x

«وثائق بنما» تكشف أسرار 350 ألف شخص وشركة «أوفشور» حول العالم

الثلاثاء 10-05-2016 16:26 | كتب: وكالات |
وثائق بنما - صورة أرشيفية وثائق بنما - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

نشر الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين الجزء الثانى من «أوراق بنما»، التي سربتها شركة «موساك فونسيكا» البنمية، والتى سبق الكشف عنها في إبريل الماضى، ويتضمن الجزء الجديد بيانات مفصلة حول أكثر من 350 ألف شخص وشركة «أوفشور» سرية في مختلف أنحاء العالم، وهى الشركات التي تقع خارج بلد إقامة المُودع، وتكون غالبًا في بلدان ذات ضرائب منخفضة أو مؤسسات مالية لا تخضع للرقابة الدولية.

وقال الاتحاد الدولى للصحفيين إنه نشر جزءا من المعلومات الواردة في قاعدة البيانات «من أجل المصلحة العامة»، مع تزايد الحملة العالمية ضد التهرب الضريبى، وأضاف أن قاعدة البيانات «تتيح للمستخدمين تصفح شبكة الشركات والأفراد الذين استخدموا، وأحيانا أساءوا استخدام شركات (أوفشور) بمساعدة (موساك فونسيكا) وغيرها من الوسطاء»، إلا أنه أكد أنه لن يكشف عن السجلات الحقيقية على الإنترنت، كما أنه لن يكشف عن جميع المعلومات الواردة في السجلات، لمنع الوصول إلى بيانات شخصية أو تفاصيل حسابات بنكية للأشخاص المعنيين.

ويتضمن الجزء الثانى من الوثائق أسماء 350 ألف شخص وشركة جديدة، من بينها 17 ألف شركة بريطانية، و11 ألف روسية، و8 آلاف إماراتية، و6 آلاف شركة أمريكية، و304 فرنسية، و200 ألمانية.

وذكرت صحيفة «الوطن» الجزائرية قائمة بأسماء 22 شخصية ومؤسسة جزائرية متورطة في الشبكات المالية غير المشروعة في بنما، من بينها المصرف الخارجى الجزائرى، وكشفت عن امتلاك نجاة عرفات، زوجة وزير الطاقة السابق، شكيب خليل، شركتى «أوفشور» في جزر بنما خلال 2005.

وتشير الوثائق إلى أسماء أصحاب الشركات الوهمية، التي تأسست في هونج كونج، وجزر العذراء البريطانية، وبنما، ونيفادا، كما تفيد بأن شركة «موساك فونسيكا» أبقت على خصوصيتها خلال الفترة بين 1977 و2015، وتتضمن الوثائق أسماء البنوك والشركات التي لعبت دور الوسيط بين الشركة وعملائها، ومن المنتظر أن يعلن الائتلاف الدولى للصحفيين الاستقصائيين عن بقية الوثائق أولا بأول.

وكشفت الوثائق أن شركة «موساك فونسيكا»، محور الوثائق، ساعدت على إنشاء أكثر من 1000 شركة في الولايات المتحدة، وفقا لمراجعة وثائق السجلات التجارية.

وذكرت شركة تابعة لـ«موساك فونسيكا» في لاس فيجاس أن 1026 شركة تأسست على مدى العقد ونصف عقد الماضى، والكثير من تلك الشركات تفككت أو لم تعد نشطة.

والوثائق المسربة تعود إلى 4 عقود، وبلغ عددها 11.5 مليون وثيقة، وقال الاتحاد الدولى للمحققين الصحفيين إن الشركة ساعدت في إنشاء شركات وهمية سرية وحسابات خارجية لعدد من ذوى النفوذ وقادة الدول والسياسيين البارزين في أكثر من 200 دولة.

ويُذكر أن الشركات الوهمية والحسابات الخارجية ليست غير مشروعة، ولكن يمكن استخدامها لإخفاء أصل المعاملات المالية والملكية.

من جانبها، قالت «موساك فونسيكا» إن التقارير التي تستند إلى الوثائق المسربة «حرّفت طبيعة عملنا»، ونفت التعامل مع العديد من المذكورين في التقرير كعملائها.

وكشف موقع «إنفو بايى» الأرجنتينى تورط بنك بيرنبيرج، أحد أعرق البنوك الألمانية، في تأمين عمليات مالية غير مشروعة وتبييض وغسل ملايين الدولارات لمصلحة «حزب الله» اللبنانى.

وكشفت الأوراق تورط ما لا يقل عن 20 شركةٍ وما لا يقل عن 12 اسماً لشخصيات قيادية في الحزب، وأوضحت أن البنك وفروعه في لوكسمبورج وسويسرا متورط في نشاط ما لا يقل عن 12 شركةٍ وهمية و76 حساباً مصرفياً في بنما لتسهيل معاملات «حزب الله» المالية، ومعاملات شخصيات محسوبة عليه، بجانب معاملاته المالية مع عصابات وكارتيلات المخدرات في كولومبيا.

وأضاف الموقع أن البنك دافع عن نفسه بتأكيد تعامله مع آلاف الزبائن عبر العالم، ولكنه كان حريصاً على أن تكون المعاملات في إطار القانون.

وأوضح الموقع أن الكشف عن تورط البنك الألمانى مثل صدمةً كبيرة في الساحتين المالية والإعلامية في ألمانيا.

وشكل مجلس نواب الشعب التونسى لجنة للتحقيق حول مدى تورّط شخصيات تونسية في قضية الفساد المالى والتهرّب الضريبى الذي كشفته الوثائق، وترأس أشرف محمد الناصر، رئيس مجلس نواب الشعب، اجتماع اللجنة، الذي شهد مناقشات حول أهداف إنشاء اللجنة وخصوصياتها وصلاحياتها وأهمية العمل الذي ستقوم به، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وقال مجلس النواب، في بيان، إن تشكيل هذه اللجنة يندرج في إطار ممارسة مجلس نواب الشعب وظيفته الرقابية.

وأكد محامى رئيس الوزراء الكويتى السابق، ناصر المحمد، أن «ما تم تداوله عن وجود تعاملات أو تصرفات مالية أو قانونية لموكله في بنما غير صحيح على الإطلاق جملة وتفصيلاً».

وقالت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية إن وثائق بنما لابد أن تدفع حكومة رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إلى اتخاذ إجراءات ضد الملاذات الضريبية الآمنة في المملكة المتحدة.

وكان الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين قد تمكَّن من الوصول إلى قرابة 11.5 مليون وثيقة عائدة لشركة «موساك فونسيكا»، ووزعها على وسائل إعلامية في 80 بلدًا مختلفًا، حيث أشارت الوثائق التي نشرتها صحف عالمية- منها «جارديان» البريطانية و«سودوتش زايتونج» الألمانية- إلى تورُّط عددٍ كبيرٍ من الشخصيات العالمية، بينها 12 رئيس دولة، و143 سياسيًّا في أعمال غير قانونية مثل التهرب الضريبى وغسل الأموال عبر شركات «أوفشور».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية