x

غادة شريف السيسى.. لا يجد من يحنو عليه غادة شريف الإثنين 23-05-2016 21:33


لا أستبعد أن هناك قطاعاً عريضاً من المصريين كان لسان حالهم وقت سماعهم خبر اختفاء الطائرة: «يا ربى هى مصر ناقصة!».. بالفعل الألم والاكتئاب اعتصرونا جميعاً خاصة مع توالى التفاصيل، لكن بعد ما أصاب أسر الضحايا من فاجعة، يبقى شخص واحد فقط هو الذى سيحمل عواقب تلك الكارثة على كتفيه لأنها تمس جهوده سلباً بشكل مباشر.

الرئيس السيسى.. يروح يبنى من هنا فتزداد العمليات الإرهابية من هناك، إلا أنه لا يستطيع التوقف عن البناء رغم أن ربما هذا هو الذى سيوقف الإرهاب!.. لكن للأسف أنه بقدر إخلاصه وتفانيه تجاه بلده، نجد أن حظه معها سيئ جداً جداً.. ليس فى توالى الأزمات، بل إن حظه السيئ فى شعبه.. فى حكوماته.. وحتى فى أعدائه!.. لنأخذ مثلاً توابع حادثة الطائرة.

فى مؤتمر صحفى عقدته إحدى المسؤولات فى فرنسا عن الحادث سألتها إحدى الصحفيات عن موقف المعارضة فكان جوابها أنه فى تلك الكوارث القومية فلا مجال أمام المعارضة للاعتراض وأن الشعور القومى هو الذى يسود، فسألتها الصحفية مرة أخرى عن التيار اليمينى فكانت إجابة المسؤولة الفرنسية تأكيداً لإجابتها الأولى.. أما عندنا، فقد انهالت الشماتة من هؤلاء الذين وجب سحب الجنسية منهم.

أما المعارضة فقد اكتفت بالصمت.. لماذا لم نسمع تصريحاً لحمدين صباحى، أم أنهم فى الاعتصامات لا يشاهدون التليفزيون ولا يقرأون الجرائد؟.. لماذا لم نر وقفة بالشموع مثل تلك التى وقفت لريجينى الإيطالى؟.. أين تلك الوجوه التى صدعتنا بالحديث عن تيران وصنافير كأنها من إرث جدهم سلطح بابا؟.. أين الذين دوشونا بالحديث عن حقوق الإنسان؟.. أليس الحق فى الحياة هو أبسط حقوق الإنسان؟.. طب بلاش كانوا يعزونا فى الضحايا لماذا لم يعزوا أسرهم؟.. لماذا لم يسمعونا ولا حتى صلاة النبى؟!..الإجابة لأنهم لا يرون سوى السيسى ولا يكيدون إلا للسيسى فكيف يتعاطفون مع السيسى فى واقعة قد تفسد العلاقات بين البلدين بينما هم يسعون لإفساد العلاقات بين البلدين؟.. لا يتحدثون عن حقوق الإنسان إلا لعرقلة مسيرة الرجل ولا يتظاهرون لتيران وصنافير إلا لمحاولة إزاحته!.

السيسى للأسف رئيس سيئ الحظ فى شعبه.. والشعب مقسم لعدة طوائف.. طائفة الناس الغلابة، وهذه رغم حبها للسيسى إلا أنه حب ناشف من غير حنية، لذلك فهى لا ترحمه عندما تتأخر الانفراجات.. كانوا يصرخون ويلعنون سلسفيل الحكومة عندما كان ينقطع التيار الكهربائى، ثم انصرفوا لا شكر ولا شكرانية عندما توقف الإنقطاع، بل إنهم جاهزون بفرش الملاية مرة أخرى لو لاحت بوادر أى انقطاع فى المستقبل!.. ثم تأتى طائفة المؤيدين المتحمسين، وتأكد يا حمادة أن هؤلاء هُمه اللى هيخربوا العلاقات مع فرنسا وهيقعدوا على تلها، فهم من شدة تفانيهم فى الدفاع عن مصر للطيران شتموا فرنسا بمطارها بتأمينها بمواطنيها برئيسها بوزير خارجيتها، وبعد كده يقولولك الشعب الفرنسى الصديق!.. هو انتو خليتوا فيها صديق؟!.. ثم تأتى طائفة أعداء الداخل، وللأسف أن الشعب أصبح ملآن بأعداء الداخل.. تلك الطائفة لم تعد تقتصر على من تحدثنا عنهم أعلاه من الطابور الخامس والمعارضة، بل إن حتى الحكومة أصبحت تتصرف كأعداء الداخل!.. لا نراها أبداً تضع إيدها بإيد الرئيس لتعجيل حدوث تلك الانفراجات التى يتعجلها الشعب.. ولماذا هذا يا حمادة؟.. ماذا وراها يعنى؟.. كتب كتاب ولا حنة؟.. الحكومة يا حمادة فى وادى تانى خالص!.. عندك مثلاً محافظ الإسكندرية الذى ما إن نسينا له واقعة تعيين قيادى إسلامى نائباً للمحافظ إلا وأتحفنا بتعيينه بطلة العالم فى الاسكواش نائبة له!!.

يعنى أدار الدفة من السلفيين على البنات البنات ألطف الكائنات!.. هذا يعنى أن المحافظ لا يعلم ما هو المطلوب من نائبه بالضبط.. حد يقوله بس هل مطلوب إنه يقرأ ربعين من المصحف ولا مطلوب يمسك مضرب ويشوط، ولا يطرقعله أصابع رجله؟!.. المصيبة الأكبر هو طناش وزير التنمية المحلية لهذه المهزلة.. الوزير شكله باع القضية، قالك يا عم دى وزارة وَش، دع الخلق للخالق!.. ولماذا هذا؟.. لأن السيسى لم يعلق!.. كأن المطلوب من الرئيس أن يتتبع كل تنتوفة فى مكتب كل مسؤول وإلا مش لاعبين!!.. الجميع ينتظر من السيسى والجميع يأخذ من السيسى ولا أحد يفكر أن يعطيه ولو شوية طبطبة بحبة شعور بالمسؤولية.. وكمان يا ريس ناوى تقدم لهم كشف حساب الشهر القادم؟.. والنبى ولا تسأل!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية