x

النكبة بعيون «النازحين»: «شحادة»: الجنود المصريون حملوا العجائز والنساء لإراحتهم من طول الطريق

الأحد 15-05-2016 00:04 | كتب: مروان ماهر |
تصوير : اخبار

«فى سبتمبر 1948، وأنا ابن الحادية عشرة عاماً، دخلت العصابات الصهيونية (الهاجاناه) و(شتيرن) ليلاً إلى قرية الحمامة التى تقع بين مدينتى أسدود وعسقلان المحتلتين من اليهود الآن، واستولوا على الجسر الرابط بين المجدل- عسقلان وشمال غزة تحديداً فى بيت حانون لعدم إمداد الجيش المصرى لرجاله فى الحرب».. هكذا روى عبدالرحمن شحادة، أحد سكان قرية الحمامة إبان حرب 1948 والمقيم بمخيم الشاطئ فى غزة حالياً

ويحكى «شحادة» لـ«المصرى اليوم» أن اليهود قطعوا خط الرجعة بين المجدل وغزة لقطع إمدادات المياه والغذاء والسلاح عن الجيش المصرى فى القرية، ومن ثم بدأت عصابات الهاجاناه وشتيرن الهجوم على القرية مدججين بالسلاح لضرب مواقع الجيش. وأضاف أنه كان فى البلدة وقت الهجوم، ورأى المصريين يدافعون ببسالة عن المدينة، مشيراً إلى أن القرية كانت يسكنها آنذاك 14 عائلة مصرية جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين.

وتابع: «بعد الخسارة وقطع خد الإمدادات انسحب الجيش المصرى من القرية بعد قرار القاهرة، وكان هناك ضابط يدعى (حسين) امتطى حصاناً خاصاً به، وظل يجوب القرية وهو يبكى ويردد: مش هننسحب دى بلادنا، أنا جيت لفلسطين عشان أموت شهيد مش عشان أنسحب».

ويلتقط أنفاسه قبل أن يستكمل سرده قائلاً: «الجيش المصرى لم يتركنا، وأخذنا معه على أطراف مدينة غزة، حيث مضينا على طريق البحر من المجدل مروراً بعسقلان وأسدود إلى غزة، باعتبارها منطقة آمنة آنذاك، وحمل الجنود المصريون العجائز والنساء داخل عربات الجيش لإراحتهم من طول الطريق»، مضيفاً أنهم يوم 15 سبتمبر 1948 وصلوا إلى منطقة فى بيت حانون شمال قطاع غزة تسمى «الغابة»، وبنى الجيش المصرى لهم معسكرات.

ويضيف: «بعد ذلك استأجرنا منزلاً فى مدينة الزيتون وسط قطاع غزة، ثم بنى الجيش المصرى مساجد ومدارس وبدأنا بالتعلم على نفقة الحكومة المصرية وكانت المستلزمات الدراسية تأتى من القاهرة مجاناً»، مصطفى سرى، شاهد آخر على النكبة، يقول: «نحن من سكان مدينة يافا، فوالدى كان ضمن الشباب، وكان يبلغ من العمر 18 عاماً، حيث أصيب فى الحرب». وأضاف «سرى»: «تلقى والدى العلاج الكامل بمستشفيات بورسعيد».

وأكد أن عمه ذهب للجهات المختصة هناك يسأل عن «الحجج»، ولكن فى الداخل مَنْ دلَّه على إنجلترا وذهب إليها ونجح فى الحصول عليها، ثم عاد إلى الأردن وتوفى هناك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية