x

سليمان جودة لو عاش السادات! سليمان جودة الأربعاء 11-05-2016 21:38


أكثر الكلمات التى ترددت فى منتدى الإعلام العربى فى دبى، أمس، وأمس الأول، كانت كلمة واحدة هى المسؤولية!

وفى كل مرة سمعتها فيها، كنت أقول بينى وبين نفسى إن الرئيس السادات- يرحمه الله- لو عاش بيننا إلى اليوم، لكان هو أول الذين راجعوا قراره الذى اتخذه فى مايو 1980.

ففى ذلك الشهر، من ذلك العام، جرى تعديل على دستور 1971، وكان مما تضمنه التعديل، الإشارة فى مادة من مواد الدستور، إلى الصحافة على أنها سلطة رابعة.

وكانت تلك هى المرة الأولى التى يشار فيها إلى الصحافة بشكل خاص، ثم إلى الإعلام عموماً من بعدها، على أنه، وعلى أنها سلطة رابعة!

أما لماذا كان السادات سيراجع قراره، فلأن الذين أخذوا عنه التعديل، قد أخذوه على نحو ربما لم يقصده صاحبه نفسه!

والمؤكد، أن السادات كان يريد أن يعطى الإعلام قوة مضافة يمارس بها دوره فى مجتمعه، وكان يريد أن يعظم إحساس الإعلام بحقيقة وحجم المهمة التى سيكون عليه أن ينهض بها فى البلد.

والسؤال هو: هل وصل هذا المعنى إلى الإعلام وإلى القائمين على الإعلام، من بعد عام 1980 بحيث نستطيع أن نقول إن إعلام ما قبل 80 مختلف من حيث أدائه ومردوده بين الناس عن إعلام ما بعد 80؟!

تقديرى أنه لم يختلف، وإذا كان قد اختلف فبالمعنى السلبى للاختلاف، وإلا، ما كان هذا الصخب الدائر منذ فترة، حول الإعلام، وحول ما ينشره بين جمهوره من المصريين، من أشياء لا تريح كثيرين داخل دائرة الإعلام ذاته، ثم خارجها بالسواء.

وحقيقة الأمر أن السلطة السياسية فى البلد، ومعها الإعلام، مدعوان معاً إلى أن يراجعا هذه الأيام، مفهوم كل طرف منهما، عن عبارة «السلطة الرابعة» التى أشار بها دستور 71 إلى الإعلام فى عمومه!

السلطة السياسية مدعوة إلى أن تفهم، أن الإعلام إذا كان يمثل سلطة، فهو بهذا التمثيل لا ينازعها شيئاً من أمورها، بقدر ما يؤدى خدمة لكل مواطن، ليس من الممكن أن يتخلى عنها، ولا أن يتقاعس عن أدائها، خصوصاً فى اتجاه نقل المعلومة الدقيقة إليه، ليصبح بها مواطناً قادراً على أن يشارك فى شؤون وطنه بالمعنى الإيجابى للمشاركة.

والإعلام من جانبه مدعو، بالتوازى مع السلطة السياسية، إلى أن يدرك أن الدستور عندما وضعه فى هذه المكانة، فالقصد كان أن يفطن أهل الصحافة، مكتوبة كانت أو مرئية، أو مسموعة، إلى أن «الرسالة» التى على الإعلام أن ينشرها بين أفراد الجمهور، إذا لم تكن تتحلى فى كل لحظة من لحظات نشرها بالإحساس بالمسؤولية، فستكون رسالة هادمة، وفى أحسن الأحوال، سوف تكون رسالة ضائعة!

وسوف يفطن الإعلام، بشتى أنواعه، إلى ما يجب أن يفطنه فى هذا الاتجاه، حين يلتفت كل القائمين برسالته إلى أن الهدف ليس أن يتكلم فى الناس وفقط، وإنما أن يكون فى الكلام مضمون، وأن يكون للمضمون هدف يراد له أن يتحقق فى بلد كبلدنا هذا هو حاله!

كان الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبى، يردد كلمة «المسؤولية» فى افتتاح المنتدى، ويعيد التأكيد على أنها ضرورة، وكنت أتصوره يخاطب إعلامنا نحن، بشكل خاص، دون أن يقصد بطبيعة الحال!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية