كشفت نيابة أمن الدولة العليا، اليوم الثلاثاء، عن أدلة الثبوت وأمر إحالة المتهمين في قضية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، فضلا عن اعترافات 9 من المتهمين تفصيليا بالتخطيط للجريمة وتنفيذها.
وتبين من الاعترافات أن 11 من المتهمين أقروا بانتمائهم لجماعة الإخوان، فضلا عن سفر مجموعة منهم إلى فلسطين عبر أنفاق سيناء، وتلقوا تدريبات لأكثر من شهرين هناك على كيفية تركيب وتجهيز المواد المتفجرة، وأكدوا أنهم تلقوا أموالا من إخوانى يقيم في تركيا مقابل تنفيذ العملية، وحصل كل فرد شارك في العملية على 3 آلاف دولار، وتلقوا وعوداً بزيادة المبلغ حال تنفيذ عمليات أخرى تستهدف شخصيات عامة وسفير إحدى الدول الأجنبية في القاهرة.
وحددت محكمة استئناف القاهرة جلسة 14 يونيو المقبل، لبدء محاكمة المتهمين الـ«67» بينهم 51 محبوسا والآخرون هاربون، بينهم 7 فلسطينين، تولوا عملية التدريب على استخدام الأسلحة والمواد المتفجرة.
وقال أحد المتهمين في تحقيقات النيابة إنه وباقى زملائه ارتكبوا الجريمة وخططوا لارتكاب جرائم أخرى، ردا على فض اعتصام رابعة العدوية، بينما أضاف متهم آخر: «نفتخر بتلك العملية لأن التاريخ سيذكرها لأبنائنا وأحفادنا، ويقول لهم إن أجدادهم كانوا يجاهدون في سبيل الله»، فيما اعترف المتهم الرئيسى في القضية بأنه خطط للجريمة لـ«رد الصائل»، وهو ما يعرف في «الفقه» بالجهاد في سبيل الله، والانتقام ممن قتلوا المسلمين.
وأوضح المتهم أحمد محمود وشهرته «سيف» في التحقيقات أنه تتبع خط سير موكب النائب العام لأكثر من شهر، وعلم بمسكنه من خلال رصد الموكب، وكرر المتابعة والرصد حتى أبلغ باقى أفراد التنظيم بالمكان الملائم لترك السيارة المفخخة بالقرب من منزل النائب العام في مدينة نصر، إذ تحركت السيارة من خلال الطريق الدائرى وصولا إلى مكان التنفيذ.
وتضمنت أوراق القضية أن المتهم محمود الأحمدى عبدالرحمن، واسمه الحركى «محمدى» طالب بكلية لغات وترجمة جامعة الأزهر الفرقة الثالثة، مقيم بقرية كفر السواقى مركز أبوكبير بالشرقية، اعترف بانضمامه لجماعة الإخوان، وأنه بعد 30 يونيو شارك في اعتصام رابعة حتى الفض، وبعدها حضر كل الفعاليات الثورية داخل الحرم الجامعى وخارجه، واشترك في العمل النوعى والمسيرات الإخوانية لقطع الطرق وإلقاء الشماريخ على القوات الأمنية وتفجير أبراج الكهرباء.
وقال المتهم أحمد جمال أحمد محمود، واسمه الحركى «على» طالب بمعهد تحليل جامعة الأزهر، مقيم بمركز ديرب نجم محافظة الشرقية، إنه انضم لجماعة الإخوان، وشارك في اعتصام رابعة حتى الفض، وكذا في العمل النوعى، وكون مجموعات رصدت الكمائن والقوات الشرطية داخل وخارج الجامعة.
واعترف المتهم أبوالقاسم أحمد على منصور، واسمه الحركى «هشام» طالب بكلية الدعوة جامعة الأزهر مقيم مركز كوم أمبو، محافظة أسوان، بالانضمام للجماعة، والمشاركة في اعتصام رابعة، وأحداث الحرس الجمهورى والمنصة، ومجموعات الحراك الثورى داخل جامعة الأزهر، ونظم إضراب الطلاب عن الامتحانات لشل العملية التعليمية داخل الجامعة، بينما أكد المتهم محمد أحمد سيد إبراهيم، اسمه الحركى «كامل أبوعلى»، طالب بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر مركز أبوكبير الشرقية، أنه انضم لجماعة الإخوان، وشارك في اعتصام رابعة، وعمليات قطع الطرق وتفجير أبراج الكهرباء وحرق سيارات الشرطة.
وقال المتهم محمود الأحمدى عبدالرحمن- الاسم الحركى «محمدى»- أنه تلقى تكليفا من الإخوانى الهارب بتركيا الدكتور يحيى موسى، الذي تعرف عليه عن طريق الإخوانى سعيد المنوفى، والإخوانى «شمس» الذي كان يتعامل معه تحت اسم حركى «خالد» وكلفه بالذهاب إلى غزة لتلقى دورة تدريبية في معسكرات «حماس».
وأضاف أنه توجه إلى غزة عن طريق الأنفاق، واستمر في الدورة شهر ونصف، وهناك التقى (أبوياسر، أبوحذيفة، أبوعمر)، والأخير ضابط مخابرات تابع لحركة حماس، وتلقى دورة تدريبية في التكتيكات العسكرية وحرب العصابات وصناعة المتفجرات من المواد ثنائية الاستخدام وتركيب الدوائر الكهربائية وتفخيخ السيارات، وأنه لم يتمكن من العودة إلى مصر إلا بعد 3 أشهر بسبب صعوبة التسلل عبر الأنفاق.
واعترف أنه تلقى تكليفا عن طريق برنامج «اللاين»، من الإخوانى الهارب في تركيا يحيى موسى، بإعداد عبوة متفجرة زنة 60 كيلو لتفجير موكب النائب العام، وأنه تسلم المواد من إخوانى اسمه أحمد، ونقلها إلى مزرعة بمركز ههيا بالشرقية، وتولى خلط المواد وإعدادها ووضعها داخل حقائب، ونقلها إلى شقة بالشيخ زايد، وأنه تلقى اتصالا من يحيى موسى بموعد العملية في 28 يونيو، وبعدها أحضر أبوالقاسم أحمد على منصور، واسمه الحركى هشام، سيارة ماركة «اسبيرانزا» ووضع المتفجرات بها، وتوجه إلى مسكن النائب العام بمصر الجديدة.
وتابع أبوالقاسم: «عندما وصلنا إلى المكان تركنا السيارة في ملف يتجه منه الموكب، وعندما حضر المحمدى طلبت منه تفعيل العبوة وانتظرنا بجوارها على مسافة 30 مترا تقريبا».
واعترف المحمدى أنه ظل منتظرا حتى مرور الموكب، إلا أنه لم يمر، وأبلغته مجموعات الرصد أن الموكب غير خط سيره، وترك السيارة في موضعها وغادر.
وقال: «تلقينا تكليفا من يحيى موسى أن ننفذ في اليوم التالى، وبالفعل توجهنا إلى موقع الحادث وعندما أبلغتنا مجموعات الرصد بتحرك الموكب نحونا، وحين اقتربت من السيارة المفخخة ضغطت على الريموت فانفجرت في الحال، واندفعت من الموجة الانفجارية وكذلك اندفع معى أبوالقاسم قليلا، وأصيب إصابات طفيفة بيده لكنه تمكن من تصوير الانفجار».
واعترف أبوالقاسم: «بعد الانفجار جرينا وسط الأهالى وهربنا في سيارة هيونداى هاتشباك كانت تنتظرنا في آخر الشارع، بينما تواصل المحمدى على برنامج اللاين مع يحيى موسى أثناء هروبه في السيارة»، وقال له: «لقد تم التنفيذ»، أما المحمدى فاعترف أنه بعدها بأسبوع تلقى اتصالا هاتفيا من أبوعمر، ظابط المخابرات التابع لحماس، قال له مبروك: لقد نجحتم ومازال أمامكم مشوار طويل.