قال اللواء محمود الرشيدى، مساعد وزير الداخلية السابق، ومدير الإدارة العامة للوثائق والمعلومات سابقاً، إن ألعاب الكمبيوتر لا يوجد عليها أية رقابة حكومية، لأنها تندرج كنوع من أنواع الإبداع الفكرى من المصنع، وتعتبر مجرد خيالات للمبرمج، مؤكداً أنه لا يوجد هناك رقابة نحو أى إبداع فكرى تكنولوجى.
وأضاف «الرشيدى» فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن هذه الألعاب يوجد بها جزء مخابراتى من الدول الغربية، بهدف تسريب معلومات وشائعات لإحداث بلبلة فى دول معينة تستهدفها أجهزة المخابرات الأمريكية، للتنبؤ بما سيحدث فى هذه الدول، مثلما حدث فى غزو أمريكا للعراق، صدرت قبلها ألعاب تحاكى الحرب، وكان الجيش الأمريكى فيها لأول مرة يحارب فى الصحراء، ثم تلاها التطبيق العملى الواقعى فى عملية الغزو.
وتابع أن الخطورة فى هذه الألعاب تكمن فى استخدامها كوسيلة اتصال بين أعضاء التنظيمات الإرهابية، عن طريق أكواد وشفرات معينة، مثلما حدث فى أحداث التفجيرات الأخيرة التى شهدتها فرنسا، عن طريق تواصل العناصر الإرهابية فى غرف الدردشة فى هذه الألعاب، ما يصعب مراقبتها.
وأوضح «الرشيدى» أن إمكانية منع هذه الألعاب ممكنة فنياً، عن طريق منع الطريقة التى تدخل بها هذه الألعاب لمصر، أو مواقع نشرها وبثها، قائلا: «لو بتنزل من على النت سهل نحط المواقع دى فى البلاك ليست»، ومنع بثها فى الدولة، ولكن الصعوبة هنا تكون أن الألعاب أصبحت تنقل عن طريق «السى دى»، إلى جانب أنها مكلفة جداً، فى ضوء أن شركات الإنترنت ليست ملكاً للحكومة، وإنما لشركات خاصة، وبالتالى الرقابة عليها لن تكون مقبولة من هذه الشركات. كما أنه من السهل على الشركات المصنعة لهذه الألعاب تغيير المواقع التى تحجبها الدولة، وإعادة نشرها، مثلما يحدث فى المواقع الإباحية، فى ظل التطور التكنولوجى، وتعارض المنع مع حرية المعلومات، مشدداً على أن التوعية المجتمعية وتفعيل دور الدولة ومنظمات المجتمع المدنى والمدارس والجامعات بأن مصر مستهدفة هو الحل، إلى جانب بدء تصنيع ألعاب عربية نابعة من بيئتنا، قائلا «طول ما إحنا أسرى ومستخدمين للتكنولوجيا الغربية لا نلوم إلا أنفسنا»، وأن كل مؤسسات الدولة حتى العسكرية منها تستورد أجهزتها الإلكترونية من الغرب، مثلما حدث عام 2009 وعاشت مصر فى ظلام معلوماتى وانعزال عن العالم بسبب انقطاع كابل الإنترنت فى البحر، لذا يجب ضخ استثمارات عربية فى صناع التكنولوجيا.
وشدد «الرشيدى» على أن مصر والوطن العربى يتعرضان لغزو فكرى ثقافى تكنولوجى، لافتا إلى أن ما حدث فى دول ثورات الربيع العربى سبقه غزو فكرى تكنولوجى لهذه الدول تنبأ بهذا، ونجح فى تأهيل الشباب العربى وتصدير العفن لهم، وكانوا مهيئين لحمل السلاح، مما جعلهم يقلدون ما يرونه فى هذه الألعاب، وهو الغريب عن مجتمعاتنا وثقافتنا العربية.
واستطرد: «هذه الألعاب نوع من أنواع حروب الجيل الرابع، لأنها حروب معلوماتية، بعدما وجد الغرب أنه من السهل غزو الدول التى يستهدفها فكرياً أسهل من الغزو العسكرى المكلف، ودفع هذه الدول إلى تدمير أنفسهم بأنفسهم، وإفقادهم الثقة فى قياداتهم».
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن مصر الآن تعيش فى دولة «الفيس بوك»، وأن السوشيال ميديا، أخطر وسائل التجسس الحديثة، وهناك دراسات غربية تستهدف اهتمامات الشباب العربى من بعد ثورة 25 يناير.