ما حدث ويحدث فى نادى الزمالك لن أصفه بالفهلوة، وإنما ينطبق عليه المثل البلدى «المركب اللى عليه ريسين يغرق»، وهو ما يعنى أن القيادة فى أى مجال يجب فى النهاية أن تكون لشخص واحد فقط، فإن وُجد على سفينة واحدة رئيسان، وإن امتد الوفاق بينهما بعض الزمان ففى كثير من الظروف ستصطدم قراراتهما، خاصة فى وقت الطوارئ، واحد يريد أن يتجه يمينًا والآخر يسارًا، ونفترض أن باقى بحارة السفينة انقسموا إلى قسمين بين آراء الرئيسين، فالنتيجة لن تخرج عن غرق السفينة، وهو ما ينطبق على قرارات رئيس نادى الزمالك التى أدت إلى ظهور الأزمات والانشقاقات داخل صفوف الفريق بعد إقالة الأسكتلندى ماكليش على الطريقة المصرية، هرباً من دفع أو تخفيض الشرط الجزائى، ورغم ذلك لم تستقر الأمور وتطورت سريعا، وكانت البداية مع حازم إمام الذى افتعل أول أزمة مع محمد حلمى، المدير الفنى الجديد، بعد رفض اللاعب التواجد على دكة البدلاء وتوقيع غرامة عليه قدرها 300 ألف جنيه خروجا على اللائحة، وتم الصلح، وبعد اعتذاره تم تخفيض المبلغ إلى 30 ألف جنيه فقط على الورق.. فأين الاحتراف؟! وهو ما سيؤدى حتما إلى افتقاد اللاعبين الاحترام للمدير الفنى، والأهم هو إصدار رئيس النادى قرارا بتحديد اختصاصات الجهاز الفنى: حلمى فى منصب المدير الفنى، وصلاح مديرا للجهاز دون أى تدخل فى الفنيات، يعنى منصب إدارى، ليتقدم صلاح باستقالته ثم يعود لسحبها بعد ساعات، بعد موافقة رئيس النادى على طلبه، وهو ما أدى إلى مطالبة باقى أفراد الجهاز، ومنهم جمال عبدالحميد وإسماعيل يوسف وعبدالحليم على، بنفس المطلب، وهو ما سيؤدى إلى نشر الفوضى وعدم الالتزام من جانب اللاعبين.. والأدهى والأمرّ أن رئيس النادى بدأ التفاوض للتعاقد مع لاعبين لضمهم إلى صفوف النادى الموسم المقبل دون استشارة المدير الفنى الحالى والمقبل.
وأرى أن الخطأ يقع على عاتق أعضاء لجنة اختيار المدربين الأجانب، وآخرهم ماكليش، والتى تشكلت من هواة نجلى رئيس الأبيض ومدير التعاقدات الخارجية بالإضافة إلى اللاعب المعتزل محمد زيدان، وسيط الصفقة، وتم الاتفاق فيما بينهم على اختيار الأسكتلندى، ووصفوه بأنه المدرب المثالى لعودة البطولات مع منحه كل الصلاحيات دون تدخل، وفى النهاية إجباره على الاستغناء عن مساعديه، ووصفه بالفاشل وغير القادر على قيادة الفريق، بسبب أخطائه فى التشكيل، وخطط اللعب وتغييرات اللاعبين على خلاف الحقيقة التى تؤكد أن رئيس النادى هو المسيطر على كل شىء من خلال جاسوسه الذى جنده لخدمته.. وأقر وأعترف بأننى لم أسمع أو أقرأ أن ناديا قام بتغيير 8 أجهزة فنية خلال الموسم الحالى، ويأتى على رأسهم محمد حلمى الذى تولى المنصب لمدة يومين ومباراة واحدة وهو رقم قياسى عالمى!!