قال اللواء أبوبكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعئبة العامة والإحصاء، إن التعداد العام للسكان والمنشآت لعام 2016 يعتبر تأريخا جديدا للتعدادات في مصر.
وفي مقابلة بالفيديو مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أشار إلى أنه من خلال استمارات التعداد سيتم عمل حصر شامل لكافة الفئات الموجودة بمصر، وتم وضع بيانات جديدة في التعداد لم تكن موجودة من قبل في التعدادات السابقة مثل اتصال المنشآت بالأنواع الجديدة للطاقة كالغاز والتأمينات الاجتماعية والتي تسعى الدولة لعمل حصر لها فضلا عن ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة.
وأوضح أن ذوي الإعاقة رغم وجود أسئلة بشأنهم في التعدادات السابقة، إلا أن نسبتهم في الـ 13 تعدادا السابقة لم تتعد 1% ولتصل نسبتهم في آخر تعداد لعام 2006 نحو 0.6 % وهذا رقم غير واقعي.
ونبه إلى أن ذلك نظرا لأن الأسر لا تقوم بالإعلان الصحيح عن حال أفرادهم، لافتا إلى أن الجهاز منضم إلى مجموعة «واشنطن للإعاقة» والتى تتكون من 12 دولة، تمت صياغة الأسئلة باستمارات التعداد بشكل مشجع للأفراد على الإجابة بصورة صحيحة.
وبيّن الجندي، أن الأسئلة الجديدة الموضوعة تم اختبارها في التجربة الرابعة للتعداد، وأظهرت ارتفاع نسبة الإعاقة لتبلغ نحو 1.7 %، متوقعا أنه مع الحملة الإعلانية للتعداد، سترتفع النتائج وتظهر الإحصاءات بصورة أكثر دقة.
وعن أهم مايميز التعداد، أوضح الجندي أنه في التعداد الجديد سيقوم الباحث باستخدام الجهاز اللوحي «التابلت» لجمع بيانات السكان، بدلا من الحصر الورقي والذى تم في الـ 13 تعدادا السابقة.
وأضاف أن ذلك سيساهم في توفير الوقت لإعلان النتائج نظرا لأن الجمع الورقي كان يستغرق لإعلان النتائج النهائية من 18 إلى 24 شهرا، مشيرا إلى أنه باستخدام الأجهزة الحديثة سيتم إعلان النتائج عقب مرور شهرين فقط من الحصر وانتهاء الأعمال الميدانية.
ولفت إلى أن تعداد 2016 يتميز أيضا بأنه سيتم فيه حصر الأسر أولا ثم المنشآت ما يعطي ميزة في الحصول على بيانات أدق عن حركة المصريين.
وحول خطر المشكلة السكانية وأهم الحلول المقترحة لها، أوضح اللواء أبوبكر الجندى أن اعتراف المجتمع بوجود مشكلة سكانية بمصر يعتبر أولى الخطوات التي تساهم في حلها والتى تعتبر أسوأ ظاهرة سلبية حاليا، مشيرا إلى أن السكان هم العمود الفقري لأية دولة، ومصر لديها قاعدة عريضة من صغار السن تبلغ نسبتهم نحو 62 % من السكان في الفئة العمرية أقل من 30 عاما.
وبيّن أن السكان لكي يكونوا قوة نافعة فلابد من الإنفاق عليهم لتحسين خصائصهم، مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي حاليا لا يتناسب مع النمو السكاني، وأن كل دول العالم التي حققت طفرات يتناسب النمو الاقتصادى فيها مع النمو السكاني ككوريا الجنوبية والصين.
ونوه إلى أنه يجب أولا زيادة معدلات النمو الاقتصادى من 9 إلى 10 %، ثم تتم زيادة معدل السكان لكي نضمن توفير حياة كريمة للمواطن.
وعن دور الساعة السكانية والتي تعلو الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أوضح اللواء أبوبكر الجندي أن الساعة تعد إحدى وسائل لفت نظر المجتمع للنمو السكاني المتزايد، والذي يعد أهم مرض تعاني منه مصر اليوم وأخطر من الإرهاب والتباطؤ الاقتصادي، مشيرا إلى زيادة عدد السكان كل 15 ثانية وأنه يتم ظهور الأرقام على الساعة بصورة تقديرية وفقا لمعدل الزيادة الطبيعة وليست الأرقام الفعلية للزيادة.
ولفت إلى أنه اعتبارا من الأول من يوليو القادم ستتم ميكنة نحو 5400 مكتب صحة، وربطها بالساعة السكانية ليظهر الرقم الواقعي للسكان.
وحول مساهمة الجهاز بالإحصاءات الخاصة بالنشاط الاقتصادي المصري، أوضح اللواء أبوبكر الجندي أن أكثر من 65 % من منتجات الجهاز لصالح القطاعات الاقتصادية، وتتم متابعة كافة الأنشطة الاقتصادية لمعرفة حجمها وقيمتها ومدى مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.
وقال إنه في هذا الإطار قام الإحصاء بعمل التعداد الاقتصادي الرابع عام 2014 بعد توقف دام أكثر من 14 عاما، نظرا لأن الموارد كانت تقف حائلا دون ذلك، ولكن وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري الدكتور أشرف العربي قام بتوفير الموارد لعمل الإحصاء، مشيرا إلى أن نتائج التعداد انعكست على الإنتاج والأنشطة وتحولت الأرقام من مجرد تقديرات إلى أرقام واقعية وهذا يفيد في معرفة نقاط الضعف والقوة في المحافظات والقطاعات المختلفة.
وعن مدى كفاءة العاملين في الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وتناسبهم مع طبيعة عمل الجهاز، أشار «الجندي» إلى نجاح العمل القائم على العنصر البشري، والجهاز يهتم بالباحثين العاملين به من خلال تحسين مستواهم الدراسي والتعليمي، لافتا إلى قيام الجهاز بانتقاء العاملين المتميزين به، وذلك ساهم في التحاقهم بالدراسات العليا سواء في داخل مصر أو خارجها.
وبيّن أنه تم مؤخرا تخريج الدفعة الثالثة من العاملين بالجهاز من جامعة السوربون بفرنسا من الدبلومة العليا في التحليل الإحصائي فضلا عن تدريب نحو 25 باحثا سنويا بكوريا الجنوبية على العمل الإحصائي بجانب دراسة عدد من العاملين للماجستير والدكتوراة في الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن التعاون مع كافة الأجهزة الإحصائية بالعالم في اليابان وإيطاليا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة ومنظمات الأمم المتحدة وهذا التعاون يساهم في نقل الخبرات.
وعن تأثير الخلفية العسكرية للواء أبوبكر الجندى في قيادة جهاز الإحصاء، أوضح أن الدولة تستفيد من كبار القادة بالقوات المسلحة في الخبرة الإدارية وقيادة الأجهزة نظرا للمسئولية الملقاة على عاتقهم دائما في قيادات الأفراد والخبرات التي لديهم ما ينعكس بالإيجاب في النجاح ويساهم في إدارات المنشآت بكفاءة عالية.