رد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، على فتوى تنظيم «داعش» بإباحة نقل أعضاء أسراه، الذين وصفوهم بالمرتدين لزرعها في جسد من يحتاجها من المسلمين، حتى وإن كان ذلك معناه موت الأسير.
وشدد المرصد، في بيان صحفي، السبت، على حرمة ذلك وعدم جوازه شرعا، سواء إذا كان ذلك يعرض الأسير للموت أم لا، يسبب له ألما أم لا.
واستدل المرصد على ذلك بعدة أمور، منها أن الاعتداء على أعضاء الإنسان فيه امتهان له، وهو الذي قد كرمه الله تعالى، وأخذ أعضاء الأسرى ينافي تكريم الله تعالى للإنسان، كما يعد ذلك من التمثيل «تشويه الخلقة»، التي نهى الرسول (ص) في أحاديث كثيرة.
وأشار المرصد إلى أن فعل هذا بما يؤدي إلى وفاة الأسير منافٍ للإحسان المأمور به في الشريعة، ولو كان في قتل من يستحق القتل، ولو كان المقتول من بهيمة الأنعام، فكيف إذا كان أسيرا عند عصابة لا شرعية لها من الخوارج المبتدعة؟َ
وأوضح المرصد أن ما ورد من تخيير ولاة الأمر الشرعيين في الأسير المأخوذ في الحرب الشرعية بين المسلمين وغيرهم لم يرد فيه ما يفعله أولئك، حيث قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾.
وشدد المرصد على أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأسير، ومدح من يفعل ذلك، قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾، ويضاف إلى ذلك ما ورد من المعاملة الحسنة التي كان يعاملها الرسول (ص) للأسرى.