x

ياسر أيوب الأهلى ومصر فى جنوب السودان ياسر أيوب الأحد 08-05-2016 22:20


أتمنى أن يقبل الرئيس محمود طاهر والمدير الفنى مارتين يول دعوة حكومة جنوب السودان للأهلى للسفر إلى العاصمة جوبا واللعب هناك مع منتخب الأندية.. الدعوة الرسمية نقلها للأهلى أنتونى كون، سفير جنوب السودان بالقاهرة، تاركا لإدارة الأهلى تحديد موعد هذه المباراة فى الفترة من منتصف شهر يوليو حتى نهاية شهر أغسطس المقبل..

وأثق من أن مسؤولى الأهلى وإدارته الفنية يدركون أهمية وقيمة وضرورة هذا الأمر، الذى هو أكبر وأعمق كثيرا من مجرد مباراة لكرة القدم.. فحكومة جنوب السودان خطت مؤخرا أكثر من خطوة فى اتجاه التقارب الحقيقى مع مصر الدولة والناس..

وليس من مصلحة الدولة والناس فى مصر أن يبقى جنوب السودان هو المطالب دوما بمزيد من السعى والسير للاقتراب أكثر من القاهرة، بينما تكتفى مصر بالزيارات الرسمية والترحيب الدبلوماسى الذى لا علاقة له بالشارع والإعلام والحياة داخل عقول وبيوت الناس فى جنوب السودان.. وزيارة الأهلى للعاصمة جوبا واللعب هناك بكل نجومه وشعبيته وتاريخه ومكانته هو أول خطوة حقيقية وفاعلة تقوم بها الدولة المصرية أو أول هدية جميلة من مصر للناس فى جنوب السودان..

وهناك فارق كبير بين أن يسافر الأهلى إلى الإمارات ليلعب فى مدينة العين هناك أمام نادى روما الإيطالى، وأن يسافر إلى جنوب السودان ليلعب فى مدينة جوبا أمام منتخب أنديتها.. فالرحلة الأولى هى رحلة كروية يمكن فيها الحديث عن مكاسب مالية وإعلامية وأن تسبقها مفاوضات وشروط واتفاقات وعقود..

لكن الرحلة الثانية هى سياسية بالمقام الأول لا تصح فيها المطالبة بأى ثمن أو اشتراط أى شىء إلا الاستقبال اللائق وتأمين الرحلة.. بل إننى أتمنى أن يبادر الصديق خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، بإعلان تحمل وزارته تكاليف رحلة الأهلى إلى جنوب السودان، حيث لن يسافر الأهلى بلاعبيه ونجومه الكبار وحدهم، إنما سيصطحب أيضا عددا من نجوم مصر الكبار رياضيا وفنيا معه فى هذه الرحلة.. حيث أتخيل مع الأهلى ومسؤوليه ولاعبيه على الطائرة وجوها لها قيمتها ومكانتها مثل حسن شحاتة والخطيب وحسام حسن وأبوتريكة.. وأيضا عادل إمام ومحمد منير ومحمد رمضان.. ومع هؤلاء هدايا رياضية مصرية لكثير من الصغار هناك..

كما أتمنى أيضا أن يدعو خالد عبدالعزيز شوبار جوك، رئيس اتحاد الكرة فى جنوب السودان، ليأتى للقاهرة ويساعده الاتحاد المصرى لكرة القدم فى اختيار مدرب جديد لمنتخب جنوب السودان، حيث أعلن شوبار عن إصراره على أن يكون مصريا من يقود منتخب بلاده فى الفترة المقبلة..

فهذا هو الدور السياسى والدبلوماسى الذى يمكن لكرة القدم القيام به.. فالناس فى جنوب السودان سوف تنسى أى خطابات سياسية ورسمية أو برامج تليفزيونية وزيارات دبلوماسية.. لكنهم لن ينسوا أن مصر هى التى احتفلت معهم بالوفاق الجديد وانتهاء الحرب الأهلية وعودة السلام والأمان من جديد.. وأن الأهلى المصرى، الذى هو النادى الأكبر والأشهر أفريقيا، جاء بنفسه لعاصمة بلادهم ليلعب مع أنديتهم ومعه نجوم مصر الذين يحبون مصر ويحبهم الناس فى جنوب السودان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية