بعد ثلاث سنوات تقريباً من ظهور فكرة محاكاة الاتحادات والكيانات الأوروبية فى الثغر، ظهرت مبادرة «خطوة لفوق» لتقدم أول نموذج لمحاكاة «الاتحاد الأوروبى» فى المحافظة، من خلال 300 شاب سكندرى وضعوا هدفاً نصب أعينهم، يتمثل فى الاستفادة من كل ما هو إيجابى فى الكيانات الأوروبية والابتعاد عن كل ما هو سلبى، والتخرج من النموذج بفكر وعقلية جديدة متسعة المفاهيم والمدارك، تسعى لإيجاد حلول واقعية لتحديات الوطن الداخلية.
«إسكندرية اليوم» التقت مجموعة من شباب المنظمين، للتعرف على أهم الخطوات التى مرت بها المبادرة والنموذج، والصعوبات التى واجهته، والسبب وراء اختيار الاتحاد الأوروبى لمحاكاته، وغيرها.
وعن فكرة النموذج قال أحمد الضبع، رئيس اللجنة الأكاديمية، إن الفكرة بدأت منذ مارس الماضى من خلال مبادرة «خطوة لفوق» «tep Up»، التى تهدف إلى تنمية وتفعيل دور الشباب من خلال اكتسابهم مهارات يستطيعون بتعلمها اقتحام مجال العمل المدنى. ووصف المحاكاة بأنها «أكثر وسائل التعليم غير الرسمى فاعلية»، حيث يقوم على وضع الشباب المشارك فى بيئة مشابهة تماماً لبيئة اتخاذ القرار فى مجالس الاتحاد الأوروبى المختلفة، مثل المجلس والمفوضية والبرلمان الأوروبى، بحيث يتمكن الشباب المشارك من الدخول فى مناقشات، ومناظرات، ومفاوضات، حول أصعب التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من وجهة نظر صناع القرار.
وأضاف الضبع: «اخترنا الاتحاد الأوروبى بالذات لمحاكاته، لأن دول أوروبا استطاعت تجاوز الصراعات الحربية واختلاف الثقافات واللغات، ونجحت فى أن تتحد وتكوّن أقوى كيان على مستوى العالم، فى الوقت الذى لم تستطع فيه الدول العربية، رغم توحد اللغة والسلام، من تكوين كيان مشابه، لذا سعينا إلى التعرف على الآلية التى أدت إلى نجاح الاتحاد الأوروبى والاستفادة منها باعتباره واحداً من أكثر الاتحادات إلهاماً وفاعلية وعبقرية فى الأداء الاقتصادى والسياسى على حد سواء».
وعن الخطوات التى سارت فيها المبادرة لتنفيذ المحاكاة، قال أحمد الشيخة، الذى يؤدى دور رئيس المجلس الأوروبى، إنهم أرسلوا إلى المفوضية الأوروبية فى القاهرة وأصبحوا تحت رعايتهم، ثم ذهبوا إلى مسؤولى مكتبة الإسكندرية وعرضوا عليهم فكرة المبادرة، فوافقوا على توفير قاعات المحاضرات، تلاها الإعلان من خلال موقع المكتبة عن طبيعة النموذج ودعوة الشباب للمشاركة، وإجراء مقابلات شخصية مع المتقدمين، الذين تراوحت أعمارهم بين 15 و25 سنة.
وأكد أنه لم تكن هناك خطوط حمراء فى اختيار الموضوعات، التى ناقشها النموذج، والتى كان الهدف منها إثبات أن أوروبا ليست أفضل من الشرق الأوسط، وكانت هناك حرية كبيرة فى عرض مشكلات الغرب قبل إيجابياتهم، حسب قوله.
وعن الموضوعات التى تناولها النموذج، قال عمرو إسماعيل، رئيس الاتحاد من أجل المتوسط فى نموذج المحاكاة، إن النموذج تناول العديد من الموضوعات المتنوعة من بينها الهجرة الشرعية وغير الشرعية، والأزمة المالية، وكان موضوع «أسطول الحرية» والجدل الخاص بأحقية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى، أكثر الموضوعات سخونة، حيث وقعت مشادات بين ممثل تركيا وممثل إسرائيل.
وقالت جيلان يسرى، مسؤول اللجنة الإعلامية: «كان هناك خوف من عدم فهم المبادرة، ودعمنا فى ذلك الكثير من الجهات مثل المفوضية الأوروبية ومكتبة الإسكندرية ومعهد جوتة والمدرسة الألمانية، وفوجئنا بكم النجاح، الذى حققه المشاركون حيث فاق كل التوقعات».
وعن الخطوات المقبلة، أضافت: «من المفترض أن نقوم من خلال مبادرة (خطوة لفوق) بالتوسع فى التدريبات والبدء فى مشروعات جديدة من أفكار خريجى النموذج، بحيث نبدأ عملية الدمج ويصبح لهم دور فى المجتمع المدنى».
وقالت سالى محسن، رئيس البرلمان الأوروبى فى نموذج المحاكاة: «ندرك أن الـ300 مشارك الذين تم تدريبهم لن يعملوا جميعهم فى العمل السياسى، لذا دربناهم على اتخاذ القرارات.
وأكد محمد حمادة، طالب فى كلية الهندسة، أن المشاركون اكتسبوا العديد من المهارات بانتهاء النموذج، مثل مهارات الإقناع، والتفاوض، والتواصل والقدرة على التعبير عن الذات أمام أعداد كبيرة من المستمعين، والتعرف على قيم مثل قبول الآخر، والتضامن، والتعاون، والتكامل، وأهمية وجود كيان «قوى» يحمى جميع رعايا الاتحاد فى شتى نواحى الحياة، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الدولة وغيرها.