دراما وسيناريوهات متقلبة، هكذا جاء سيناريو اليوم بأكمله لمباراة ويستهام يونايتد ومانشستر يونايتد، الثلاثاء، وليس فقط ما حدث على أرضية ملعب بولين جراوند، ملعب نادي ويستهام، والذي يعرف أيضًا بملعب أبتون بارك نظرًا لموقعه في منطقة أبتون بارك.
مانشستر يونايتد، أكثر الفرق الإنجليزية تتويجًا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، قُدر له بأن يكون آخر خصم يتواجد على هذا الملعب، الذي سمي نسبة إلى الملكة البريطانية «آن بولين»، لكن من سوء حظه أنه تواجد في توقيت هو أحوج فيه من أي وقت للنقاط الثلاثة، من أجل إنقاذ موسمه ووضع الفريق في موقف جيد بالموسم المقبل.
فوز مانشستر يونايتد على مضيفه، كان سيكفل له الوصول للمركز الرابع، وهو المركز الذي يكفل للفريق التواجد في مسابقة دوري الأبطال في الموسم المقبل، بينما أي نتيجة أخرى ستعني فقدان الفريق هذه الفرصة وانتهاء موسم الفريق بشكل مُخزي.
بدوافع أكبر وأشد تحفيزًا، دخل فريق ويستهام آخر مبارياته وهو يودع ارضية ملعبه من 1904 وحتى عام 2016، بالإضافة إلى أن الفريق قد تلقى هزيمة قاسية على نفس الملعب مطلع الأسبوع الحالي امام سوانزي سيتي بنتيجة 1-4، بالإضافة إلى ان مانشستر يونايتد قد سبق وان اقصاه من كأس الإتحاد الإنجليزي من نفس ارضية الملعب وهزمه بنتيجة 2-1، ايضًا طموح المشاركة الأوروبية الذي كان يحتم على الفريق الفوز بالمباراة للوصول للمركز السادس والحفاظ على امال المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي الموسم المقبل.. كل هذه دوافع اعطت حافز اكبر واقوى لفريق ويستهام قبل المباراة.
الأمور لم تسير بشكل جيد قبل المباراة، فحافلة نادي مانشستر يونايتد تعرضت لإعتداءات من بعض مشجعين ويستهام، اثناء رحلة الوصول إلى ملعب المباراة، الأمر الذي ادى إلى تهشم الحافلة وتعطيل انطلاقة المباراة لمدة 45 دقيقة عن موعدها الأصلي.
بدأت المباراة في موعدها الجديد وشهدت اكتساح كبير لمجريات اللعب من قبل اصحاب الأرض الذين فشلوا في ترجمة واستغلال الفرص العديدة التي اتيحت لهم لأكثر من هدف انهوا به الشوط الأول متقدمين بهدف نظيف.
في الشوط الثاني استفاق مانشستر يونايتد ونجح في تعديل النتيجة ثم التقدم بهدف ثاني بفضل الفتى الذهبي لعام 2015، أنطوني مارسيال.
لاعبو ويستهام لم يرغبوا بأن تكون الهزيمة هي آخر وداع لملعبهم، فانتفض الفريق واستغل الضربات الثابتة والكرات العالية، ونجح في قلب النتيجة مرة أخرى في 5 دقائق للتقدم 3-2، بفضل اللمسات الساحرة من نجم الفريق، ديميتري باييه، التي صنعت الهدفين.
خسر مانشستر يونايتد المباراة وربما خسر فرصته في التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل لأنه لم يعد بحاجة للفوز فقط بأخر مباراة في المسابقة، بل انه ايضًا بحاجة ان يخسر صاحب المركز الرابع، مانشستر سيتي في آخر مباراة، بينما فوز ويستهام يونايتد بالمباراة حقق للفريق العديد من الأهداف أبرزها الوداع المتميز بانتصار رائع على خصم بحجم ومكانة مانشستر يونايتد، بالإضافة لتعزيز آماله في بلوغ مسابقة الدوري الأوروبي الموسم المقبل في حال ان فاز في مباراته بالجولة القادمة والأخيرة من الموسم، مع تقديمه لاداء بطولي امام جماهيرالفريق التي احتشدت لوداع الملعب التاريخي للنادي، بعد أن قلب الفريق تأخره إلى فوز في وقت قاتل وعلى حساب فريق بحجم ومكانة مانشستر يونايتد، واعطى الفريق اداء ونتيجة بمثابة الوداع اللائق لملعب الفريق الذي سيتحول لمجمع سكني في السنوات القادمة، بينما سيتحول نادي ويستهام إلى الملعب الأوليمبي صاحب المساحة الأكبر والذي سيقدم للنادي دخلًأ ماديًا اكبر ووضعًا افضل في بداية عهد جديد ومشرق لنادي ويستهام يونايتد.