x

حمدي رزق هل عاد رئيس الوزراء من الجونة؟ حمدي رزق الثلاثاء 03-05-2016 21:23


الدنيا مقلوبة والمهندس شريف إسماعيل فى إجازة، رئيس الوزراء بيشم النسيم فى «الجونة» ورائحة الشياط السياسى تزكم الأنوف فى القاهرة، صمت رئيس الوزراء غريب ومريب، نفس الصمت يتكرر فى كل الأزمات السياسية، تصدير للرئاسة.

فى أزمة الداخلية مع نقابة الأطباء لم يتدخل حازماً حاسماً لإنهاء الموقف المشتعل، ولم يأمر وزيريه، الداخلية والصحة، بقطع الخطى إلى «دار الحكمة» لجسر الهوة، وتطييب الخواطر، وعندما تحرك متأخراً كان قطار الأزمة غادر «دار الحكمة» إلى فضاءات أوسع، ولاتزال سحابات الأزمة تظلل الجميع.

وفى أزمة نقابتنا العريقة، لم يرفع رئيس الوزراء حتى التليفون على النقيب يحيى قلاش ليتبين ما جرى من وزيره، ويقف على حقيقة الموقف، ويعد بما يستوجب عمله إحقاقا للحق، لا يكتفى بالاستماع إلى وزيره، واعتماد رواية الداخلية، السكوت عن الأزمة من علامات الرضا عما جرى.

رئيس الوزراء أخشى يتناسى مسؤوليته السياسية عما يصدر عن أعضاء حكومته، وكبار مسؤوليه، ورؤساء الأجهزة الأمنية منها والسياسية والخدمية، إذا تعثرت قدم مواطن فى حفرة رئيس الوزراء مسؤول عنها، النار التى تشتعل فى ثياب وزير الداخلية ليست بعيدة عن مجلس الوزراء، ووزير الداخلية عضو فى الحكومة، والمسؤولية كالسيئة تعم.

أين الاجتماع الطارئ للحكومة، النقابة تعقد جمعية عمومية غاضبة، ورئيس الوزراء ممدد رجليه فى مياه «الجونة»، إذا كان رئيس الوزراء يظن أن هذه الأزمة لا تخصه باعتبارها أزمة سياسية، فلنبحث لنا عن رئيس وزراء سياسى، ويكتفى سيادته بالاكتشافات الغازية، باعتبارها أنفع وأبقى.

أن ينتظر رئيس الوزراء مناقشة هذا الحريق السياسى حتى يلتئم مجلس الوزراء، اليوم «الأربعاء»، وينهيه بسطر عن الأزمة فى بيان، يخسر كثيراً، وإذا كان ينتظر التعليمات الرئاسية دون المبادرة بحلول تفكك الأزمة وتحلحل المواقف، لا أقول قرارات حاسمة لأنها ليست متوقعة من سيادته، فى الحالتين أخشى ليس لدينا رئيس وزراء بالمعنى المفهوم، الله يرحم الدكتور فؤاد محيى الدين، والدكتور مصطفى خليل، وغيرهما كثير، فى وجودهم كان يتم تجنيب الرئيس هذه المواقف السياسية التى تحل من أقصر الطرق، وليس أقصر من الطريق إلى «دار الحكمة» إلا الطريق إلى نقابة الصحفيين.

لن أسأل عن الدور المفترض للواء أحمد جمال الدين مستشار الرئيس للشؤون الأمنية فى أزمة أمنية/ سياسية، وهو على علاقة وطيدة بالداخلية، وطيبة مع النقابة، ومن بين مسؤولياته الرئاسية، لماذا لأن الأولى بالأزمة رئيس الحكومة، وعندما يسجل رئيس الحكومة غياباً كاملاً، لم نسمع حتى صوت المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، فلا تسل عن اللواء جمال الدين، مضطرون أن نطلب من الرئيس التدخل لأنهم لا بيحلوا ولا بيربطوا!!

ليست مقارنة على الإطلاق، ولا أستحضر المهندس إبراهيم محلب فى الأزمة، لو كان محلب رئيس وزراء لكان على سلم النقابة من فوره وسط الغاضبين، يعرف جل الصحفيين بالاسم، وبينه وبين الكثير منهم مودة، ولجلس إليهم على السلم، وشاورهم فى الأمر، وخرج فى مظاهرة حب وحفاوة، محلب دخل النقابة العديد من المرات تؤهله لجدول الأصدقاء.

رئيس الوزراء ليس مهمته متابعة تقارير الوزراء، دوره أكبر من هذا بكثير، دوره سياسى فى المقام الأول، لم يحدث هذا الانكشاف السياسى للرئيس إلا بعد رحيل محلب، محلب كان يتلقى الصدمات السياسية فى صدره، وصدره يتسع للحوار، ويملك موهبة النفاذ إلى المختلفين، واحتواء المعارضين، وصادقاً إذا وعد، حاسماً فى الخطأ، ولديه فضيلة الاعتذار إذا استوجب الاعتذار، دون أن يصغّر خده للناس، ويجله المحترمون حتى وإن كانوا معارضين، رئيس وزراء فاهم طبيعة الدور، وطبيعة المهمة السياسية القاسية فى هذا الظرف السياسى الدقيق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية