قال سفير ألمانيا بالقاهرة يوليوس جيورج لوي، إن حجم الديون الألمانية المستحقة على مصر تبلغ حوالي 170 مليون يورو، وستجرى مباحثات حول جدولتها في شهر يونيو المقبل ببرلين على المستوى الوزاري.
وأضاف «لوي»، في مؤتمر صحفي عقده بمقر أقامته، الأربعاء، «هناك اهتماما حقيقيا من رجال الأعمال الألمان على الاستثمار في مصر كسوق محلى أو منفذ للأسواق الإقليمية»، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام يعكسه تعاقب زيارات الوفود الاقتصادية ورجال الاعمال على القاهرة ولقاءاتهم بكبار المسؤولين من منطلق اهتمامهم بالاستثمار في مصر.
ولفت «لوي» إلى أهمية خلق فرص عمل وتحقيق انتعاش اقتصادي في مصر لصالح الاستقرار، وأشار فيما يتعلق بما إذا كان تم تحديد لزيارة المستشارة الألمانية انجيل ميركل للقاهرة إلى أنه تم توجيه دعوة رسمية اليها لزيارة القاهرة وجارى دراستها في الوقت الراهن بناء على جدول مواعيدها المزدحم.
وقال السفير، وبخصوص امكانية اعلان الحكومة الالمانية لجماعة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية وحظر نشاطها على اراضيها، «اننا لدينا رؤية مختلفة في المانيا عن الرؤية الشائعة عن الجماعة في مصر ولا ننظر اليهم ككتلة واحدة منسجمة، بل اننا ننظر اليهم كتنظيم يتضمن مجموعات كثيره مختلفة وليس كل اخواني ينتمى إلى التنظيم هو ارهابي».
واضاف «ولكن نعلم ان هناك منهم مجموعات تدعو إلى العنف وهذا تواجهه الحكومة الألمانية بالفعل غير اننا لا نعمم هذا الحكم على كل ما ينتمى إلى الاخوان المسلمين».
وحول منظمات المجتمع المدني، قال لوي إن مؤسسات المجتمع المدني جزء لا يتجزأ من العملية الديمقراطية وتعد بمثابة الملح بالنسبة للطعام، مشيرا إلى انه من منطلق اهميتها نتحدث في كل مناسبة في جميع اللقاءات والزيارات التي تمت بالقاهرة عن اهمية دور مؤسسات المجتمع المدني للقيم الديمقراطية ولصانع القرار من منطلق ان مجتمعا مدنيا صحيا وقويا مهم للاستقرار ولعمل الحكومات.
وعن اتخاذ الحكومة الألمانية لإجراءات ضد بعض المساجد قال انه اتضح للحكومة أنه توجد عناصر تحض على العنف تجاه القيم الديمقراطية والحكومة ولهذا تم اتخاذ هذه الاجراءات تجاه بعض المساجد ولم يتم تعميمها، مؤكدا على ان حرية الاديان والرأي والتعبير مكفولة بما لا يتجاوز حد السلمية .
واشار «لوي» إلى تعاون مصر والمانيا في موضوع مكافحة الارهاب، وقال «هناك اهتمام كبير من برلين بمساعدة مصر في تأمين حدودها لمنع تسلل الارهابيين عبر الحدود سواء من ليبيا أو سيناء ويتم معالجة تفاصيل هذا الموضوع بين السلطات المختصة في الدولتين وسيتم الاعلان عما تم فيه فور الانتهاء منه».
ونفى السفير الألماني إمكانية تدخل بلاده عسكريا في ليبيا، وقال إنه هناك اتصال دائم مع الشركاء الأوروبيين لتحقيق الاستقرار في ليبيا ودعم حكومة الوفاق الوطني والحرس الجمهوري والجيش الليبي للحفاظ على سلامة البلاد، مؤكدا استعداد برلين لتقديم المساعدة والدعم للحكومة والمؤسسات التي تتمتع بالشرعية .
وأكد «لوي» أهمية حرية الصحافة واعتبرها ركنا اساسيا من اركان الديموقراطية وركيزه محورية في العملية الديمقراطية، وبدونها لا تكون هناك ديمقراطية حقيقية، قائلاً فيما يتعلق بماحدث في نقابة الصحفيين يوم الاحد الماضي، إنه لا يستطيع الحكم على ذلك من الناحية القانونية، وليس لديه معلومات تجعله يتخذ موقفا محددا وواضحا.
ودعا السفير إلى تذليل كافة العقبات أمام الاستثمارات الاجنبية القادمة لمصر، وقال ان المستثمرين الألمان يتحدثون عن معاناتهم من نقطتين اساسيتين، الاولي تتعلق بمصير الارباح وامكانية تحويلها إلى عمله صعبة وتحويلها إلى الخارج، والثانيه بالمعوقات البيروقراطية وعدم حدوث تقدم جوهري في الاجراءات البيروقراطيه.