انتقلت نيابة المرج للمرة الثانية إلى موقع حريق وحدة تحكم إشارات سير قطارات مترو الأنفاق فى الخط الأول المرج الجديدة - حلوان، الذى أدى إلى تعطل حركة سير القطارات وشلل مرورى أسفل كوبرى الدائرى، وتغيير مسار سير السيارات أعلى كوبرى محمد نجيب السبت الماضى.
وكشفت تحقيقات محمود صلاح، مدير النيابة، أن الحريق لم يقتصر على غرفة تحكم الإشارات الرئيسية، التى تقع فى مؤخرة الرصيف من الناحية الغربية، بين محطتى المرج الجديدة والمرج وامتداده إلى غرفة الضغط المنخفض، التى تقع أسفل رصيف المترو رقم 1، فى محطة المرج، بالإضافة إلى تفحم صندوق الكابلات، الذى يقع بين محطتى المرج وعزبة النخل.
وتبين من معاينة النيابة، التى أجراها، الاثنين، كلٌ من محمد خاطر وإبراهيم فتح الباب وكيلى أول النيابة، أن الكابلات الموجودة فى غرفة تحكم الإشارات الرئيسية متصلة بغرفة التحكم الفرعية وصندوق الكابلات وأن الماس فى غرفة التحكم الرئيسية تسبب فى احتراق الكابلات بأكملها، وأشار بعض المهندسين الفنيين إلى أن هذه الكابلات لا تصلح للاستخدام مرة ثانية.
وقررت النيابة بإشراف المستشار مصطفى خاطر، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، إخطار لجنة وزارة النقل بسرعة إعداد تقرير حصر لقيمة التلفيات، وتحديد أسباب عطل مترو الأنفاق ومدته.
وأفادت معاينة النيابة أن الغرفة الفرعية الخاصة بالضغط المنخفض، تقع أسفل الرصيف رقم 1 بمحطة مترو المرج، على عمق 3 أمتار، بمساحة 50 سنتيمتراً، وأن الغرفة بها عدد كبير من الكابلات متصلة بوحدات الإشارات، التى تنبه السائقين عند السير بالقطارات، وتسبب الماس فى حدوث تشققات فى الرصيف.
وتبين أن هناك صندوق كابلات معلقاً على عمود، يقع على بعد 500 متر من محطة المرج فى اتجاه حلوان ومساحته 50 سنتيمتراً مربعاً، وأفادت المعاينة أن الصندوق به عدد من الكابلات المتصلة بغرفة التحكم الرئيسية، وهو عبارة عن صندوق صغير الحجم به العديد من المحولات، التى تعطى الإشارات للسائقين عند سير القطارات، مع وجود آثار الحريق داخل الصندوق.
وتابعت «المصرى اليوم» حركة القطارات لليوم الثالث للعطل، من محطتى المرج الجديدة إلى حلوان، ورد فعل المواطنين عن تأخير القطارات ووصولها إلى محطة المرج الجديدة والمرج، بمعدل نصف ساعة، وهو ما أدى إلى سيطرة حالة من الغضب على المواطنين واتهموا المسؤولين بالتسبب فى هذه الأعطال التى أدت إلى تأخيرهم عن أعمالهم.
واقتحم عدد من الركاب، مساء الأحد، مكتب ناظر محطة المرج الجديدة أثناء تنبيه الركاب، عبر الميكروفون، بتأخير المترو ووصوله كل نصف ساعة، وتمكن الأمن من السيطرة على الموقف.
ورفض عدد كبير من المواطنين، الاثنين، استقلال المترو من محطة المرج الجديدة وفضلوا استقلال الميكروباصات المتجهة إلى مدينة نصر وشبرا الخيمة من أعلى الطريق الدائرى.
وشهدت محطتا المرج الجديدة والمرج حالة من الركود وبدت منافذ بيع التذاكر شبه خالية من المواطنين ولم يكن هناك سوى كبار السن وربات البيوت.
وقالت مها محمد، ربة منزل، إنها تنتظر على الرصيف منذ نصف ساعة، وقال محمد أشرف، موظف: إنه يفضل استقلال الميكروباصات، لأنه يصل إلى عمله بسرعة. وتابع: ركبت المترو، الأحد، وتسبب فى وصولى إلى العمل متأخراً.
وقال أحد العاملين فى إدارة مترو الأنفاق، إن المهندسين الفنيين أكدوا أن العطل سوف يستمر مدة طويلة، لأن الحريق دمر وحدة إشارات كاملة تم تركيبها منذ 22 سنة فى عهد الشركة الفرنسية، وأضاف أن إدارة المترو سوف تشكل لجنة الثلاثاء، لفحص المتبقى من لوحات الإشارات وتحديد ما إذا كان سيتم تغيير الوحدات بأكملها وتكلفتها.
وأشار إلى أن عطل المترو لم يؤثر فقط على المواطنين وأنه أثر على الجهاز ذاته، ولفت إلى أن إيراد تحصيل التذاكر اليومى لمحطة المرج الجديدة كان يصل إلى 50 ألف جنيه، وفى يوم الحادث تراجع الإيراد إلى 6 آلاف جنيه بسبب تأخر التقاطر بين الرحلات