رغم «الهدوء النسبى»، الذى شهده اليوم الثانى لتقديم أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشعب بالقاهرة الكبرى، وقع العديد من المشادات بين المرشحين وقوات الأمن، الأمر الذى وصل إلى تقديم شكاوى إلى اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات ومذكرة إلى النائب العام، بالإضافة إلى تهديد العديد من المرشحين بالاعتصام أمام مقار مديريات الأمن.
أخبار متعلقة
فى القاهرة، شهدت مديرية الأمن إقبالاً ضعيفاً فى اليوم الثانى، حيث تقدم 85 مرشحاً بينهم 4 سيدات على مقعد الكوتة، مقارنة بـ307 مرشحين فى اليوم الأول بينهم 12 امرأة، فيما لم يتمكن الصحفيون من دخول مقر لجنة تلقى أوراق المرشحين إلا بعد مرور ساعتين من فتح الباب لانشغال ضباط العلاقات العامة بالمديرية باجتماع مع مساعد وزير الداخلية.
ومن أبرز المرشحين، الذين تقدموا بأوراقهم نادية أحمد الصباحى، ابنة رئيس حزب الأمة السابق، التى تشغل موقع نائب رئيس الحزب حالياً وتقدمت على مقعد الكوتة فى جنوب القاهرة.
وقالت لـ«المصرى اليوم»: «رشحت نفسى، امتداداً لتاريخ والدى السياسى واستكمالاً لمسيرته».
وأضافت: «أريد أن أثبت أن المرأة قادرة على تقديم نموذج مشرف لـ(النائب المعطاء)، وستكون الحلول المقدمة تحمل منظوراً إسلامياً مثل المنهج، الذى كان يتبعه والدى».
وتقدم النائب علاء عبدالمنعم عن حزب «الوفد» على مقعد «الفئات» بدائرة الدرب الأحمر وأحمد سالم عن «الوفد» لمقعد العمال بنفس الدائرة.
وقال عبدالمنعم إن إجراءات التقديم ميسرة ولا توجد تعقيدات ونأمل أن تكون الانتخابات بنفس السهولة، وأضاف: «نريد أن تعبر الانتخابات المقبلة عن إرادة الأمة»، مضيفاً أن الوفد سيدير معركة شرسة ومن حديد فى دائرة الدرب بمرشحيه النائب الحالى والنائب السابق عن الحزب الوطنى أحمد سالم.
فيما أوضح سالم أنه انضم للوفد من تلقاء نفسه بعد أن تأكد أن الوفد له دور سياسى محترم، وأكد أنهما سيواجهان أى محاولات للتزوير أو البلطجة بيد من حديد.
وتمكن 6 من مرشحى الإخوان بالجيزة، من تقديم أوراق ترشحهم ووصل عدد المتقدمين 18 مرشحاً فى اليوم الثانى لتقديم الأوراق، فيما سجل 70 مرشحاً أسماءهم فى كشف الحضور.
ووقع بعض المشادات بين المرشحين وقوات الأمن بسبب ما وصفه المرشحون بـ«التباطؤ فى تسجيل أسماء المرشحين ودخولهم إلى مقر اللجنة».
وانفعل النائب الإخوانى عزب مصطفى وهدد بالاعتصام، وقال «عزب» لـ«المصرى اليوم» إن مرشحى «الإخوان» حضروا من السابعة صباحاً حتى يكونوا أول المتقدمين لإزالة أى عراقيل أمامنا من التى يفتعلها الأمن.
وأوضح أن منهم لم يتمكن من تقديم أوراقه حتى العاشرة والنصف.
