فى التوزيع، وتتعرض الأراضى البعيدة، خاصة فى القرى والعزب للبوار، ويقوم الأهالى بزراعتها أكثر من مرة، وفى النهاية لا تحقق إنتاجا جيدا، مشيرا إلى أن قرى 74،73، 72،56،54 (قرى معزور) هى أكثر القرى تضررا بسبب نقص المياه، بل عدم وجودها فى بعض الأماكن.
ويضيف سامى أبوشعيشع «مزارع» قائلا: «والله العظيم لا ننام الليل بسبب هذه المشكلة، والكل متيقظ ربما تأتى المياه فجرا أو فى منتصف الليل حتى يفلح من يفلح فى تشريب أرضه ولا أقول ريها، ومن ينَم لن يستطيع توفير معيشته، وشكونا لطوب الأرض ولا أحد يسمعنا، ربما لأننا بسطاء!!».
ويتابع: «عوضى على الله، المحافظة تخلت عنا، وشتلات الأرز شلت وجفت، والأرض سبخت، ولا أحد يسأل فينا، وليس لى أى عمل غير الفلاحة والأرز، والأغرب من كده إنهم بيشتكوا من عدم وجود الأرز، وأن سعر الكيلو تجاوز 10 جنيه، وهم السبب فى ذلك.. حسبى الله ونعم الوكيل فى المسؤولين بتوعنا».
ويؤكد محمد سعد، فلاح من مركز سيدى سالم، أن قرى منشأة عباس والعمار وعزب أتينا والكوم وجاد بها نقص شديد فى مياه الرى، ويلجأ المزارعون لرى أراضيهم من مصارف الصرف التى تحتوى على ما لذ وطاب من السموم بسبب قيام الأهالى بصرف منازلهم فيها.
وفى مركز الحامول، يقول صابر على الفقى، إن ترعة راغب التى كانت المياه لا تنقطع عنها تغيب عنها المياه لفترات طويلة قد تصل إلى 15 يوما، رغم أن هذه المنطقة بالذات لم تكن تشعر بمشاكل مياه الرى من قبل، وبالتالى ربما لا تصل المياه إلى الفروع الصغيرة والمراوى وتعرضت مساحات كبيرة للبوار، كما قام بعض المزارعين بزراعة أراضيهم أكثر من مرة، وقام البعض الآخر بتغيير نوع المحصول من أرز مثلا إلى لب أو ذرة لعدم الحاجة الكثيرة إلى المياه مثلما يحدث مع محصول الأرز الذى يتربى على مياه الرى.
ويوضح السيد أحمد، موظف، من قرية كوم شيخ العرب مركز بيلا، أن قرى سريوة ومنشأة الجرايدة والترزى وكوم الحجنة وقرى خط البشمة (روس الفرح وأبوعساكر وأبوعبده والمناشر والأصالى والعريض وغيرها) تعانى من نقص شديد فى المياه، موضحا أن مساحات كبيرة من الأرز انتهت، ولا ندرى كيف تقوم الحكومة بفرض ضرائب على المواطنين رغم أنها لم توفر لهم مياه الرى التى تغذى محاصيلهم.
وفى مركز بلطيم، يقول حسنين أحمد حسين، إن هناك نقصا شديدا فى المياه فى قرى الشهابية والحماد والشيخ مبارك، التى تعرضت مساحات كبيرة من أشجار الفاكهة بها لتتساقط ثمارها قبل أن تنضج بسبب نقص مياه الرى، مشيرا إلى أن الأهالى يرفضون القيام باعتصامات أو أى أعمال شغب، احتراما للمسؤولين الذين لا يقدرونهم، ولا ندرى هل هى مشكلة عامة أم مشكلة خاصة ببلطيم أو كفر الشيخ. ويقول حسن ممدوح، مزارع من مركز دسوق، إن ترعة محرم لا تصلها المياه إلا كل مدة، وتكون ضعيفة جدا، وتحدث الكثير من المشكلات بين المزارعين بسبب عمليات المناوبة بينهم، مشيرا إلى ضرورة وضع حل لهذه المشكلة التى تعانى منها المحافظة أجمعها، على أن تكون الحلول مستديمة وليست مؤقتة.