قال جمال حشمت، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، إنه تأكد عزم كل الأطراف داخل الجماعة على فصل الجانب الحزبى التنافسى عن الجانب الدعوى والتربوى، وإنه سيتم الإعلان عن هذا المبدأ قريبا، مشيرًا إلى أن هناك سعياً لـ«إجراء مراجعات كبرى» لكنها تحتاج وقتا وإرادة، وتقديم الشباب.
وأضاف «حشمت» أن الخلاف الداخلى «نخبوى»، في المستويات العليا بالجماعة، وليس قواعدها، مؤكدًا وجود جهود للقضاء عليه في أقرب وقت، مستبعداً في الوقت الحالى إعلان انشقاق بالجماعة.
وشدّد عضو شورى الجماعة، المقيم خارج مصر، على أن الأزمة الحالية ليست بين تنظيم يبقى أو ينتهى أو مواجهة أو تراجع، بقدر كونه محاولة جادة وحقيقية لتطوير الجماعة، وعودتها للرأى العام بشكل أفضل، بعد أن عولجت الأخطاء، وتمت الاستفادة من الدروس السابقة في تاريخ الوطن والجماعة.
وقال الدكتور كمال حبيب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن كلام «حشمت» صعب أن يتحقق على أرض الواقع، وإن «حشمت» وغيره من قادة الإخوان وشبابها غير قادرين على الإقبال على خطوات حاسمة في ظل سيطرة الحرس القديم على كل شىء داخل التنظيم.
وأوضح «حبيب» أن «حشمت» وعمرو دراج وغيرهما من القيادات المتفقة مع رؤى شباب الجماعة، متأثرون بتجربة النهضة في تونس التي أعلنت فصل الجانب الدعوى عن الجانب السياسى، مشيراً إلى أن فصل الجماعة عملها السياسى عن الدعوى هو أزمتها الحقيقية، لكن ذلك لن يحدث في يوم وليلة كما يعتقد «حشمت»، وأنه طالما ظل محمود عزت ومحمود حسين مسيطرين على التنظيم فلن يستطيع الشباب تحقيق مبتغاهم.
وأكد «حبيب» أن الجماعة تحتاج لمراجعات حقيقية في عديد من القضايا، ومنها موقفها من العنف، ومن المجتمع، والقوى السياسية، والأنظمة السياسية، لتعيد تقييم مواقفها من جديد وتصوب أخطاء الماضى عبر خطاب تصالحى مع الآخرين.
وشدد «حبيب» على أن القضية مطروحة داخل التنظيم وتحظى بتأييد البعض، لكن السيطرة والكلمة الأخيرة تظل بيد «عزت» الذي لن يقبل بتحركات «حشمت» ورفاقه.