انتقد خبراء رياضيون توقف محافظة الإسكندرية عن إمداد المنتخب الوطنى لكرة القدم بلاعبين من أبناء «الثغر» منذ ما يقرب من «20» سنة عندما شارك أحمد الكأس، نجم الأوليمبى الأسبق، مع المنتخب فى كأس العالم عام 1990 بإيطاليا.
واعترف «الخبراء» بأن أندية «الثغر» أصابها «العقم»، ولم تعد قادرة على «إنجاب» لاعبين جدد للمنتخب بعد أن أصبح اعتمادها على نظام «الاحتراف»، وجلب اللاعبين من الأقاليم، وطالبوا مسؤولى الأندية بتوجيه اهتماماتهم إلى قطاعات الناشئين وتوفير النفقات اللازمة لها، ليتجدد الأمل فى إعداد نجوم جدد، لدعم المنتخب.
وأكدوا أن أندية المحافظة لن ينصلح حالها طالما أنها «فاشلة» فى خلق أجيال جديدة من اللاعبين، وتنتظر «معونة» الأقاليم.
«الكأس»: انقراض «الكشافين» ساهم فى عدم ظهور المواهب
قال أحمد الكأس، آخر نجوم المنتخب الوطنى، من الثغر، إن عدم تمتع المدربين بالجرأة الكافية للدفع بالناشئين فى صفوف الفريق الأول بالإضافة إلى عدم وجود الملاعب الكافية للتدريبات وعدم اكتشاف مواهب جديدة واختفاء دور الأندية الشعبية وإهمال ملاعب مراكز الشباب- أدت إلى عدم ظهور لاعبين من أبناء المحافظة بالمنتخب.
وأضاف: «انقراض الكشافين من قبل الأندية ساهم فى عدم ظهور المواهب حيث كان فى الماضى خبراء اللعبة فى الأندية يجوبون شوارع الثغر ومراكز الشباب والأندية الشعبية لاختيار المواهب النادرة فى تلك الأماكن وضمها لأنديتهم».
وانتقد الكأس المدربين بسبب عدم اهتمامهم بتحقيق نتائج طيبة للاستمرار فى أماكنهم وتغافلهم عن دورهم الحقيقى فى تصعيد أكثر من لاعب لصفوف الفريق الأول بأنديتهم.
«بكر»: الاحتراف «الفاشل» و«قرصنة الكبار» السبب
أرجع محمود بكر، الخبير الكروى، أسباب غياب لاعبى الثغر عن المنتخب وعدم الانضمام إليه منذ سنوات طويلة إلى نظام الاحتراف الذى وصفه بالفاشل، الذى تطبقه الأندية المصرية.
وقال بكر: «فى الماضى كان اللاعبون يجلسون فى أنديتهم ولا ينتقلون لأندية أخرى فكانت النجوم تظهر من خلال أنديتها، وكان اللاعب ينضم للمنتخب من خلال ناديه الأصلى أما الآن، فاللاعب السكندرى أول ما يظهر ويبدأ نجمه فى السطوع تجده يذهب إلى أندية أخرى أكثر جماهيرية».
وأضاف: «الأندية الكبرى تتبع أسلوب القرصنة وتسعى بصفة مستمرة لخطف نجوم أندية المحافظة وآخرهم محمد ناجى «جدو»، الذى انتقل من الاتحاد للأهلى بعد تألقه مع المنتخب فى بطولة الأمم الأفريقية الماضية».
وأشار إلى أن الموارد المالية لها دور كبير فى انتقال النجوم وترك أنديتهم الأصلية.
محمد خليل: مدربو الخبرة المحدودة لا يصنعون نجماً
حمل محمد السيد خليل، الشهير بـ«الكأس الكبير» نجم الأوليمبى السابق، مسؤولية غياب أبناء الثغر عن صفوف المنتخب إلى إدارات الأندية لاتباعها سياسة «المجاملات» فى تعيين المدربين بداية من مدرسة الكرة ونهاية بفريق الشباب.
وقال الكأس الكبير: «المدربون أصحاب الخبرة المحدودة يكون ولاؤهم وانتماؤهم لأعضاء مجالس الأندية، وأصبحوا مثل الموظفين فلا ينتظر منهم صناعة نجم».
وأضاف: منذ أكثر من «20» عاما كانت تشترط إدارات الأندية أن المدرب لا يعمل فى مكان آخر، والآن أغلبية المدربين يمتلكون مدارس خاصة للكرة وتُخدم عليها من خلال الفرق التى تتولى تدريبها مما يجعلهم لا يحققون الهدف من قطاع الناشئين وهو تصعيد اللاعبين، مستشهدا بأن أحمد الكأس آخر لاعبى المنتخب من أبناء الثغر كان من مدرسة الكرة بالأوليمبى.
«فواز»: لا يوجد اهتمام بـ«الناشئين»
أكد طلعت فواز، رئيس منطقة الإسكندرية لكرة القدم، أن غالبية لاعبى أندية الثغر من المحافظات الأخرى، بينما فى الماضى كان جميع اللاعبين من المحافظة، مؤكدا أن اللاعب يجب أن يفرض نفسه على المسؤولين فى المنتخب من خلال موهبته.
وتابع «فواز»: «فى الماضى كانت الأندية مهتمة بقواعد الناشئين وكان هناك إحلال وتجديد للفريق الأول بصفة مستمرة من اللاعبين أبناء النادى فـ(شحتة وبوبو وسمير مخيمر وعادل البابلى) كانوا من ناشئى نادى الاتحاد وانضموا للفريق الأول وظهروا بمستوى لائق مع الفريق الأول وفرضوا أنفسهم على المنتخب».
وأشار فواز إلى أنه جاء وقت كان هناك لاعبون من الاتحاد والأوليمبى فى المنتخب وآخرهم محمد عمر وأحمد الكأس، وبعد ذلك لم يظهر لاعب واحد من الإسكندرية فى المنتخب القومى استطاع أن يثبت أقدامه ويصبح من اللاعبين الأساسيين.