يتزامن السادس عشر من مايو للعام الجاري مع الذكرى الرابعة عشرة لإحدى أشهر المباريات على الساحة المحلية في القرن الحالي، وهي مباراة القمة المصرية التي جمعت القطبين الأهلي والزمالك بالدور الثاني لمسابقة الدوري العام موسم 2001-2002، والتي حسمها الأحمر بستة أهداف مقابل هدف.
هيا بنا نتخيل سوياً ماذا لو لم يحقق الأهلي هذا الفوز العريض خلال المواجهة، وما النتائج المترتبة على ذلك من خلال التقرير التالي.
خالد بيبو لاعب «عادي»
ثلاثة مواسم قضاها خالد بيبو، مهاجم فريق النادي الأهلي، داخل أسوار النادي، لم تساعده الظروف لتقديم أفضل ما لديه خاصةً في آخر موسمين، واللذين شهدا سقوطا مدويا للفريق الأحمر محليًا وقاريًا، لتكون واحدة من أسوأ فترات النادي الأحمر على الإطلاق.
وكان بيبو من اللاعبين الذين يسيرون على سطر ويتركون سطرا اّخر، فلم يتذكر أنصار الأهلي لمهاجمها سوى «سوبر هاتريك» قمة الـ(6/1) وهاتريك نهائي دوري أبطال أفريقيا نسخة 2001، فلولا لقاء الستة الشهير ما كان لـ«بيبو» ذكريات جميلة في أذهان عشاق النادي سوى نهائي العرس القاري، ولأصبح لاعبًا عاديًا مثله مثل الكثيرين الذي مروا مرور الكرام، ولم يتركوا بصمة واضحة تُذكر، ليكون لقاء القمة 2002 صاحب فضل كبير على اللاعب في سطوع نجمه وذيع شهرته.
جوزيه يرحل بلا عودة
لا يختلف اثنان على ما حققه مانويل جوزيه من إنجازات وألقاب عديدة مع فريق الكرة بالنادي الأهلي، جعلته الأفضل في تاريخ الأجانب الذين تناوبوا على تدريب النادي بلغة الأرقام، إلا أنه ارتبط اسم البرتغالي بشدة بانتصار الأهلاوية في موقعة «الستة واحد»، فربما رحيله عن تدريب الفريق عقب نهاية موسم 2002 لم يكن بعودة من جديد في 2004، حال عدم تحقق هذا الفوز الكاسح على المنافس التقليدي للأحمر، فمع كل عودة للبرتغالي لتولي المسؤولية الفنية للأهلي، تستقبله أنصار النادي بهتاف «جاني اللي بحبه جاني والستة هترجع تاني»، ليكون هذا اللقاء التاريخي بالنسبة لأنصار قلعة الجزيرة والكارثي على عشاق ميت عقبة، هو أحد الأسباب الرئيسية في عودة البرتغالي مجدداً لتدريب الفريق في 2004، وبداية إنجازاته الخالدة في قلوب جماهير النادي.
أوتو بفيستر أفضل مدير فني زملكاوي
الألماني أوتو بفيستر، المدير الفني لفريق نادي الزمالك، الذي تمكن من إلحاق أول هزيمة بالأهلي في لقاءات القمة منذ سنوات طويلة عقب توليه المهمة بأيام معدودة، وهو أيضًا من أعاد لقب الدوري المصري لأحضان ميت عقبة بعد غياب دام 9 مواسم كاملة.
ولكن يأتي لقاء «الستة واحد» ليقلب الطاولة على الألماني ويمحي إنجازاته داخل أسوار النادي الأبيض ويعجل برحيله عن تدريب الفريق، فلولا الخسارة الكارثية التي تعرض لها الزمالك أمام الأهلي لكان أوتوفيستر واحداً من أنجح المديرين الفنيين الأجانب الذين قاموا بتولي مسؤولية الفريق.
حذف فيلم ومشهدين من تاريخ السينما المصرية
تناول عدد من الأفلام السينمائية الحديث عن المباراة التاريخية والفوز الكاسح للأحمر على حساب نظيره الأبيض، وأشهرهم فيلم «بيبو وبشير»، والذي استُوحي اسمه من اللقطة الأشهر في المواجهة التي جمعت مهاجم الأهلي بمدافع الزمالك، ومشهد شهير بفيلم «سيد العاطفي» والذي تغنت خلاله الفنانة عبلة كامل بنجوم الأهلي وإلحاقه الهزائم تباعاً بالزمالك «خدوا ستة رايح ..خدوا أربعة جاي»، ومشهد اّخر في فيلم «الزمهلاوية» في مشهد تناول أغنية للفنانة هدى يخص الفوز الشهير للأهلي في لقاء الستة واحد، ولولا هذه المواجهة التاريخية لما كان لهذه الأفلام والمشاهد مكاناً بتاريخ السينما المصرية.
مدحت شلبي معلق بدرجة «نصف مشهور»
جذب مدحت شلبي آذان جماهير الكرة المصرية منذ التسعينيات بنبرة صوته المميزة وكلماته وتعليقاته الخفيفة المختلفة عن باقي أفراد جيله من المعلقين الكرويين، ليكون صاحب شعبية لا بأس بها حتى مطلع القرن الجديد، ولكن بكثير من المقولات في لقاء «الستة واحد» ذاع صيت شلبي وبات واحدا من أشهر المعلقين الرياضيين في مصر، فأصبحت مقولته «بيبو وبشير بيبو والجول» تردد بقوة بين الأوساط الرياضية وفي الشارع المصري بشكل عام، بل قام البعض باستوحاء المقولة لتأليف كلمات العديد من الأغاني و«الريمكسات» على الهواتف المحمولة في ذلك الوقت، ليكون لقاء القمة في موسم 2002 والفوز الكاسح للأهلي هو واحد من أسباب زيادة شهرة مدحت شلبي، حاله حال الكثير من الملعقين الذين صنعت تعليقاتهم في مباراة ما صيتهم.
عبدالمنصف يتألق أمام الأهلي
حاجز نفسي كبير يتعرض له الحارس محمد عبدالمنصف، خلال مواجهات فريقه أمام الأهلي حتى اللحظة الراهنة، حتى عقب رحيله عن صفوف الزمالك منذ سنوات طويلة ماضية، ليكون أكثر حراس المرمى استقبالًا للأهداف في شباكه من مهاجمي الأحمر، وكان للأهداف الستة التي سكنت شباكه في لقاء القمة موسم 2002 سبباً رئيسياً في اهتزاز الحارس أمام الأهلي في جميع المواجهات التي تلت لقاء «الستة واحد»، ولولا هذا اللقاء لكان لعبدالمنصف شأن اّخر في مركز حراسة المرمى بالكرة المصرية، في ظل إمكانياته الفنية الجيدة التي تمنحه الحفاظ على مكانه بصفوف فريق إنبي رغم كبر سنه هذا الموسم.
التوأم في منصب بالأهلي
رغم ردود الفعل العنيفة التي كانت تنتاب التوأم حسام وإبراهيم حسن تجاه جماهير الأهلي مع كل انتصار يحققه الزمالك في لقاء القمة، وبالتحديد لحظة التسجيل في الشباك الحمراء عقب انتقالهما لصفوف الأبيض موسم 200-2001، إلا أن انفلات أعصابهما بشدة عقب الخسارة الثقيلة للزمالك بالستة في موسم 2002، ورفع الحذاء في وجه جماهير النادي الأحمر، كانت أبرز أسباب كره عدد كبير من الأهلاوية للتوأم حتى اللحظة الراهنة، ورفض الكثيرون منهم توليهما أي منصب داخل قلعة الجزيرة رافضين نسيان ما حدث وفتح صفحة جديدة، فلولا لقاء (الستة واحد) لربما شاهدنا حسام حسن مديراً فنياً للأهلي أو على أقل تقدير بمنصب شرفي بالنادي.
الأهلي بلا قفشات في مايو ويناير
تتخذ جماهير النادي الأهلي حتى عقب مرور 14 عاماً كاملاً عن لقاء الستة، الانتصار الكاسح شعاراً لها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فتظهر القفشات المضحكة للأهلاوية للسخرية من الخسارة الثقيلة للزمالك من خلال «كوميكسات» عديدة خاصةً في شهر مايو الذي كان موعدًا للقاء في السادس عشر منه لعام 2002، أو في السادس من يناير (6/1) وهو التاريخ الذي تُكتب أرقامه بنفس النتيجة التي فاز خلالها الأحمر، ولاختفت قفشات جماهير الأهلي الخاصة بلقاء (الستة واحد) حال عدم وقوع هذه النتيجة الكارثية على القلعة البيضاء.