أسفرت اللقاءات التي عقدها صفوت مسلم، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، وهشام النحاس رئيس شركة الخطوط، مع عدد من الطيارين والمساعدين خلال الأيام الثلاثة الماضية، عن احتواء أزمة التباطؤ التي استمرت 4 أيام، خاصة على طرازات بوينج 737/800.
ونجحت الشركة في تسيير 108 رحلات جوية، الأحد، بعدما تفهم الطيارون ما قاله رئيس الشركة عن وضعها الحالي، وأنه لا يمكنها الاستجابة لأي مطالب فئوية حاليا.
من جانبه، أكد يسري عبدالوهاب، رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات النقل الجوي، أن هناك معايير وآليات تتحكم في تحديد رواتب بعض الفئات العاملة في صناعة الطيران، كالطيارين والمهندسين، وأن هذه المعايير تختلف من بلد لبلد، ومن شركة لأخرى في ذات البلد، في مقدمتها وضع شركة الطيران من حيث المكسب والخسارة، والوضع الاقتصادي للبلد ومستوى المعيشة، وكفاءة الطيار وخبرته وسنوات عمله، ومقتضيات العرض والطلب.
وأشار عبدالوهاب إلى أن الطيارين هم العملة الصعبة في صناعة الطيران العالمية، موضحا أن الطيارين المصريين من الكفاءات العالمية، ويلزم على أطراف الأزمة الجلوس على طاولة واحدة والتوصل لحلول جذرية لمطالبهم، نظرا لأن هذه الأزمة تكررت كثيرا خلال السنوات الماضية، وأصابت صناعة الطيران المصرية بخسائر كبيرة.
ولفت إلى أن الفئة التي تطالب بمساواة الطيارين العاملين في مصر للطيران بالعاملين في شركات الطيران المصرية غير الحكومية، شئ غير منطقي وغير عادل، لأن الطيار الذي يعمل في مصر للطيران يحصل على امتيازات أهمها الاستقرار الوظيفي، لأنه يحصل على راتبه سواء حققت الشركة أرباحا أم لا، في المقابل يتم ربط الراتب والحافز بالإنتاج والربحية في الشركات الخاصة، فإذا لم تحقق الشركة أرباحا فإنها وبكل سهولة تستغني عن طياريها.
وأوضح عبدالوهاب أن الطيار في مصر للطيران إذا لم يجتاز الكشف الطبي الدوري ولم يحصل على تجديد الرخصة، يتم نقله لعمل إداري، عكس الطيار الذي يعمل في القطاع الخاص الذي يجد نفسه في الشارع إذا فقد لياقته للطيران، كما أن طياري الشركة الوطنية يترقون في المناصب وبعضهم وصل إلى منصب وزير الطيران، أما العاملين في القطاع الخاص فيدخلون مساعدي طيار وأقصي ما يصلون إليه هو طيار.
وقال عبدالوهاب إن رواتب الطيارين تحكمها ظروف الدولة، فمستوي المعيشة في أمريكا أو الإمارات أعلي، لكن تكلفتها من حيث السكن وبالتنقلات مرتفعة جدا، كما أن الوضع الاقتصادي في هذه البلدان يختلف عن مصر التي تعاني ظروفا قاسية، لذا لابد لمن يطالب بالمساواة أن يقارن بالبلدان التي تتشابه معنا في ظروفها الاقتصادية والمعيشية، كما أن شركات الطيران التي تعطي رواتب كبيرة هي شركات ذات أساطيل كبيرة ورابحة، وهذا ليس معناه أن هذه الشركات تفرق أرباحها على طياريها بل إن كل طيار يأخذ على قدر جهده وعمله.
ولفت إلى أن متوسط أجر الطيار المصري 7 آلاف دولا ر شهريا، أي نحو 84 ألف دولار سنويا، وهي أرقام ليست ببعيدة عما يحصل عليه الطيارون في بلدان المنطقة، وبالنظر لإحصائيات موقع «Salary comparison» لعام 2012 لمتوسط الدخل السنوي للطيارين في عدد من دول العالم بالولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبريطانيا، نجد أن متوسط دخل الطيار في الولايات المتحدة يصل إلى 6800 دولار، ومع المكافآت يصل إلى 13300 دولار، أما الذين يمتلكون خبرة من 10 سنوات إلى 19 سنة فيحصلون على 74300 دولار، ولكن يتم تحديد الراتب بناء على الخبرة ومستوى الأداء.
وفي كندا يبلغ مستوى الرواتب للطيارين الذين يمتلكون خبرة بين 5 و9 سنوات 24850 دولارا حتى 106812 دولارا، وإذا كانت سنوات الخبرة من 10 إلى 19 سنة يحصل على مبلغ يتراوح بين 51300 دولار إلى 113400 دولار.
وفي بريطانيا، يصل متوسط راتب الطيار السنوي إلى 84670 دولارا، أما الراتب الأساسي يكون بين 44 ألفا، حتى 153600 دولار، ومع الحوافز والأرباح يمكن أن يزداد 44 ألف دولار حتى 17 ألف دولار.
وفي جنوب إفريقيا يبلغ متوسط الراتب السنوي للطيار بين 45 ألف دولار حتى 145 ألف دولار، وإذا كنت سنوات الخبرة بين عام و4 سنوات يتراوح الراتب بين 16100 دولار حتى 30 ألف دولار، وإذا كانت سنوات الخبرة بين 5 و9 سنوات يكون الراتب بين 20 ألف دولار حتى 47 ألف دولار، وإذا كانت سنوات الخبرة بين 10 و19 سنة، يكون الراتب بين 23 ألف دولار حتى 109 آلاف دولار.