x

عباس الطرابيلي قبل أن نستورد.. المياه! عباس الطرابيلي السبت 14-05-2016 21:51


ليس فى هذا العنوان أى تجاوز. وليس تشاؤمياً بالمرة.. ولكن الظواهر، بل الحقائق، يمكن أن تتحدث عن استيراد المياه الحلوة.. أو نشرب من البحر، أقصد نقوم بتحلية مياه البحر، والحمد لله أن ليس عندنا بحر واحد بل بحران!!

وسبب هذا العنوان الصادم هو تزايد عدد وحجم ما نستورده من طعام.. مقابل انهيار ما ننتجه من هذا الطعام، أقول ذلك رغم كل الجهود المبذولة الآن- وهى كثيرة- لتحسين الأوضاع الاقتصادية.. وزيادة حجم ما ننتجه.. ولكن ماذا نقول عن تكاسل معظم المصريين عن العمل.. ولسان حالنا كلنا هو نفس لسان حال المحب العاشق الولهان، الذى يجلس على الرصيف وينادى: والنبى هاتوا لى حبيبى؟!

ومصر الآن تستورد معظم احتياجات رغيف العيش- والعيش من الحياة- أقصد من القمح، رغم كل جهود زيادة إنتاجنا من هذا القمح، سواء فى الأرض القديمة، أو الأرض الجديدة.. ولكننا، للأسف، هنا نعتمد على زيادة مساحة الأرض التى تُزرع قمحاً.. ولا نسعى لزيادة إنتاجية الفدان من هذا القمح.. وقارنوا بين إنتاج الفدان فى مصر وإنتاجه فى الدول المنتجة والمصدرة للقمح، وفى مقدمتها: كندا وروسيا وأوكرانيا وأمريكا والأرجنتين وفرنسا.. وهل ذلك لأننا لسنا من بين دول حزام القمح العالمى، بل على حوافه.. أم لأننا مازلنا نستخدم نفس الأساليب القديمة ونفس السلالات والأنواع القديمة.. أم أن السبب هو سيطرة مافيا استيراد القمح ومافيا نقله من الخارج إلى الموانئ المصرية؟!

وانظروا إلى قائمة ما نستورده من طعام.. فى المقدمة نجد القمح، ونستورد 65% مما نأكله من القمح.. والذرة، ونستورد 80% مما نستهلك، وزيت الطعام ونستورد 90% منه، والفول والعدس والسكر.. فضلاً عن اللحوم، وكذلك الأسماك والجمبرى ومنتجات الألبان.. حتى إننا نستورد 20 نوعاً من الجبن والزبد واللبن الجاف «البودرة».

وها نحن ندخل- هذه الأيام- عالم استيراد الأرز، إذ قرر مجلس الوزراء منذ ساعات استيراد 80 ألف طن من الأرز فوراً لنسد الفجوة بين ما نستهلكه وما ننتجه.. رغم أن مصر كانت من الدول المصدرة للأرز منذ سنوات بعيدة.. ولكننا الآن نسمع من يقول إنه لم يتسلم حصته حتى من الأرز التموينى منذ شهور عديدة، مع انخفاض المعروض من الأرز فى بعض المحافظات، مثل: المنيا وقنا والشرقية وأسيوط وسوهاج والمنوفية.. أى ربما لأول مرة تعم الشكوى محافظات الوجه البحرى مع محافظات الصعيد.. وتسبب ذلك فى ارتفاع سعر الأرز بنسبة 25% عما كانت عليه أسعاره فى الشهر الماضى فقط.. فماذا يفعل الناس فى شهر رمضان حيث يزيد الاستهلاك؟!

البعض يرجع السبب إلى تشدد الحكومة فى تحديد المساحات التى تُزرع بالأرز كل عام.. وتمسك الحكومة بفرض عقوبات على غير الملتزمين بهذه المساحات.. والسبب هو أزمة المياه، ورصيد مياه النيل فى بحيرة السد العالى.. وما هو قادم أصعب، بالذات مع مشكلة سد النهضة الإثيوبى وفترة تعبئة هذا الخزان.. وأيضاً مع شراهة الأرز لمياه الرى، ولكن لماذا نتجاهل أبحاث ودراسات زراعة الأرز بمياه المحيط، كما فعلت اليابان من سنوات بعيدة، وكذلك زراعة أنواع من الأرز لا تستهلك كل هذه المياه.. كما فى الأنواع التقليدية الحالية؟!

نقول ذلك لأن كل سكان سواحل مصر من العريش شرقاً إلى الإسكندرية غرباً- مروراً بكل شمال ووسط الدلتا- يعتمدون فى طعامهم على هذا الأرز.. وها هو كيلو الأرز يباع فى الأسواق- إن وجد- بسعر ٨ جنيهات!! ورحم الله زمناً كنت أشترى لأمى كيلو الأرز فقط بأربعة قروش.. وليس أربعة جنيهات!!

وهل اللعبة كلها الآن فى يد تجار الأرز الذين جمعوه من الفلاحين وحجبوه عن الناس، حتى تم تعطيش السوق ليجنوا من ورائه الكثير.. أم هو ضعف الحكومة وأسلوب «الطبطبة» الذى تتبعه.. خشية أن يقال إنها ضد حرية التجارة.. حرية تجارة إيه.. وقرف إيه؟! أم أن السبب فى الأزمة هو الدولار؟! طيب وما هو دور هذا الدولار فى أزمة الأرز.. اللهم إلا إذا كان الدولار هو الذى سوف نستورد به الأرز، الجديد، المستورد!! أو يمكن الفلاح المصرى بات يصر على أن يحصل على أجره اليومى.. بالدولار؟!

■ ■ أم يا ترى سوف يقف وزير التموين الدكتور خالد حنفى ليقول للناس وهم فى عز الأزمة: مفيش رز.. مفيش قمح.. يله كلوا جاتوه..

ورحم الله مارى أنطوانيت التى كان مصيرها هو المقصلة أى قطع الرقبة.

■ ■ يله.. ناكل سيمون فيميه.. ونحلى جاتوه.. أو نكتفى بالباتون ساليه!!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية