x

عباس الطرابيلي جريمة الطائرة.. وأصابع تركيا! عباس الطرابيلي الجمعة 20-05-2016 21:43


فى كل جريمة - يقول المنطق - ابحث عن المستفيد، وفى الحوادث التى تستهدف تدمير مصر، وتشويه صورتها، علينا أن نبحث عن المستفيدين مما ينزل بمصر من ضربات.. والبداية تكون بتحديد من هم أعداء مصر الآن، على الأقل فى المنطقة.. هناك أكثر من مستفيد، أى أكثر من عدو، هناك إسرائيل وهناك حماس.. ولكن ماذا عن تركيا.. نقول ذلك ونحن نستحضر حادث إسقاط الطائرة الأمريكية فوق منطقة لوكيربى. وكان هدف ليبيا - معمر القذافى - إسقاط أكبر خسائر ممكنة بالولايات المتحدة.. وكان مقدراً أن تنفجر العبوة التى وضعها عملاء القذافى ضمن حقائب الركاب - بعد أن تسقط الطائرة بفعل انفجار العبوة، فى عمق مياه المحيط الأطلنطى.. حتى تغرق الحقيقة بغرق الطائرة، ولكن تأخر إقلاع الطائرة عن موعدها جعلها تنفجر فوق الأرض.. وتتمكن أمريكا من معرفة سبب السقوط.. وتتأكد أيادى رجال القذافى.. فيكون العقاب رهيباً.

فعلاً.. ماذا عن أصابع «قد تكون» لتركيا فى حادث إسقاط الطائرة المصرية، وهى شديدة القرب من الأراضى والجزر التركية، بمجرد خروحها من المجال الجوى اليونانى، إلى المجال الجوى المصرى. ولكن ما هى الوسيلة؟!

هل هى صاروح أرض - جو.. أو جو - جو.. أو بحر - جو.. أم تكون طائرة دون طيار، وما أكثر هذه الطائرات التى تقوم بأعمال قذرة فى هذه المنطقة.. وإذا كان صعباً انطلاق صاروخ بحر - جو أو أرض، جو على الطائرة، وهى على ارتفاع 37 ألف قدم.. فلماذا لا يكون صاروخ جو - جو.. أى من طائرة تطير قريباً من هذا الارتفاع.. أو ربما يكون من طائرة دون طيار.. ومنطقة شرق البحر المتوسط مجال خصب لهذا السلاح، أو ذاك.. سواء من إيران، شرقاً، وهى تمتلك سلسلة من هذه الصواريخ التى نجحت فى صنعها.. أو من حماس، جنوباً، تنطلق من غزة أو من مناطق يسهل الوصول إليها، إما فى جنوب لبنان حيث سيطرة حزب الله، أو من قبرص، أو حتى من إحدى الجزر غير المأهولة التابعة لليونان.. خصوصاً أن حماس تمتلك الآن طائرات دون طيار يمكنها القيام بهذه العملية.

أو ربما يكون الترجيح التركى هو الأهم.. وليس شرطاً بمعرفة الحكومة التركية.. ولكن من الإرهابيين الذين يتخذون الأراضى التركية مركزاً لعملياتهم، وكلها موجهة ضد مصر.. وهنا نلاحظ أن خط سير الطائرة المصرية يمر فوق منطقة تفصل بين المجال الجوى اليونانى غرباً، والمجال الجوى التركى شرقاً وجنوباً، وبالذات قبل دخولها إلى المجال الجوى المصرى المتجه إلى الإسكندرية.

والعداء التركى تجاه مصر عمره آلاف السنين، منذ الحيثيين - جنوب شرق تركيا الحالية، أيام رمسيس الثانى ووالده، وكانت سوريا تتنازع السيطرة عليها تركيا مع مصر.. ودارت على أرضها معركة قادش الشهيرة بين رمسيس الثانى، وملك الحيثيين.. ثم تجدد الصراع التركى - المصرى أواخر عصر دولة المماليك البرجية إلى أن تمكنت تركيا العثمانية - بالخيانة - من ضرب مصر أولاً فى شمال الشام عام 1516 أيام السلطان قنصوة الغورى، ثم ثانياً فى يناير 1517 أيام خليفة السلطان طومان باى، وجثمت تركيا على أنفاس مصر والمصريين حوالى ثلاثة قرون ثم قرناً رابعاً كانت مصر تابعة سيادياً لتركيا حتى عام 1914.

ويجىء الآن العداء التركى لمصر - الثالث - خلال محاولات السلطان العثمانى الجديد، رجب طيب أردوجان، الذى يحاول إعادة بناء الإمبراطورية التركية من جديد.. ولهذا يساعد كل من يعادى مصر، وفى مقدمتهم الإخوان ويدعمهم ويوفر لهم الحماية.. والعمل ضد مصر، من فوق الأرض التركية.

تلك رؤية جديدة لحادث سقوط طائرة مصر للطيران، وإن كنت أرى أن الاسم الصحيح هو «إسقاط الطائرة المصرية».. وهذا خيط جديد أرجو عدم إغفاله، ونحن نبحث عن أسباب هذه الجريمة.

لأن ما يجرى لمصر من أحداث هدفها واحد هو الإساءة لمصر ولكل المصريين، وما إن نخرج من أزمة - هم صانعوها - إلا ونقع فى أزمة، هم أيضاً من يصنعونها.. تماماً كما أن لإسقاط الطائرة الروسية - فوق سيناء - دلائله للوقيعة بين موسكو والقاهرة، علماً بأن الطائرة الروسية كانت فى الرحلة السابقة لسقوطها قد أقلعت من مطار.. تركى!!.

■ وفتش عن المصلحة.. اقتصادية، عسكرية، وسياحية.. فضلاً عن سياسية فى كل ما يقع لمصر فى السنوات الأخيرة.. وعلى أى محقق ألا يغفل أى سبب أو احتمال، فيما يقع.. وما سوف يقع لنا من الجيران الطامعين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية