لابد أن نعترف بذلك، ولا نضع رؤوسنا فى الرمال!! سهل جدا الخروج من هذا المأزق !..علينا وعليه أن نتعلم من تجربة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، كان فى الأزمات ينتقد نفسه، ويعترف بالخطأ ويصححه، وكان يطلق على مسيرة تجربته الكبيرة فى عمله السياسى لفظ «التجربة والخطأ»، وأقر أنه عندما تحمل مسؤولية الحكم لم تكن لديه نظرية أتى بها.. أتذكر بعد نكسة يونيو1967 كانت هناك محاكمة لقادة الطيران أصدرت أحكاما هزلية، وكنا أيامها أعضاء فى منظمة الشباب الاشتراكى، ولم يمنعنا ذلك من «التظاهر» ضد الحكومة وضد الاتحاد الاشتراكى، وحدث الاعتصام الشهير فى كلية الهندسة بالإسكندرية، وتدخلت الشرطة لفضه، واستخدمت خراطيم المياه وبنادق الرش.. سارع جمال عبدالناصر بمعالجة الأزمة بحكمة، مقدرا غضب الشباب بل انحاز ووقف بجوارهم، وكان ذلك دافعا أساسيا فيما بعد لإصدار بيان 30 مارس 1968 الشهير... فى تصورى أن مُنظرى ومفكرى الفكر الناصرى يمكنهم إيجاد حلول لهذه العثرات.. عليهم أن يركزوا على هذه التجارب، ويمنحوا الوطن والرئيس السيسى إطلالة على هذه الخبرات التى اكتسبناها، والتى تعتمد على النقد بدون تجريح، والنقد الذاتى والاعتراف بالأخطاء والبحث عن حلول لها، ولا نسمح لأهل الشر باستغلال الفرصة، ولا داعى لتجريح سيرة رجل أرسلته الأقدار لنا، فوضع روحه على كفه، وتحمل المسؤولية التى كلفناه بها كاملة.
مهندس. فريد الجبالى. الإسكندرية
