تصطف بعض السيارات بمحاذاة الرصيف المواجه لبوابة نقابة المحامين، في المساحة بين مقر مكتب النائب العام ومدخل شارع عبدالخالق ثروت حيث تقع نقابة الصحفيين، وفي المساحة بين البوابة المغلقة للمترو، واليسار المغلق المؤدي لمقر نقابة الصحفيين، تسير الأقدام في اتجاه واحد على غير عادة الشارع المكتظ في اتجاهيه بالمارة، والذين توقفوا عن السير لينصتوا للصيحات الجماعية المتناغمة من بعيد، والتي صدحت بالهتاف «حرية حرية»، فيما علقت عيونهم بمشهد النشاذ، الذي استقر بمدخل شارع عبدالخالق ثروت.
تخترق الجلبة الصاخبة لمكبرات الصوت آذان الجميع، لتعزف بعشوائية محاولات مضنية لسد الطريق بين صوت الهتاف والمارة، مثلما منع العشرات من حاملي لافتات «سب الصحفيين» مرور العيون إلى قلب المشهد.
وعلى زاوية الطريق، تبدو أيادي مئات الصحفيين واضحة، حيث أشاروا بالسبابة مرددين خلف خالد البلشي هتافه «ارفع رأسك فوق أنت صحفي»، فيما يرتدي بعض منظمي حفل الُسباب الجماعي أعلام مصر ويرفعون صورًا للرئيس، مرددين عزفًا منفردًا من السباب الجماعي للقادمين إلى النقابة، بعد أن أشهروا «الوسطى» في إشارات بذيئة تخللتها تهديدات بالقتل واتهامات بالعمالة.
وخلف السياج، يقف ضباط شرطة ليشاهدوا تجمع العشرات على كل من يخرج من النقابة، وقد قبضت أياديهم على عدد من الصحف تم توزيعها على الجميع، وتحت السلاح المستقر بخصر أحدهم، يظهر عدد «المصري اليوم» الصادر صباح، الثلاثاء، بعنوان «#الصحافة_مش_جريمة»، بعد أن نجحت المطبوعة في عبور الحواجز، لتصل محيط النقابة المحاصرة، لتستقر في قبضة الشرطي، ولا يظهر منها سوى العنوان الفرعي «إقالة عبدالغفار».