x

محمد أمين إنهم يعصرون الليمون! محمد أمين الإثنين 09-05-2016 21:13


يبدو أن ما جرى فى انتخابات شفيق ومرسى، سوف يتكرر بطريقة أو بأخرى، فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.. الموقف من دونالد ترامب وهيلارى كلينتون يشبه إلى حد كبير موقف المصريين من شفيق ومرسى.. سوف يعصرون الليمون مثلنا.. فمن لا يطيق هيلارى، سوف ينتخبها نكاية فى ترامب، ومن لا يطيق ترامب سوف ينتخبه عنداً فى هيلارى.. وهو المعروف بالتصويت العقابى، ونحن أصحاب الاختراع طبعاً!

الانتخابات القادمة سوف تكون انتخابات المكروهين.. المرشحان مكروهان شعبياً.. يختلف عليهما الشعب ويختلف عليهما الكونجرس، وتختلف عليهما الصحف الكبرى.. صحيفة «واشنطن بوست» قالت إن عام الانتخابات الرئاسية سوف يكون عام المكروهين.. قالت ذلك بوضوح شديد.. ومعناه أن نسبة التصويت قد تتراجع إلى حد كبير، ومعناه أن الرئيس الجديد سوف تكون شعبيته عند أقل معدل لها من سابقيه!

عصير الليمون يجعل الناخب نفسه مرتبكاً.. كأنه ينتحر.. ترامب مثلاً يقول إنه مع الاستيطان، ويقول إنه ضد الهجرة.. ومن ينتخبه كرهاً فى هيلارى، يساعده على تنفيذ حماقاته.. أيضاً هيلارى شاركت فى تمزيق المنطقة، كوزيرة للخارجية، ومن ينتخبها كأنه يساعدها على استمرار كارثة الربيع العربى.. وربما لهذه الأسباب لم يتحمس لهما رؤساء أو ملوك عرب، ولا يدعمهما أثرياء عرب كالعادة، شعوراً بالصدمة!

تخيل حين تنتخب رئيساً مكروهاً، وتخيل حين تعصر الليمون كى تختاره رمزاً لبلادك.. هذه هى الخيارات التى لم نكن مرتاحين لها.. واضح أن العالم يتجه لانتخاب «الإكستريم».. الذين يقدمون أفكاراً دبلوماسية لا مكان لهم.. الحكماء لا مكان لهم.. رأينا مثلاً أن الشعب لا يعطى صوته للسيد عمرو موسى، ولكن أعطاه للفريق شفيق، ومرسى.. الحكاية تتكرر بحذافيرها الآن فى أمريكا.. فهل هو إعلان حرب؟!

يقولون فى أمريكا، هذه الانتخابات لا مثيل لها.. أختلف معهم.. كان لها مثيل مصرى.. بالتأكيد يقصدون لا مثيل لها على مستوى بلاد العم سام.. صحيفة «واشنطن بوست» وصفت عام الانتخابات الرئاسية بعام المكروهين، وفى بلاد العرب نصفه بعام الحزن.. كلاهما لا نريده ولا نطمئن إليه.. فى انتخابات سابقة كان العرب يشجعون مرشحاً ما، ويساهمون فى حملته، ويصلون حتى يفوز.. الآن نصلى حتى لا يفوز أحد!

الأغرب أن أصواتاً لها ثقلها تقول إن فى قريتهم أو بلدتهم من هو أكثر شعبية من هيلارى كلينتون وترامب.. كما أن استطلاعات الرأى لم تشهد طوال تاريخها أى مرشح يُنظر له بشكل سلبى.. وكان الناخبون يختارون بين اثنين مقبولين لا مكروهين.. وهذا هو المأزق الذى عشناه فى 2012 يتكرر فى 2016.. حرفياً.. وهو الموقف الذى قد تحسمه هيلارى، حيث ترى أن الأفضل لها أن تنافس ترامب، وليس غيره!

المثير أن أحدث الاستطلاعات تقول إن معدلات عدم شعبية ترامب وصلت 65% بين الناخبين، مقابل 55% لهيلارى.. أى أننا إزاء ماراثون انتخابى جديد على الأمريكان، وغير مسبوق فى تاريخ الانتخابات، حيّر الباحثين والمحللين والكونجرس أيضاً.. ومعناه أننا سنراهم يعصرون الليمون مثلنا، وقد يدخلون فى دوامة مثلنا أيضاً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية