x

إيتور كارانكا.. تلميذ مورينيو الذي أعاد ميدلسبره لعالم البريميرليج

الأحد 08-05-2016 11:08 | كتب: أحمد شفيق |
آيتور كارانكا - صورة أرشيفية آيتور كارانكا - صورة أرشيفية

نجح فريق ميدلسبره في الحفاظ على مركزه الثاني، في ختام مسابقة دوري الشامبيونشيب، والذي من خلاله تمكن من حجز تذكرة العودة مباشرة لعالم الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج»، بعد غياب دام 7 مواسم في ظلمات الدرجة الأدنى من المسابقة الأشهر والأكبر بين جميع مسابقات الدوريات الأوروبية.

هندسة هذا الانتصار الكبير الذي سيُدخل خزائن النادي قرابة الـ200 مليون جنيه استرليني من عوائد الصعود والمشاركة في البريميرليج، تعود إلى الإسباني إيتور كارانكا، مدرب الفريق.

بداية عمل كارانكا في مجال التدريب مع الأندية، جاءت في منتصف عام 2010، ووقتها عُين كمدرب مساعد للبرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، في القيادة الفنية لريـال مدريد.

كارانكا تعلم الكثير خلال فترة ثلاثة مواسم قضاها برفقة «السبيشيال وان» في قيادة الملكي الإسباني، وقرر مغادرة الفريق مع مغادرة المدرب البرتغالي وقدوم الإيطالي كارلو أنشيلوتي لتدريب الفريق الإسباني.

وعلى الرغم من أن خبرة كارانكا لم تكن كبيرة، وبالأخص أن عالم الشامبيونشيب يعتبر عالما خاصا في كرة القدم ويحتاج لمدربين أصحاب مؤهلات وخبرات كبيرة للتعامل مع الدوري الصعب الذي يضم 24 فريقًا، وتصل معدل مبارياته إلى مباراتين في الأسبوع.. لكن كارانكا لم يتردد في قبول مهمة تدريب ميدلسبره في نهاية عام 2013، بعد أن استشار أستاذه جوزيه مورينيو، الذي كان يدرب تشيلسي في هذه الفترة، ونصحه «السبيشيال وان» بقبول التجربة التي ستكون بمثابة خبرة عظيمة للمدرب الإسباني الشاب في بداية مشواره كمدير فني.

لم ينجح كارانكا مع البورو في أول موسم، لكن الفريق في الموسم الثاني له مع المدرب الإسباني «14 /15» قدم أداءً متميزًا، وكان منافسا دائما على قمة المسابقة، لكن الإصابات وسوء الحظ كلفا الفريق كثيرًا، وأبعداه عن قمة الترتيب في آخر جولة، وأدخلاه في حسابات التصفيات المؤهلة للبريميرليج، ونجح الفريق من خلالها في الوصول للمباراة النهائية، وواجه فريق نوريتش سيتي في المباراة النهائية بملعب ويمبلي، لكن البورو خسر بنتيجة 0-2، وفشل في الوصول للبريميرليج.

مع بداية موسم 15/ 16، كانت نية المدرب الإسباني واضحة في رغبة الفريق للعودة للبريميرليج، مستغلًا دفعة وأداء الموسم الماضي، وقام النادي بإنفاق العديد من الأموال على صفقات بأسماء صاحبة خبرات كبيرة، مثل دافيد نيوجنت، لاعب ليستر سيتي، ونجم الفريق السابق، ولاعب الجماهير المفضل ستيوارت داونينج، ومهاجم نادي إسبانيول الإسباني، كريستيان ستواني.
مجموع إنفاق ميدلسبره على الصفقات خلال موسم 15 /16 في فترتي الصيف والشتاء تخطى حاجزالـ 25 مليون جنيه إسترليني، وهو رقم لم تدفعه بعض فرق البريميرليج.
بداية الموسم لم تكن جيدة، حيث حقق الفريق فوزا يتيما في أول 4 جولات، لكن بعد مرور 20 جولة تمكن الفريق من الوصول لقمة ترتيب مسابقة الشامبيونشيب، لكن أداء الفريق تراجع وتأرجح وجوده على القمة، بين الهبوط للمركز الثاني والثالث، بسبب تخبط النتائج الذي وصل إلى تحقيق الفريق لـ3 انتصارات في آخر 10 جولات بداية من الجولة 26 ونهاية بالجولة 35، الأمر الذي أغضب المدرب كارانكا ودفعه لرفض دخول أرض التدريب مع الفريق متهمًا لاعبيه بالتخاذل وإهدار فرصة الوصول للبريميرليج، ووصل الحال إلى أن رفض المدرب قيادة الفريق في المباراة القادمة (وقتها) أمام تشارلتون، وخسر النادي هذه المباراة، وتدخلت إدارة النادي ونجح رئيس النادي «ستيف جيبسون» في إقناع المدرب الإسباني بالعودة مرة أخرى لقيادة الفريق.
عودة كارانكا للفريق شهدت تغيرا كبيرا في أداء وأسلوب اللاعبين الذين تأثروا بغضب مدربهم، وبالفعل لم يخسر ميدلسبره أي مباراة منذ عودة المدرب الإسباني، فاز الفريق في 6 مباريات متتالية، لكنه تعادل في 3 جولات متتالية، ليخسر قمة الترتيب ويدخل في مباراة حاسمة أمام فريق برايتون لحسم المركز الثاني في آخر جولات مسابقة التشامبيونشيب.

كلا الفريقين كان يمتلك نفس الرصيد من النقاط «88»، لكن فريق البورو كان يمتلك فارقا تهديفيا أفضل، لذا كان يمتلك فرصتين، هما الفوز أو التعادل، بينما المنافس لا يملك سوى الفوز من أجل الوصول للمركز الثاني والتأهل مباشرة للبريميرليج.

كارانكا ولاعبوه يعلمون تمامًا أنهم كانوا في مثل هذا الموقف في الموسم الماضي، وخسروا الوصول للمركز الثاني ودخلوا دورة الترقي وفشلوا بالنهاية في التأهل للبريميرليج، لهذا لم يكن الفريق على استعداد لتكرار هذا الأمر مرة أخرى، ولعب الفريق مباراة قوية، وكان الطرف الأفضل، وانتهت المباراة بالتعادل 1-1، وهي النتيجة المرضية والكافية للفريق من أجل العودة للبريميرليج مرة أخرى بعد غياب 7 مواسم.

بشكل عام، استحق ميدلسبره التأهل للبريميرليج، واستحق المدرب إيتور كارانكا الإشادة، لأنه نجح في الصعود من دوري قوي وعنيف ومنافسة صعبة، وتحسب له قوة شخصيته وتعامله مع الفريق وكيف نجح في إفاقته بعد أن كان الموسم يضيع من الفريق، في انتظار رؤية الإسباني بصحبة فريقه في عالم البريميرليج الموسم المقبل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية