x

انتظرينى فلن أتأخر

الأربعاء 10-11-2010 21:31 | كتب: اخبار |

وقف أمام صورة داخل إطار مذهب تحتل مساحة كبيرة من جدار حجرته يتأمل ابتسامة فتاة تنظر إليه، مسح عبرة تسللت بين جفونه، وفتح آخر خطاب وصله منها دون أن تنتظر رداً منه..


منعت دموع عينيه وضوح الرؤية ليقرأ ولكنه كان يحفظ كلماتها عن ظهر قلب ولا يحتاج ليقرأها تردد صوتها داخله وكأنها تحدثه..


أريدك أن تعرف قدرك عندى.. حقا حياتى تغيرت كثيراً بسببك


أحبك..! دون خجل.. أحبك لأنك ساعدتنى لأعيش. أحبك لأنك أعطيتنى اسم ابنتك


أحبك


ثم رحلت..


لم يشعر برغبة فى أن يلقى بنفسه فى أحضان دافئة أكثر من الآن.. يبكى فتسقط دموعه لتحفر طريقها فى قسمات وجهه وتزيد حفر السنين على ملامحه.. بحث عنها لم يجدها بعد أن رحلت، اختفت صورتها من الإطار، لم يجد سوى صدر أمه ليستقبل دموعه وتخفف عنه


قال لها.. رحلت يا أمى.. سأموت


لن تموت يا ولدى سيبقى صوتك يملأ الدنيا


صوتى مختنق بالحزن


حزنك سيجعل صوتك أكثر عزوبة


سأموت يا أمى سأموت من الحرمان.. رحلت يا أمى حرمت منها


لن تموت يا ولدى سيبقى حبك أغنية يرددها الناس، الحب يقتله الارتواء، ويقوى بالحرمان، لن تشعر بالحب إلا إذا فقدت من تحب أو ابتعد عنك قليلاً..


لا أقوى يا أمى.. أراها تأتى إلىَّ كثيراً ولا أستطيع أن المسها


تغيب رأسه أكثر على صدرها تحتضنه أمه أكثر، توقظه لمسة خفيفة على كتفه يشعر بها بعيداً عن يدى أمه يرفع رأسه ليراها ثانية تبتسم له مد يده مشتاقاً للمسة يد لم يمسكها من قبل، يدها ممتدة.


تكاد تلمسه.. يتلامسا


لا يشعر بها.. تختفى صورتها من الإطار، يخيل إليه أنه يرى شبحها يتحرك خارجاً من الغرفة، تلتفت إليه وتبتسم تلوح بيد لاتزال آثار الحنة عليها، تهمس فى أذنه بصوت أحس به يخرج من داخله.. انتظرك هناك لا تخف على رفع رأسه قليلاً، شعر بنور يغمر الغرفة فى طريق يؤدى إليها ابتسم لها وقال انتظرينى فلن أتـأخر، بيننا قصة لم تكتمل ومحاولة فاشلة للقاء، بيننا رسالة كتبت داخل زجاجة ألقيت فى بحر، أنتظرها على الشاطئ الآخر ولا إشارة تمنح الأمل لاستلامها، انتظرينى وسأنتظرك هنا دون يتسرب إلى الملل من طول الانتظار

 


محمد عوض


مواليد 1982


ليسانس فى الآداب قسم إعلام.


عضو بمركز الإبداع الفنى بالإسكندرية..

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية