قال الدكتور جابر نصار، رىْيس جامعة القاهرة، إن الاستعمار حرص على إضعاف مكانة اللغة العربية لقيمتها في حياة العرب، وفرض هيمنته اللغوية المعبرة عن قيمه وثقافته على الشعوب التي استعمرها، كي تدين له بالخضوع التام والولاء المطلق، لأن اللغة في النهاية تعبر عن الهوية والوطنية والقومية والذات الثقافية والتراث الحضاري، بما تختزنه من علوم العرب وتاريخهم وحضارتهم.
أخبار متعلقة
ولفت نصار، خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية المنعقد في دبي، الأحد، إلى مدى الضعف الذي وصلت إليه العلاقة مع اللغة العربية على مستوى الأجيال الصاعدة، حتى أصبحت محلا للنفور في نظرهم، إلى جانب ما تتعرض له هذه اللغة من الهجوم بين الحين والآخر من أعداء الأمة العربية والثقافة الإسلامية.
وتابع: «إذا كان جزء من المشكلة نابعا من صعوبة اللغة العربية بالمقارنة ببعض اللغات الأخرى، فإن هذه الصعوبة ليست العامل الحاسم في الموضوع، فهناك أجهزة الإعلام المختلفة، وهناك مسؤولية البيت ومسؤولية التربية في مراحل التعليم المختلفة، سواء التعليم قبل الجامعي أو التعليم الجامعي»، مشيرا إلى أنه من اللازم استنفار كل المؤسسات التعليمية والثقافية في العالم العربي لحماية اللغة العربية والهوية العربية والمستقبل العربي.
وأكد نصار أننا مطالبون بمناقشة مشكلات تعليم اللغة العربية، ولا تكون مجرد (كهنوت) يصل إليه بعض المتخصصين وحدهم، وإنما ينبغي أن نعمل على أن تكون المعرفة اللغوية في مرحلتها الأساسية متاحة لكل مثقف عربي وأن نخلي الطريق من كل عقبة تحول دون تحقيق هذا الهدف.
