أعرب أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، عن ارتياحه للمحادثات، التى أجراها الأربعاء مع نظيرته الأمريكية هيلارى كلينتون، وعدد من المسؤولين الأمريكيين، موضحا أنه طرح عددا من الملفات الإقليمية تتعلق بقضية استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية والوضع فى السودان والعراق ولبنان. لكنه رفض الإفصاح عن هذه المقترحات، فيما لم يتطرق أبوالغيط أو كلينتون- فى تصريحاتهما عقب اللقاء- إلى الحديث عن محادثاتهما حول ملف العلاقات الثنائية ورؤية الولايات المتحدة للانتخابات البرلمانية المقبلة أو المستقبل السياسى لمصر.
ووجهت الوزيرة الأمريكية الشكر لمصر وللرئيس حسنى مبارك ثلاث مرات، وقالت: «إننى أحيى جهود الرئيس مبارك والتزامه بالتوصل إلى سلام شامل فى الشرق الأوسط، وتحقيق حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية»، وأضافت: «إننا نتطلع لمصر لتولى الزعامة الإقليمية والعالمية حول مجموعة من القضايا»، معتبرة أن «الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر هى حجر الزاوية للاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط».
وقبل سفره إلى باريس للقاء وزير الخارجية الفرنسى لمناقشة تأجيل اجتماعات اتحاد أمن دول المتوسط، قال أبوالغيط فى تصريحات للصحفيين إن اللقاء مع وزيرة الخارجية كان أنجح المناقشات مع الجانب الأمريكى، مشيرا إلى أن هناك توافقا كبيرا فى عدد من القضايا، وبعض الاختلافات فى الرؤى أو منهجية التعامل فى قضية استئناف المفاوضات.
وأشار إلى أن الطرح المصرى استهدف وضع إطار عام أشمل للتسوية وضرورة العودة إلى المسار التفاوضى، كما يرفض الإجراءات أحادية الجانب (فى إشارة إلى احتمالات استخدام أمريكا حق الفيتو إذا لجأت السلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بإعلان الدولة الفلسطينية). من جهة ثانية، أكد أبوالغيط، فى مقابلة مع القناة الأولى بالتليفزيون المصرى الخميس من واشنطن، أن الجهود الأمريكية لإنجاح عملية السلام واستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل لم يتحقق الهدف منها حتى الآن.
من جانبه، نفى السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، وجود خلاف فى الرأى بين الجانبين المصرى والأمريكى بشأن العملية السلمية.
واستطرد «زكى» فى تصريحات له الأربعاء فى واشنطن: لكن هناك اختلافا حول منهج وطريقة تحقيق الهدف الواضح، وهو إعادة المسار التفاوضى إلى نقطة البداية السليمة، بعد أن بدأ فى شهر سبتمبر الماضى بثلاث جولات ثم تعثر، وإعادة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى إلى مائدة المفاوضات المباشرة للتوصل إلى اتفاق حول قضايا الوضع النهائى، وتحقيق سلام شامل فى الشرق الأوسط، وذلك فى ضوء ما لدى الجانب الفلسطينى من متطلبات.
وأكد أن الإدارة الأمريكية ملتزمة بشكل كامل بإنجاح العملية التفاوضية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، أو إيصالها إلى نقطة تبدأ منها وتستمر فيها وليس إلى نقطة تتعثر عندها، منوها بأن الطرفين متفقان على عودة المسار التفاوضى إلى حالته الطبيعية، وبالتالى ضرورة عودة الطرفين إلى المفاوضات كهدف.
وحذر المتحدث باسم الخارجية، من أنه «إذا كان الجانب الإسرائيلى يعتقد أن إضاعة الوقت تصب فى مصلحته، فإنه مخطئ، خاصة أن الجانب الفلسطينى يريد أن يتفاوض ليحل قضيته، ولكنه يواجه بمواقف والعديد من المآزق الصعبة للغاية، ويجد أنه من الصعب عليه أن يتفاوض فى ظل هذه الظروف». وبالنسبة لموضوع السودان، قال السفير حسام زكى، إنه لا يوجد خلاف رئيسى بين القاهرة وواشنطن، مشيرا إلى أن الطرفين يريدان استقرارا وسلاما فى السودان شمالا وجنوبا، وعقد استفتاء الجنوب بشكل سلس يتسم بالشفافية ويؤدى إلى نتائج تكون مقبولة من الجميع. فيما قال فيليب كراولى، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن واشنطن ترفض الاقتراح المصرى بتأسيس نظام كونفيدرالى بين شمال وجنوب السودان، مشيرا إلى أن اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب تنص على حق شعب جنوب السودان فى تقرير مصيره.
وأضاف: إن التاسع من يناير هو اليوم، الذى سيقرر فيه الجنوبيون مصيرهم.