قال أحمد فضل رفاعى، ناظر قطارات محطة سمالوط، إنه لولا تدخله لفصل عربات قطار الوقود عن العربة التى نشبت النيران بها، الثلاثاء الماضى، لتعرضت مدينة سمالوط لكتلة من اللهب، حيث إن انفجار صهريج قطار الوقود كان سيؤدى لتطاير النيران فى الأحياء القريبة من المحطة وامتدادها لباقى أحياء المدينة. وأضاف «رفاعى» فى حواره مع «المصرى اليوم» أن إحساسه وقت تدخله لفصل العربات عن العربة المحترقة وكأنه يجاهد فى سبيل الله، مثل الجندى على جبهة القتال، ونجح فى مهمته بتوفيق من الله عز وجل، مشيرًا إلى أنه لو تكرر الموقف فلن يتردد فى القيام بدوره مرة أخرى مهما حدث له من إصابات أو تعرض لمخاطر.
وأشار إلى أن اتصال مكتب الرئيس السيسى به للاطمئنان عليه أثلج صدره، ودفع رئيس الوزراء لإصدار قرار بنقله لاستكمال العلاج بمستشفى الحلمية العسكرى بالقاهرة، كما دفع المحافظ اللواء طارق نصر لزيارته بالمستشفى بعد 6 أيام من الحادث.
وإلى نص الحوار..
■ كيف نجحت فى فصل عربات القطار عن العربة المحترقة؟
- فوجئت أثناء عملى بمحطة قطار سمالوط يوم الثلاثاء الماضى بوصول قطار بضاعة محمل بسولار إلى المحطة، وعقب دخوله إلى المحطة، فوجئت بإحدى السيارات تشتعل بها النيران، فقمت بالإسراع دون تفكير وبإرادة قوية ومعى محمد عبدالعظيم، ملاحظ البلوك، إلى طفايات الحريق اليدوية، وتم فصل الجزء الخلفى عن الأمامى وسحب باقى العربات عن العربة المشتعلة بها النيران، بهدف عدم وصول النيران لباقى العربات.
■ كيف حدثت الإصابة بك؟
- أثناء عمليات السحب والفصل تطاير علينا سولار مشتعل به النيران على رأسى وذراعى ووجهى، ولكن كان كل اهتمامى هو فصل العربة المشتعلة بها النيران عن باقى العربات، حتى لا تحدث كارثة، والحمد لله نجحت فى ذلك بتوفيق من الله عز وجل.
■ لماذا أقدمت على ذلك رغم علمك بالمخاطر التى تواجهك؟
- لم أفكر فى أى شىء وقت الحادث سوى إنقاذ مدينة بأكملها من كارثة، لأنه لو امتدت النيران إلى باقى العربات لحدث انفجار فى الصهريج، وتحولت مدينة سمالوط لكتلة من اللهب.
■ من تدخل لإطفاء النيران التى امتدت إليك؟
- عقب فصل العربة المحترقة، قمت بإطفاء نفسى بالتراب من خلال «الدحرجة» على الأرض، لمنع امتداد النيران إلى جسمى، واستكملت الحوار مع زميلى «محمد» ملاحظ البلوك، بضرورة الاستمرار فى إخماد الحريق بالطفايات اليدوية، التى وفرتها الهيئة، لمواجهة حرائق جرارات وعربات القطارات لحين وصول سيارات الحماية المدنية.
■ هل انتهى الأمر بفصل العربة المحترقة، ومن ساعدك فى الوصول للمستشفى؟
- زميلى «محمد» نجح فى استكمال عمله والتكليفات التى وجهتها له بفصل العربات الخلفية، وعقب وصول قوات الحماية المدنية، توجهت من نفسى إلى المستشفى.
■ هل لديك استعداد للقيام بذلك مرة أخرى إذا تكرر الحريق؟
- لن أتردد فى القيام بواجبى إذا تكرر الحادث مرة واثنتين وثلاثا، لأن ذلك يفدى بلدى من الدمار، وكنت أشعر أن ما أقوم به وقتها جهاد فى سبيل الله، مثل الجندى على جبهة القتال، وربنا كان معايا وسترها وحافظ عليا من الموت.
■ من اتصل بك أو زارك من المسؤولين؟
- عقب تداول الصحف ووسائل الإعلام الواقعة والدور الذى قمت به اتصل على وزير النقل، ورئيس هيئة السكك الحديدية ورؤسائى وزملائى فى المنيا وأسيوط ووقفوا بجانبى، وتم نقلى إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة المنيا، وأشرف مدير المستشفى على رعايتى، وأرسل وزير النقل ورئيس الهيئة وفدًا من الهيئة قدموا لى شهادة تقدير ومبلغ 5 آلاف جنيه، ووعدونى بالرعاية الكاملة.
■ ما شعورك بعد اتصال مكتب رئيس الجمهورية بك؟
- الاتصال أثلج صدرى وشعرت بسعادة بالغة وإحساس بتقدير الرئيس وحرصه على الاطمئنان على حالتى الصحية بعد الحادث، وبعد الاتصال اتخذ مجلس الوزراء قرارًا بنقلى إلى مستشفى الحلمية العسكرى لاستكمال العلاج، وزارنى محافظ المنيا فى المستشفى بعد أسبوع من الحادث.