أطلق الحزب الوطنى،الأربعاء، برنامجه الانتخابى الذى سيخوض به انتخابات مجلس الشعب المقبلة تحت شعار «علشان تطمن على مستقبل ولادك»، و«صوتك لمن يملك برنامج حقيقى.. وهاينفذه»، فى اجتماع للرئيس حسنى مبارك مع الهيئة العليا للحزب.
أخبار متعلقة
وركز البرنامج الانتخابى - بشكل أساسى - على دعم القطاع الخاص، لتوفير فرص العمل والمشاركة فى مشروعات البنية الأساسية، مشيراً إلى أن البرنامج يحتاج إلى موارد إضافية تتجاوز الاعتماد على ميزانية الدولة.
وأكد أهمية إرساء أسس دولة مدنية حديثة، وإعادة صياغة دور الدولة ليعتمد على المراقب والمنظم، وتطوير خدمات التعليم والتأمين الصحى، ومد شبكة الضمان الاجتماعى، ومشروعات المياه والصرف الصحى.
وتوجه صفوت الشريف، أثناء إلقاء كلمته، للرئيس مبارك قائلاً: «تابعت سيادة الرئيس الخطوات الصعبة لاختيار مرشحينا من خلال عمل تنظيمى مدقق، بأسلوب يحقق ديمقراطية الاختيار لحزب مؤسسى، والمشاركة فى اتخاذ القرار لحزب كبير، حتى نقدم الأقدر على المنافسة والأصلب على مواجهة التدحيات والأكثر تأييداً من القوى التصويتية».
وقال صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى: «إن اليوم حلت ساعة العمل لخوض انتخابات مجلس الشعب 2010، وحلت الساعة لعمل جاد، من أجل تحقيق الهدف الأسمى الذى يسعى إليه حزبنا، وسنواصل العطاء بكل ما نملك، مسلحين بالإنجازات الكبيرة، هى الأخرى غير مسبوقة فى تاريخ مصر». وأضاف: «سنخوض الانتخابات طبقاً لخطة مدروسة ومحسوبة وخريطة سياسية واضحة لقوانا وقوى الآخرين.. سنخوض الانتخابات على قلب رجل واحد قوى.. حزب قوى متماسك البنيان قادر على المواجهة والمنافسة، يحترم الدستور ويلتزم بالقانون ويتمسك بقواعد وقيم الدولة المدنية، وبعون الله سيكون الفوز كبيراً.. والله الموفق».
ثم أنهى الشريف كلمته بدعوة الرئيس مبارك، زعيم الحزب الوطنى الديمقراطى، لإلقاء كلمته التى ينتظرها قيادات الشعب الحاضرون وغيرهم من أبناء الشعب المصرى.
من جانبه، أكد الرئيس مبارك فى كلمته خلال الاجتماع «إن الحزب اختار مرشحيه لانتخابات مجلس الشعب المقبلة من خلال عملية مؤسسية غير مسبوقة، شارك فيها جميع أعضائه فى إبداء الرأى وتقييم المرشحين وفق معايير موضوعية واضحة».
وقال: «إن نتائج هذه الانتخابات سوف تحدد مسار العمل الوطنى خلال السنوات الخمس المقبلة، وسوف نخوضها، مدركين ما يواجهه الحزب من منافسة شرسة، موقنين - كعهدنا - أن العمل الحزبى والوطنى مسؤولية وعطاء.. نواصل الاجتهاد فى قدرة الحزب على قيادة العمل الوطنى، ومواصلة العطاء من أجل كل مصرى ومصرية».
وأضاف: «إننا نخوض الانتخابات المقبلة بسجل مشرف لما تحقق على أرض الواقع، وعلى امتداد أرض الدولة، حافل هو نتاج الرؤية الاستراتيجية الحاكمة التى طرحها الحزب للتعامل مع مختلف السياسات العامة وقضايا التغيير والتطوير والإصلاح على جميع محاوره».
واستعرض الرئيس مبارك الإنجازات التى تحققت فى مجالات الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى.
وقال الرئيس مبارك: «إن البرنامج الطموح الذى يطرحه الحزب يحتاج لموارد جديدة ومصادر تمويل إضافية، ونحتاج فيه لمواصلة تشجيع القطاع الخاص واجتذاب المزيد من الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية خلال السنوات الخمس المقبلة». وأردف: «إننا بحاجة مماثلة لأساليب تمويل جديدة ومبتكرة من خلال الإطار التشريعى الذى اعتمدته الدورة البرلمانية الماضية لتنظيم المشاركة بين الدولة والقطاع الخاص فى مشروعات البنية الأساسية وغيرها».
وتابع: «أولى اهتماماً خاصاً بفتح الطريق أمام استثمارات القطاع الخاص لتوسع البنية الأساسية الجاذبة للاستثمار خاصة فى الصعيد، ولقطاعات بعينها كقطاع الزراعة، وأن نولى أكبر قدر من الرعاية للفئات الأكثر احتياجاً لمساعدتهم على الخروج من دائر الفقر، وللاستثمار فى البشر بتطوير التعليم والرعاية الصحية. إننا إذ نتأهب لخوض الانتخابات المقبلة، نعتز بكشف الحساب الذى نطرحه أمام الناخبين بما تحقق على هذه المحاور للإصلاح خلال السنوات الخمس الماضية».
وأشار إلى أن البرنامج الطموح الذى يطرحه الحزب يحتاج لموارد جديدة ومصادر تمويل إضافية تتجاوز الاعتماد على ميزانية الدولة فحسب، مضيفاً: «نحتاج لمواصلة تشجيع القطاع الخاص واجتذاب المزيد من الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية لسد الفجوة بين المدخرات الوطنية وما يحتاجه اقتصادنا من استثمارات خلال السنوات الخمس المقبلة. كما أننا فى حاجة مماثلة لأساليب تمويل جديدة ومبتكرة تعزز قدرتنا على سد هذه الفجوة، بما فى ذلك من خلال الإطار التشريعى الذى اعتمدته الدورة البرلمانية الماضية لتنظيم المشاركة بين الدولة والقطاع الخاص فى مشروعات البنية الأساسية وغيرها».
واستطرد: «إن حياتنا السياسية تشهد حركة وحيوية غير مسبوقة خلال السنوات القليلة الماضية.. أحرص كل الحرص على استمرارها بل ودفعها للأمام، كما أننى على اقتناع أكيد بأن ما تشهده ساحة العمل الوطنى من تعدد فى رؤى الأحزاب وتوجهاتها هو أحد مصادر قوتنا وحيويتنا، وأثق فى أننا سنمضى للأمام كأمة عريقة وشعب واحد.. قد تتعدد الرؤى والتوجهات لكن أبناء الشعب يشتركون جميعاً فى التطلع للحياة الكريمة والأفضل، ومن أجل كل هؤلاء وضع الحزب برنامجه للانتخابات المقبلة، كنا - وسوف نظل - مدركين أن تلك هى أولولويات الناس واهتماماتهم، وبالتالى أولويات الحزب الوطنى واهتماماته وشواغله».
وأكد جمال مبارك، الأمين المساعد للحزب، وأمين السياسات، فى الجلسة الثانية، استمرار الحزب فى التصدى ومكافحة الفساد أياً كان نوعه أو مستواه سواء فى إهدار المال العام أو سوء استخدام السلطة أو عدم المساواة بين المواطنين فى الحصول على الخدمات العامة، موضحاً أن برنامج الحزب يتضمن آليات لتقوية أجهزة الرقابة العامة وتعديلات قانون الوظيفة العامة، بالإضافة إلى إجراء تعديلات تشريعية تنظم عملية التعامل مع أراضى الدولة.
وشدد على استمرار سياسة الانفتاح والتعاون مع دول العالم، رافضاً أفكار الانعزال والانغلاق والاستمرار فى الضغط على إسرائيل لضمها إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية والسماح للجهات الدولية بتفتيش منشآتها من أجل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وكذلك مساندة الشعب الفلسطينى، وتأكيد أن السودان عمق استراتيجى لمصر، وتعميق علاقات مصر - الأفريقية وتعزيز التعاون مع الدول الغربية سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا على أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة ومنع التدخل فى الشؤون الداخلية للدول.
وأعلن د. يوسف بطرس غالى أن برنامج الحزب سيتكلف 2 تريليون جنيه، محددة مواردها والجدول الزمنى لصرفها، موضحاً أن البرنامج يهدف إلى أن يكون معدل النمو 7٪ سنوياً مما يسهم فى خفض معدل البطالة إلى الثلث، ومضاعفة أجور العاملين فى الدولة والصادرات إلى 200 مليار جنيه، وتطوير قطاع التجارة الداخلية ورفع عدد السياح من 14.5 مليون إلى 22 مليون سائح.
وأشار أحمد المغربى، وزير الإسكان، إلى أن البرنامج سيتضمن إنقاذ مليون ونصف أسرة من خط الفقر ومساعدتهم على الكسب، وأن حجم الاستثمارات الموجهة للبنية الأساسية سيزيد بنسبة 300٪ بالإضافة لإتاحة 90 ألف فدان فى المناطق الصحراوية لاستيعاب 1.5 مليون مواطن وإعادة تخطيط القاهرة.. وقال المغربى إن ما حققه الحزب الوطنى رفع سقف توقعات المواطنين. وأوضح المغربى أن البرنامج يهدف للتوسع فى إتاحة التعليم العالى من خلال إنشاء 12 جامعة وزيادة دخول أعضاء لهيئة جنة التدريس وإضافة 15 مليون مستبعد لنظام التأمين الصحى، وإعداد قانون للتعامل والتصرف فى أراضى الدولة من خلال تنظيم عملية الملكية وعدم السماح بممارسات وضع اليد والاعتداء على أراضى الدولة.
وأكد د. محمد كمال، عضو أمانة السياسات، أن البرنامج سيطرح عدة تعديلات تشريعية مثل: قانون الوظيفة العامة، وتعديل القانون.. للنقابات المهنية بما يتيح تسهيل إجراء الانتخابات فى هذه النقابات وتولى أعضائها إداراتها فى حال عدم اكتمال النصاب القانونى، وكذلك تشديد قانون العقوبات فى جرائم التحرش وبعض الانحرافات الاجتماعية الأخرى، وكذلك إصدار قانون الأحوال الشخصية للمسلمين.. وقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين بعد توافق الطوائف المسيحية عليه وكذلك مساندة حركة الإبداع المصرى فى التأليف والترجمة والإنتاج السينمائى، بالإضافة إلى إنشاء 800 مركز شباب جديد، وتطوير 400 أخرى وإنشاء 400 ملعب مفتوح.
وأشار د. محمد كمال إلى أن هناك سياسات جديدة لمنع التدخين فى الأماكن المغلقة ستبدأ فى التطبيق على الأماكن الحكومية.
بالإضافة إلى إدخال تعديلات مهمة فى قانون الإدارة المحلية لتغيير واقع اختصاصات الأجهزة المختلفة.
