x

جوارديولا وعقدة نصف النهائي «الإسباني».. (تقرير)

الأربعاء 04-05-2016 11:09 | كتب: أحمد شفيق |
مباراة بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مباراة بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا تصوير : رويترز

بكل تأكيد لا يوجد خلاف على أن بيب جوارديولا، المدرب الإسباني المميز، هو واحد من أفضل المدربين في العالم، بل إنه يعتبر الأفضل في نظر الكثير من متابعي وعشاق كرة القدم.

جوارديولا، الذي أدخل عالم كرة القدم فن «التيكي تاكا» خلال فترته مع برشلونة بنهاية العقد الماضي وبداية العقد الحالي، وما قدمه من أداء ممتع مصحوب بالفوز بعدد كبير من الألقاب الكبرى في فترة زمنية قصيرة، دفع العملاق البافاري للتعاقد معه لقيادة الفريق بداية من موسم 2013/2014، ليتسلم فريقا في أوج عطائه ومجده من المدرب يوب هاينكس، الذي قاد الفريق بنهاية موسم 12/13 للتتويج بالثلاثية «الدوري والكأس ودوري الأبطال».

في موسمه الأول، اكتسح جوارديولا جميع منافسيه على الصعيد المحلي، فحقق لقب الدوري والكأس، لكن قطار الفريق البافاري توقف في دوري الأبطال عند محطة نصف النهائي أمام ريـال مدريد، وعلى الرغم من أن الفريق خاض مباراة العودة على ملعبه وهو في وضع أفضل فنيًا ومعنويًا، مع خسارة ضعيفة في مباراة الذهاب بإسبانيا بنتيجة 1-0، إلا أن المدرب دخل المباراة بتكتيك هجومي عالٍ تاركًا مساحات شاسعة في دفاعه، وكان القدر رحيمًا بالعملاق البافاري في أن يخرج من هذه الموقعة خاسرًا بأربعة أهداف نظيفة فقط، بعد إضاعة لاعبي ريـال مدريد للعديد من الفرص التهديفية.

الخروج المهين للعملاق البافاري شكّل موجة ضغط وانتقاد كبيرة للفيلسوف الإسباني بطريقته الفنية التي تميل للاحتفاظ بالكرة لأطول وقت ممكن، الطريقة المملة في نظر شريحة ضخمة من مشجعي النادي البافاري التي لم يرقها تغير فلسفة الفريق الألماني القائمة على اللعب المباشر والوصول للمرمى بأقل عدد من التمريرات، دون اهتمام مبالغ فيه، بنسبة الاستحواذ غير المجدية أو المفيدة.

في الموسم التالي، 14/15، اكتسح بايرن الدوري المحلي في سيناريو متوقع أمام سقوط كل منافسيه، ولم يظهر سوى نادي فولفسبورج الذي نافس بايرن في المسابقة المحلية من مسافة بعيدة بلا نجاح، ولكن فولفسبورج نجح في حصد لقب الكأس المحلي، الذي خرج منه بايرن بعد الهزيمة في الدور نصف النهائي أمام الغريم التقليدي بروسيا دورتموند بركلات الترجيح.

في دوري الأبطال، كانت الأعين كلها مسلطة على الفريق، وكالعادة اكتسح مجموعته في دوري المجموعات، وتأهل بمنتهى اليسر والسهولة حتى وصل لنصف النهائي ليتقابل مع أبرز وأقوى المنافسين، برشلونة.

قبل المباراة تعرّض بايرن لموجة ضخمة من الإصابات التي ضربت أهم أعمدة الفريق مثل فيليب لام وريبيري وروبن وألكانتارا وألابا، ووضح النقص في العناصر المهمة للفريق في مباراة الذهاب في إسبانيا، والتي تلقى فيها الفريق هزيمة ثقيلة بثلاثية نظيفة، سجلت في الرمق الأخير من المباراة، بعد أن فشل الفريق في الحفاظ على نظافة شباكه وسقط أمام ضغط وهجوم الفريق الكتالوني، وبراعة النجم الأرجنتيني ميسي.

في مباراة الإياب كانت المهمة شبه مستحيلة، وتعقدت تمامًا مع إنهاء برشلونة للشوط الأول متقدمًا بنتيجة 2-1، ولم تسعف العودة القوية للفريق الألماني في الشوط الثاني وتسجيله لهدفين، ليفوز بنتيجة 3-2، لكنه أقصي من البطولة بعد خسارته في مجموع المباراتين بنتيجة 3-5.

مع تكرار سيناريو جوارديولا مع الفريق الألماني في هذا الموسم، تغيرت المعطيات بعض الشيء، عندما أعلن المدرب الألماني أنه لن يستمر في قيادة النادي الذي أعلن بدوره تعيين المدرب الإيطالي الشهير كارلو أنشيلوتي خلفًا للمدرب الإسباني ليقود الفريق من بداية موسم 16/17.

واصل بيب اكتساحه للمسابقة المحلية، وأصبح بايرن على بعد خطوات من التتويج باللقب للموسم الرابع على التوالي والثالث تحت قيادة المدرب الإسباني، كما نجح الفريق في الوصول لنهائي الكأس المحلية وضرب موعدًا مع الغريم التقليدي والمنافس الرئيسي هذا الموسم بروسيا دورتموند.

الاختبار الأكبر لبيب ومسيرته مع بايرن كان في دوري الأبطال، وبعد أن نجح الفريق مع المدرب الإسباني في الوصول لنصف النهائي للموسم الثالث على التوالي، ليجد الفريق أمامه عقبة إسبانية مرة أخرى، تشكلت في أتلتيكو مدريد ومدربهم المتألق دييجو سيميوني.

بيب كان يعلم تمامًا أن هذه فرصته لإسكات كل منتقديه ومهاجميه الذين انتقدوا أسلوبه وطريقته، بل ورأوا أن ذلك هو السبب في عدم نجاح الفريق في دوري الأبطال.

خسر جوارديولا مباراة الذهاب في إسبانيا بهدف نظيف، وجاءت مباراة العودة في ألمانيا ودخل الفريق بشكل رائع وتقدم بهدف وكان بإمكانه مضاعفة النتيجة بهدف آخر، لكن توماس مولر أهدر ضربة جزاء كانت ستعطي سيرًا مختلفًا للمباراة.

في الشوط الثاني، غير سيميوني من طريقة لعبه وأضفى بعض الإضافات الهجومية التي خففت من الضغط على دفاعه، ونجح اتلتيكو مدريد في تعديل النتيجة وتعقيد الأمور على الفريق الألماني، وحاول بايرن العودة ونجح في تسجيل هدف ليتقدم بهدفين مقابل هدف، وبات بحاجة لهدف آخر للتأهل، لكن الأمور لم تسر بشكل مثالي للفريق وكاد ان يخسر تقدمه بعد أن احتسبت ركلة جزاء للفريق الإسباني لكن حارس الفريق البافاري مانويل نوير تصدى لها وحافظ على آمال الفريق في التأهل لكن الوقت داهم الفريق وخسر بايرن للموسم الثالث على التوالي في نصف النهائي ومن فريق إسباني للمرة الثالثة على التوالي.

بكل تأكيد، انتهى عهد جوارديولا مع البايرن.. فشل المدرب المميز في إنهاء مسيرته مع النادي بلقب دوري الأبطال، اللقب الذي كان يرغب فيه هو بدرجة مماثلة لإدارة وجماهير النادي، اللقب الذي كان سيدافع عن فلسفته وطريقة لعبه وتعامله مع مجريات اللعب، الطريقة التي تعرضت لانتقادات رهيبة خلال فترته مع الفريق الألماني وأمام كل فشل في الوصول لنهائي دوري الأبطال وتحقيق لقب البطولة الأغلى أوروبيًا، حيث لن تشفع له سيطرته المحلية على الدوري فشله في تخطي الدور نصف النهائي لثلاثة مواسم متتالية بعد أن وصل العملاق البافاري للدور النهائي ثلاث مرات في آخر أربع سنوات قبل تولي جوارديولا القيادة الفنية للفريق، مما سيؤدي لحكم الكثيرين على إجمالي فترته مع بايرن بالفشل أو النجاح المنقوص المخيب للآمال على أقل تقدير.




قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية