x

اللواء سعيد شلبي مدير أمن القليوبية: كل قطاعات «الداخلية» ساهمت في نجاح حملة المثلث الذهبي

الأحد 01-05-2016 23:37 | كتب: عصام أبو سديرة |
المصري اليوم تحاور«اللواء سعيد شلبى »،مدير أمن القليوبية المصري اليوم تحاور«اللواء سعيد شلبى »،مدير أمن القليوبية تصوير : أسامة السيد

أكد اللواء سعيد شلبى، مدير أمن القليوبية، أن قوات الأمن استطاعت القضاء على أسطورة «الجعافرة»، بفضل التناغم بين مختلف الإدارات بالوزارة، معبراً عن آماله في استقرار الأوضاع الأمنية بمنطقة المثلث الذهبى، ذائعة الصيت بالاتجار في المواد المخدرة، عقب نجاح الحملة التي بدأت نهاية فبراير الماضى والمستمرة حتى الآن، والتى تمكنت من القبض على 97 متهما من بينهم 8 لقوا حتفهم في مواجهات مع الأمن.

وأضاف شلبى، في حوار لـ«المصرى اليوم»، أنه تقرر تشييد نقطة شرطة في قلب قرية الجعافرة، ضمانا لعدم عودة تجارة المخدرات إلى المنطقة مرة أخرى، مشيراً إلى أن فريق بحثى عالى المستوى يطارد ذيول عصابة الدكش، وعلى رأسهم أمين موسى، وكشف أن المحافظة قررت صرف تعويضات للأهالى والمزارعين الذين تضرروا بتجريف أراضيهم خلال الحملات الأمنية، خلال شق طرق جديدة في مناطق سيطرة العصابة التي تم القبض على معظم أفرادها..

وإلى نص الحوار:

■ هل انتهت الحملات الأمنية على منطقة المثلث الذهبى؟

- لا.. فما زال هناك هارب وحيد، هو أمين موسى، وقد شكلنا فريق بحث عالى المستوى لمطاردته والقبض عليه، إلا أن المعلومات تشير إلى عدم تواجده بنطاق محافظة القليوبية، بالإضافة إلى أننا نجهز الآن نقطة شرطة جديدة في قلب منطقة الجعافرة، سيبدأ بها العمل فور الانتهاء من إجراءات التشطيب

■ أين ستكون نقطة الشرطة الجديدة؟

- في قلب منطقة الجعافرة، وهى عبارة عن مبنى تابع لمديرية الشؤون الاجتماعية، لم يكن مستخدما في شىء، وحصلنا على موافقة من الدكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية، لاستغلال المبنى في تجهيزه كنقطة شرطة جديدة، وسيتم دعمها بضابطى مباحث ونظام وخدمات أمنية، وكذلك سيتمركز لواء شرطة ومدرعتان في النقطة، على الأقل خلال الفترة المرحلية الأولى، حتى تكون القوات جاهزة للتدخل فورا في مطاردة أعمال البلطجة والسرقات والاتجار في المواد المخدرة ومأموريات الضبط لضمان عدم عودة النشاط، وليس انتظار القوات من مدينة بنها، عاصمة المحافظة، كما تم تدعيمنا أيضا من إدارة مكافحة المخدرات بضابطين إضافيين.

■ حدثنا عن كواليس الحملة الأمنية المكبرة على الجعافرة؟

- بدأنا الحملة المكبرة، يوم 28 فبراير الماضى، وهى مستمرة حتى الآن، لضبط كل العناصر المتهمة بالاتجار في المواد المخدرة، وحققت الحملة نتائج جيدة، سواء من حيث ضبط 97 متهما، وتصفية 8 قاوموا القوات بالأسلحة النارية، وضبط العشرات من قطع الأسلحة النارية المتنوعة، وكميات كبيرة من المواد المخدرة بكافة أنواعها، ومبالغ مالية ضخمة.

■ هل شارك مع أجهزة الأمن بالقليوبية أي قطاعات أخرى بالداخلية؟

- كل القطاعات بوزارة الداخلية شاركت في مأموريات الحملة على المثلث الذهبى، بدءاً من قطاع الأمن العام، وقطاع الأمن المركزى، وقطاع الأمن الوطنى، وقوات الأمن بالقليوبية، وإدارة التوثيق والمعلومات والتى كانت مختصة بفحص الهواتف والأرقام الهاتفية المسجلة عليها، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة، والتى كان لها دور مهم في الكشف عن المواد المخدرة، المدفونة في المزارع والمخبأة في قصور المتهمين، فنجاح الحملة كان بسبب العمل الجماعى أولا وأخيرا، وتوجيهات وزير الداخلية.

■ ماذا عن نشاط عائلة الدكش وأتباعها في الاتجار في المخدرات وكيف تم ضبطهم؟

- الإخوة الثلاثة، أبناء حافظ أمين الدكش، الذي يبلغ من العمر 61 عاما، والذى تزعم العصابة الإجرامية في المنطقة لمدة تجاوزت الثلاثين عاما، وكان عليه عشرات القضايا التي تم ضبطه على إثرها، فيما تم القبض على فرج حافظ، أحد أبناء الدكش، عام 2006، وبقى الشقيقان محمد وأمين، متزعمين عددا من الأتباع والأعوان، وكونا عصابة إجرامية تخصصت في الاتجار بالهيروين تحديدا، بجانب سرقة السيارات وقطع الطرق.

■ ذكرت أن العصابة خرجت من القرية بسبب الحملات الأمنية.. كيف كانوا يديرون نشاطهم؟

- نتيجة للحملات الأمنية المتلاحقة فيما سبق على قرية الجعافرة، خرج أفراد العصابة، وشيدوا منازل وفيلات وقصورا في الزراعات يصعب الوصول إليها، خزنوا فيها بضاعتهم وأسلحتهم، وذلك في مناطق تقع في دائرة المثلث الذهبى، وانتهجوا أساليب دولايب المخدرات المتحركة، حيث يقف «السريحة» على الطرق الزراعية والمدقات، فيما تقوم تكاتك بنقل الزبائن إليهم من أماكن متفرقة ومن قرية الجعافرة نفسها مقابل 5 جنيهات للزبون الواحد، على أن يتحصل الزبائن على المخدرات، ثم تعود بهم التكاتك إلى حيث أتت بهم.

■ ما هي أنواع الأسلحة التي تم ضبطها خلال الحملة؟

- أسلحة متعددة الطقات وآلية وطبنجات وبنادق متنوعة وذخيرة حية وأوقية ضد الرصاص وقنابل وبنادق قنص، وعثرنا أيضا على «آر. بى. جي»، وهو سلاح تسبب في تأخير مأموريتنا في القبض على محمد الدكش، لمدة يوم إضافى، حيث اضطرنا إلى أخذ الاحتياطات اللازمة بعدما وردتنا معلومات بحيازته لسلاح ثقيل، واعترف الدكش بعد القبض عليه، بأنه اشترى «آر. بى. جي»، من أحد الأشخاص من محافظة مرسى مطروح، والذى أحضره له من دولة ليبيا عن طريق أساليب التهريب، حيث اشتراه بنصف مليون جنيه، والمفاجأة أن الدكش اعترف بأنه لا يعرف كيف يستخدمه، وإنما حازه لمجرد التخويف.

■ هل وجدتم أموالا خلال الحملات وعملات صعبة؟

- عثرنا على حوالى مليون و200 ألف جنيه متفرقة، وكمية محدود جدا من الدولارات، وكميات من الذهب والمجوهرات، وأجهزة لاسلكى، كان يستخدمها أفراد العصابة للاتصال والتحرك، بعيدا عن الهواتف المحمولة التي قد تراقبها أجهزة الأمن بإذن النيابة العامة وتمكن الأجهزة من الوصول إليهم.

■ هل قاوم الدكش وشقيقه القوات أثناء القبض عليه؟

- لا لم يقاوما، واعترف الدكش بأنه في إحدى المأموريات خلال الفترة الحالية، كتم أنفاسه وانبطح في الحشائش هو وأحد معاونيه، أثناء مرور القوات، وكان على بعد أمتار منا، واكتشفنا فيما بعد أيضا أن مكان اختباء «كوريا» أحد متهمى العصابة الخطرة والذى تمت تصفيته، والذى كان يقيم في حوض بدر الدين بالقرب من ترب السليمانية، وأجبرنا عدد منهم على تسليم نفسه من بينهم على السمرى، قاتل النقيب إيهاب جورجى، حيث سلم نفسه للقوات المتمركزة في الجعافرة، وكذلك شقيقة الدكش سلمت نفسها.

■ هل كان الدكش وشقيقه مدمنين للهيروين؟

- محمد لم يكن مدمنا للهيروين، اقتداء بوالده حافظ أمين، وهو حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق، وكان يستعين بأعوانه في «تذكرة الهيروين» أي تعبئته في تذاكر لبيعها إلى المدمنين الأثرياء وغيرهم، أما أمين فكان مدمنا، ربما بسبب استنشاقه لغبار الهيروين أثناء التذكرة أكثر من مرة، وكوريا أيضا كان مدمنا، وعثرنا بحوزته عقب تصفيته على سرنجات وتذاكر للمخدر القاتل.

■ سمعنا أن الدكش كان يملك مركزا للشباب؟

- بالفعل، وكان يضم المركز حمام سباحة وصالة جيم وملاعب رياضية، ويستخدمها في الحصول على دخل مادى عليه يفوق 10 آلاف جنيه في اليوم، وكذا ترويج بضاعته على الشباب، وكان بصدد إنشاء مول تجارى في المنطقة.

■ ماذا عن الأنشطة الأخرى الإجرامية في المنطقة؟

- العصابات كانت تنتهج عمليات سرقة السيارات تحت تهديد الأسلحة وسرقوا سيارات عدد من المشاهير من بينهم عبدالمنعم أبوالفتوح والمخرج السينمائى خالد يوسف، ومحمود بدر، مؤسس حركة تمرد، وأحد نواب الوزراء، وسيارة أحد الضباط استولوا عليها خلال المأموريات الأخيرة وتمكنا من استعادتها، بجانب أن هناك نشاطا إجراميا في باسوس في تجارة المواد المخدرة، وضبطنا مؤخراً حوالى 20 كيلو حشيش، بجانب نشاط الاتجار في الدقيق المدعم، حيث ضبطنا حوالى 230 طن دقيق مدعم يتم خلطه بالردة وبيعه على أنه فاخر.

■ وماذا كان رد فعل الأهالى عقب القبض على ابنى الدكش؟

- أخذت الدكش عقب القبض عليه وعدت به إلى منطقة سيطرته لإرشادنا عن أماكن إخفاء الأسلحة والمخدرات، وأثناء خروجنا به من الزراعات، فوجئت بعدد من الأهالى وقد نظموا مظاهرة فرحا بالقبض عليه، وأطلقوا الزغاريد ابتهاجا بسقوطه في قبضة الأمن، والآن عاد الأهالى إلى حياتهم الطبيعية عقب فترة من التوترات الأمنية بالمنطقة بعد تعاملنا مع العصابة، وعادت المواصلات إلى طرقها الطبيعية من وإلى الجعافرة والقرى المحيطة بها.

■ هل تسببت الحملات في أي أضرار للأهالى والمزارعين؟

- بالفعل، أثناء عملياتنا في شق الطرق وسط الزراعات، تم تجريف عدد من الأراضى، وشكلت محافظة القليوبية لجنة لصرف التعويضات للأهالى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية