«البيرولدى» هو اعتماد الخديو صحة نيابة أعضاء مجلس شورى النواب، ونحن إذ نورد هذا النص كاملاً، يقول الخديو فى «البيرولدى»، مخاطبا الأعضاء الذين صحت عضويتهم واعتمدهم: «قدوة الوجوه المعتمدين والأعيان المنتخبين» فلان من بلدة كذا بقسم كذا بمديرية كذا «زيد إقباله ودام كماله قد علم آل الوطن العزيز وفهم أهل الفطن والتمييز دوام شغف فؤادنا واشتغال أفكارنا بما فيه معمورية بلادنا هذه وسعة منفعة ديارنا، وما يقدم أهلها فى مدارج التمدن ويصعد بهم فى معارج التمكن، وقد علمت أن ترتيب مجلس الشورى الوطنية، مما يعود على ديارنا هذه بمزيد المزية، كما جرت فى سائر المدن المتمدنة وشوهد بين جميع الملل المتمكنة فإن تلاحق الأفكار وتصادف الآراء والأنظار يستنتج ثمرات الألباب من أغصانها ويستخرج محسنات الصواب من أفنانها، فلذا رسمت بترتيب المجلس المذكور وإنشائه وأصدرت لائحة مخصوصة فى كيفية انتخاب أعضائه بحيث يكونون من وجوه أهل وطننا لينوبوا عن سائر أهالى مدائننا وبلداننا وقد كمل أمر الانتخاب الآن ممن يصلح لهذا الشأن وأنت ممن انتخبوا لهذا الخصوص، وصدق عليهم فى قرار القومسيون المخصوص وعرض ذلك بواسطة سعادة رئيس المجلس إلينا فقوبل بقبوله واستحسانه لدينا فأصدرت هذا إليك إعلاما بأنك ممن حاز شرف الامتياز بالعضوية فى ذلك المجلس، مجلس شورى النواب الوطنية، وذلك لمدة ثلاث سنين شمسية حسبما تقرر فى اللائحة الانتخابية وكلكم أصحاب رؤية وأهلية وأرباب فطنة جلية وكمال معرفة بالمصالح الداخلية والمنافع المحلية فأملى فى سمو أفكاركم وعلو أنظاركم أن يكون فى اجتماعكم هذا ما يزيد أوطاننا به فلاحا وتمدينا وتجارى غيرها من الممالك المعمورة والمدائن المشهورة إصلاحا وتحسينا فتعاونوا فى النظر الصائب وتبينوا الفكر الثاقب وخذوا فيما يتعلق بهذا المجلس من المصالح الداخلية والمواد التى ترى الحكومة أنها من خصائص هذه الشورى الوطنية وأدوا وظائف هذه الجمعية على وفق حدودها وأبدوا من شرائف الآراء البهية خير موجودها وتبصروا لما فيه اعتلاء أقدارنا بأقطارنا واجتلاء أوطاننا بأوطارنا ومزيد الرفاهية لأهاليها وساكنيها على وفق المطلوب وانتظام حال الزراعة والتجارة والصناعة فيها على أحسن أسلوب نسأل الله دوام التوفيق وبلوغ الآمال وحسن الحال والمآل فهو مولى الخير ومولى الكمال فى رجب سنة 1283هجرية».