كشف تقرير وحدة تطوير المناطق العشوائية بالمنيا عن سوء الحالة الإنشائية لـ13 عمارة سكنية للإيواء، بحى جنوب مدينة المنيا، تضم 884 وحدة، مشيراً إلى إصابتها بالشيخوخة، وتعرضها للانهيار على سكانها الذين يتجاوزون عشرات الآلاف، مما ينذر بحدوث كارثة، فيما ناشد اللواء طارق نصر، المحافظ، المؤسسات المدنية ورجال الأعمال المساهمة في إعادة بنائها.
وأكد التقرير أن العمارات أقيمت منذ 25 عاماً على مساحة 4 أفدنة بمنطقة السلخانة لإيواء سكان عشش «الصباحية» بصفة مؤقتة في وحدات لا تزيد على غرفة وصالة لكل أسرة، إلا أنها تحولت مع مرور الزمن إلى سكن دائم وتمت إساءة استخدامها، حيث انتشرت عمليات بيع وشراء الوحدات.
وقدمت الوحدة في اجتماع برئاسة المحافظ عرضاً لتطوير العمارات، وقدرت التكلفة بنحو 20 مليون جنيه، مشيرة إلى أنها تعانى التهالك سواء في الحالة الإنشائية أو حالة المرافق بها، وكذا زيادة الكثافة السكانية داخل وحداتها.
واستعرضت الحلول المقترحة للمشكلة منها إخلاء السكان وهدم العمارات وبناء أخرى بديلة، عقب توفير التمويل من خلال تجهيز وحدات تجارية بالدور الأرضى وبيعها وإعادة تسكين الأهالى مرة أخرى بالعمارات الجديدة بعد تنفيذ خطة للبرامج الاجتماعية والاقتصادية لرفع الوعى لدى السكان ورفع المستوى الاجتماعى والدخل، من خلال التعاون مع إحدى منظمات المجتمع المدنى، ويتحقق ذلك عن طريق توفير قرض إسكان من أحد البنوك، على أن تتحمل كل أسرة قيمة ذلك على المدى المحدد، 10 سنوات، ويتم نقل السكان لعمارات الأولى بالرعاية، أو عمارات الإسكان الاجتماعى، على أن يتحمل السكان سداد القيمة الإيجارية الشهرية، والالتزام بشروط تخصيص الوحدات.
وأكد المحافظ، خلال الاجتماع، أهمية تنفيذ هذا المشروع الذي يرتقى بالمستوى الاجتماعى للفرد والمجتمع بأسره، داعيا مؤسسات المجتمع المدنى ورجال الأعمال للمساهمة فيه، لأنه سيعد نقلة كبيرة لتحسين وتطوير حياة قطاع كبير من المواطنين.
وقال المهندس نيازى مصطفى، مدير وحدة تطوير المناطق العشوائية بالمحافظة، إن تطوير تلك العمارات محاولة لإيجاد حلول تنفيذية واقعية وفق رؤية مستقبلية متوسطة الأجل لمشكلة عمارات الإيواء التي تعانى العديد من المشكلات مثل ارتفاع نسبة البطالة وزيادة نسبة الأمية وارتفاع نسبة الفقر وانخفاض مستوى المعيشة وغياب التواجد الأمنى، حيث تمثل العمارات خطراً كبيراً على قاطنيها نظراً لسوء حالتها واحتمال انهيارها.
قال عبدالمنعم وجيه محمد «48 سنة» عامل، يقيم في إحدى العمارات، إنه تسلم وحدة سكنية بالإيواء منذ أكثر من 25 عاما، عقب إقامة كوبرى المنيا ونقل سكان عشش الصباحية، إلى تلك العمارات، حيث أصبحت الآن متهالكة، ولا تصلح للسكن بسبب سوء حالة دورات المياه ووجود شروخ بالحوائط، مطالبا بإعادة بنائها مع احتفاظ السكان بوحداتهم السكنية.
وأضافت راضية محمد أحمد دسوقى، 54 سنة، ربة منزل، أن زوجها توفى منذ عدة سنوات وتركها تعيش في وحدة سكنية بالدور الثانى بالعمارة رقم 6، ومعها 4 من أحفادها، حيث تعانى من مرض وتحصل على العلاج الكيماوى، وطالبت المسؤولين بالتدخل لإعادة بناء العمارات، حفاظا على حياة السكان، خاصة بعد انتشار الأمراض بينهم وسوء حالة الوحدات المهددة بالانهيار.
وطالب حجاج عماد أحمد، «45 سنة» أحد السكان بإزالة العمارات وإعادة بنائها، مع تدبير أماكن بديلة لحين الانتهاء من إعادة البناء.
وقالت هبة محمد رضوان «38 سنة» من السكان، إن حديد التسلح المتهالك ظهر من الأسقف، وتسربت مياه الصرف الصحى من دورات المياه العلوية، ما يؤدى إلى تلوث البية، وانتشار الباعوض، والأمراض، وهو ما تسبب في إصابتها بمرض مزمن حساسية بالصدر.
وأضافت صباح عيسى السيد «48 سنة» أن زوجها مصاب بالفشل الكبدى، وأنها اضطرت لبيع الخضروات للإنفاق على أسرتها، وطالبت الرئيس السيسى بسرعة التدخل لإعادة بناء الوحدات السكنية.
وأشار أشرف صلاح محمد «53 سنة» خباز، إلى أن عددا من سكان الوحدات يعانون من الأمراض الجلدية والصدرية، بسبب انتشار الباعوض والروائح الكريهة، وحياتهم معرضة للخطر في حالة انهيار العمارات.
وأشار العقيد أشرف جمال، عضو مجلس النواب عن دائرة بندر المنيا، إلى أن المسؤولين لم يهتموا بالفقراء الذين يعيشون في هذه المساكن، ما تسبب في إصابتهم بالأمراض وتعرضهم للخطر، مشيرا إلى أن الحل الوحيد إعادة بناء الوحدات، لتتناسب مع آدمية السكان وتحافظ على صحتهم، مشيرا إلى أنه تقدم بطلبات عاجلة لرئيس الوزراء ووزير الإسكان لإعادة بناء المساكن.