تتواصل عمليات البحث المكثفة عن جثث وحطام الطائرة المصرية المنكوبة فى المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط، وتسابق القوات المصرية الزمن لإيجاد الصندوقين الأسودين اللذين يفترض أن يتيحا كشف أسباب سقوط الطائرة، إذ يظلان صالحين لمدة 4-5 أسابيع تحت المياه، فيما أكدت فرنسا مجددًا أن كل الاحتمالات لا تزال قيد الدراسة حول ملابسات تحطم الطائرة، بعد تأكيد مصادر فرنسية وجود دخان فى مقدم الطائرة قبل سقوطها.
وقال وزير الخارجية الفرنسى، جان مارك إيرولت، إثر لقائه أسر الضحايا الفرنسيين فى باريس، السبت، «فى الوقت الحالى يتم درس كل الاحتمالات ولا نرجح أياً منها».
وأعلن متحدث باسم البحرية الفرنسية إرسال زورق دوريات فى أعالى البحار مزود بتجهيزات يمكن استخدامها للبحث عن الصندوقين الأسودين، وينتظر أن يصل إلى موقع تحطم الطائرة خلال ساعات.
وطرح احتمال تحطم الطائرة مجدداً بسبب مشكلة تقنية، لعدم تبنى أى تنظيم أو جهة إسقاطها، وبعد كشف معلومات عن صدور إنذار آلى بانبعاث دخان من الطائرة، بعد أن كان الخبراء يرجحون فرضية العمل الإرهابى. ويقول الخبراء إن الصندوقين يصدران إشارات تحت المياه لمدة تتراوح بين 4 و5 أسابيع، وبعد ذلك تفرغ شحنة بطاريتهما ولا يمكن بالتالى استخراج المعلومات المخزنة داخلهما.
ولكن بعد 4 أيام على وقوع المأساة، لم يتبنَّ أى تنظيم إسقاط طائرة مصر للطيران، ما أدى إلى تراجع العمل الإرهابى، فيما أصدر «داعش»، مساء أمس الأول، رسالة صوتية جديدة يتوعد فيها الغرب بشن هجمات خلال شهر رمضان إلا أن الرسالة لم تشر إلى الطائرة المنكوبة، لكن خبراء أكدوا أنه يتم تسجيل رسائل التنظيم قبل أيام، وأحيانا قبل أسابيع من بثها، كما أن حساب «الفرقان» الذى بث تلك الرسالة على موقع «تويتر» لا ينشر بيانات تبنى العمليات، وإنما تتم إذاعة هذه البيانات على حسابات «تويتر» للمسؤولين عن الدعاية فى التنظيم.
وعلى صعيد متصل، ظهر مقطع فيديو لتسجيل محادثتين بين قائد الطائرة ومركز المراقبة الجوية فى زيوريخ، خلال عبور الطائرة الأجواء السويسرية فى رحلتها من باريس التى لم تكتمل إلى القاهرة.
وقالت سلطات الملاحة الجوية السويسرية إنه تم بعد ذلك الطلب من الطيارين تحويل اتصالاتهم إلى مركز المراقبة الجوية فى إيطاليا مع مغادرتهم الأجواء السويسرية.
وقالت صحيفة «تليجراف» البريطانية، نقلاً عن طيار، إن المؤشرات تدل على أن انفجاراً داخلياً وقع فى الجانب الأيمن للطائرة، وبحسب الطيار الذى قال إنه يمتلك خطوط طيران أوروبية كبيرة، ولم تكشف الصحيفة عن اسمه، فإن أجزاء أخرى من البيانات أشارت إلى أن نوافذ فى الجانب الأيمن من قُمرة القيادة فى الطائرة تم تفجيرها فى انفجار داخل الطائرة «من الداخل إلى الخارج»، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة، مرجحاً أن الجانب الأيمن من الطائرة قد تعرض للتخريب بدرجة أكبر من الجانب الأيسر. وأوضحت الصحيفة أن تلك البيانات تم الحصول عليها من الجهاز الذى يبعث برسائل تلقائية من الطائرة، ويتم استقبالها بواسطة أجهزة استقبال على الأرض.
وذكرت وكالة «دوغان» التركية أنه بعد 20 ساعة تماماً من اختفاء الطائرة المصرية عن شاشات الرادار، ظهر لطيارين تركيين يقودان طائرة تركية جسم غامض بضوئه الأخضر، وأكدا رؤيته قبل منتصف ليل الخميس بالتوقيت التركى.
وأوضحت الوكالة أن الطائرة التركية كانت فى طريقها إلى إسطنبول من مدينة بودروم السياحية، قرب جزيرة كارباثوس اليونانية، حيث سقطت الطائرة المصرية.
وقال الطياران إن ما عايناه من قُمرة القيادة «اختفى فجأة، ونعتقد أنه جسم طائر مجهول»، ولم تربط الوكالة التركية بين تصريحات الطيارَيْن وسقوط الطائرة المصرية.