قال الكيميائي الدكتور حسين الأشقر، رئيس قطاع الحماة وإعادة الاستخدام بشركة الصرف الصحى بالإسكندرية، ومدير عام محطة معالجة الصرف الصحى «9 ن»، إن استمرار غلق المحطة يمثل خطورة داهمة على الصحة العامة والبيئة، خاصة وأن نحو 1500 طن حمأة ومخلفات صلبة يومياً والتى كانت تستوعبها المحطة وتقوم بمعالجتها يتم حالياً تصريفها في اماكن أخرى فضلاً عن تراكم بعضها في المحطات .
وأوضح «الاشقر» في تصريحات لـ«المصرى اليوم»، السبت، أن بداية إنشاء المحطة ترجع إلى أواخر ثمانينيات القرن الماضي، بعدما أثير جدل كبير، وتخوف شديد جراء صرف مخلفات الصرف الصحي بالإسكندرية إلى البحر وبحيرة مريوط مباشرة دون معالجة، ما يؤدى إلى تلوث شواطئ المدينة، وإصابة أسماك البحيرة بالأمراض، التي تنعكس سلباً على المواطنين، ما دعا إلى التحرك السريع، والاستعانة بخبراء مصريين وأمريكيين متخصصين، لإجراء دراسات شاملة، لاختيار موقع مناسب من بين 23 موقعًا تم اقتراحها ودراستها، لإنشاء محطة المعالجة عليها.
وأضاف أنه تم الاستقرار على موقع «9 ن» وفقاً لاسمه أيضاً على الخريطة، حيث تصل مساحته إلى نحو 360 فداناً، وتم تجهيز الموقع بمعونة أمريكية قيمتها 300 مليون جنيه، وبدأ التشغيل التجريبى له في أكتوبر من عام 1993 بهدف معالجة المخلفات الناتجة من محطات المعالجة للصرف الصحي التي تقدر يومياً بنحو 1500 طن ما بين حمأة ومخلفات صلبة ورمال والناتجة من المحطات البالغ عددها 18 محطة في الاسكندرية .
وأشار إلى أنه تم تشغيل الموقع إلى أن بدأت شكاوى المواطنين المجاورين لها مع اندلاع ثورة يناير ما تسبب في غلق محطة معالجة الصرف الصحى وتحديداً في ١٨ / ٥ /٢٠١٣ ثم أعيد فتحها لمدة ٣ أشهر تجريبية في ١٩ /١ /٢٠١٤ من خلال المنطقة الشمالية العسكرية إلا أنه تم إغلاقه بعدها، وحتى الآن.
وأكد أن موقع «9 ن» يعد الموقع الوحيد على مستوى الجمهورية فضلاً عن التكلفة المالية الكبيرة له، حيث بلغت تكلفته الاجمالية نحو مليار و500 مليون جنيه فضلاً عن أنه يتعذر إيجاد موقع بديل له، خاصة وأنه مقام على مساحة كبيرة، لافتاً إلى أنه تم الاستقرار على إنشاء وحدة صحية للمواطنين المجاورين للمحطة، ووحدة رصد بيئى داخل إدارة البيئة بالمنطقة، لرصد أي انبعاثات أو خطورة على صحة المواطنين قبل البدء في تشغيله مرة أخرى.
وأكد «الأشقر» على ضرورة إعادة فتح الموقع مرة أخرى خاصة، وأن مئات الأطنان التي تخرج من محطات الصرف الصحة بالإسكندرية، والتى كان يستوعبها الموقع أصبحت الآن يتم رميها في بحيرة مريوط، وتراكم بعضها في المحطات، ما يعوق العمل مشدداً على ان استمرار غلق الموقع يمثل خطورة داهمة وشديدة على الصحة العامة والبيئة .
وأكد أن الشركة جاهزة للتشغيل فور الاستلام، وأن لديها برامج لاستخدام الموقع في معالجة الحمأة والمواد الصلبة على الفور خاصة، وأنه لن يحتاج إلى تحديث أو تطوير منذ الغلق في 2013.
وكان المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، عقد اجتماعاً في مارس الماضى لمتابعة الاجراءات الخاصة بالاستعداد لبدء التشغيل التجريبى لمحطة معالجة الصرف الصحى (9ن) بالاسكندرية، وذلك بحضور وزراء الاسكان، والبيئة، والتنمية المحلية، والرى حيث تم خلال الاجتماع، استعراض الموقف الحالى لمحطة معالجة الصرف الصحى (9ن)، وأكد رئيس الوزراء على سرعة الانتهاء من كافة الاجراءات المتعلقة بالاستعداد لبدء التشغيل التجريبى للمشروع، ومن ذلك العمل على استخدام طريق بديل لنقل الحمأة، بما يراعى عدم المرورعلى القرية المجاورة للمحطة .
يشار إلى أن محطة معالجة الصرف الصحى (9ن) تعمل على تجميع الحمأة من 18 محطة صرف صحى بالاسكندرية، وتستقبل حوالى 1500 طن يومياً،من الحمأة والمواد الصلبة وتم إنشاؤها بغرض التخلص الآمن من الحمأة، وحماية الشواطئ والبحيرات من التلوث.