وقدم 26 مرشحاً مذكرة للنائب العام ورئيس اللجنة العليا للانتخابات، اعتراضاً على منعهم من الوصول إلى مكتب رئيس لجنة تلقى الطلبات وتقديم أوراقهم على مدار يومين ووضع «كردون» أمنى للحيلولة دون الوصول إلى رئيس اللجنة. وذكروا فى شكاواهم أنه تمت مصادرة هواتفهم المحمولة ومعاملتهم بطريقة «سيئة» - حسبما جاء بالمذكرة - ووقوفهم فى طابور طويل قبل الوصول إلى السرادق المعد لاستقبال المرشحين، وطالبوا فى مذكرتهم باتخاذ اللازم قانوناً وتحرير محضر بالواقعة والبت فى المذكرة وإصدار أوامر بتمكينهم من تقديم أوراق الترشيح.
وطالب عدد من المرشحين بتوفير أكثر من قاض لتلقى طلبات الترشيح، معللين ذلك بأن استمرار الوضع على هذا الحال لن يمكنهم من تقديم أوراقهم.
يذكر أن قوات الأمن منعت دخول الصحفيين، بينما سمحت بدخول القنوات الفضائية وبسؤالهم، قالوا: «هذه تعليمات أمنية ولابد من وجود تصريح من اللجنة العليا للانتخابات بشكل قطعى».
وهدد المرشح يوسف شحاتة حامد، عن حزب مصر العربى الاشتراكى جبهة «وحيد الأقصرى»، بالاعتصام أمام اللجنة بسبب عدم ترتيب أوراق المرشحين بأولوية الحضور، وأضاف أن رقمه بالأمس كان 27 فى الحضور، بينما فوجئ أمس بأنه رقم 61.
تقدم لمديرية أمن حلوان نحو 15 مرشحاً حتى الساعة الأخيرة من يوم أمس، قبل إغلاق الباب، بينهم سيدتان وهما كاريمان أحمد إبراهيم على مقعد العمال بدائرة المعادى وزينات عبدالمعطى على مقعد الكوتة فئات بحلوان.
كما قدم ثلاثة مرشحين شكوى إلى اللجنة العليا للانتخابات، اعتراضاً على رفض اللجنة قبول أوراقهم لعدم استيفائهم بعض البيانات والأختام واستجابت اللجنة العليا للشكوى وقامت بالاتصال بالمديرية، التى وافقت على قبول الأوراق.
قال إبراهيم إسماعيل، أحد الشاكين، المرشح على مقعد العمال بحلوان، إنه تم منعه واثنين آخرين من تقديم أوراقهم فتوجهوا إلى قسم شرطة حلوان وأكد لهم المسؤولون بالقسم أن الأوراق «سليمة» وهو ما دفعهم لتقديم شكوى للجنة العليا للانتخابات.
وقال علاء الدين إبراهيم، المرشح على مقعد الفئات بالمعادى، إنه وصل إلى مقر اللجنة فى اليوم الأول فى حدود الثانية ظهراً وفوجئ بإغلاق باب التقديم، مما اضطره للحضور فى اليوم الثانى.
فيما رفض قبول أوراق حنان على فضل، المرشحة على مقعد الكوتة عمال، لوجود خطأ فى بطاقة الانتخاب الخاصة بها والفيش الجنائى.
وشهد اليوم الثانى لقبول أوراق المرشحين بمديرية أمن 6 أكتوبر مرونة أكثر من اليوم الأول، الذى تم خلاله سحب التليفونات المحمولة من جميع المرشحين ومنعهم من التحدث خارج السرادق، وتم قبول أوراق 12 مرشحاً.
ولم يخل اليوم الثانى من المفارقات، منها حضور محمود لطفى، النائب السابق بدائرة أوسيم، المتقدم للمجمع الانتخابى للحزب الوطنى، معلناً ترشحه مستقلاً.
وقال لطفى لـ«المصرى اليوم»: قررت «الانشقاق» عن الحزب الوطنى لتأكدى من أن الانتخابات الداخلية لـ«الوطنى» لا تخرج عن كونها «مسرحية» الهدف منها وضع المرشحين فى «قفص» وتجميل «الوجه القبيح» للحزب بادعاء الشفافية فى اختيار المرشحين.
