x

"أن تكون رجلا" فى معرض «هدى لطفي» بالتاون هاوس

الأربعاء 10-03-2010 17:45 | كتب: لويز سارانت |
تصوير : لويز سارانت

في معرضها الفني الذى يحمل عنوان "أن تكون رجلا"، تركز الفنانة والمؤرخة الثقافية «هدى لطفي» على مفهوم الرجولة، وكون القيام بدور الرجل قد يكون مليئا بالقيود مثلما هو الحال مع المرأة.

بعبور الأضواء المبهرة خارج قاعة الـ"تاون هاوس" حيث يقام المعرض، يجد الزائر نفسه وقد انطلق في رحلة فنية يشاهد فيها أشكالا معدومة الحركة، مفتولة العضلات، ذات قوام رياضي، و تنضح بالرجولة.
تقول هدي، و هي تعدل من وضع النظارة على أنفها: "أركز دائما في معارضي على مسألة الذكورة والأنوثة، ويعبر المعرض الحالي عن مدى إحباط الرجال لاضطرارهم لتبني نموذج الرجولة الذي يفرضه عليهم المجتمع".

في وسط الساحة الأولى بالمعرض، نجد مسلة منتصبة في وسطها، جوانبها مغطاة بعبارات عربية وإنجليزية تدعو الرجال الى فرض السيطرة الذكورية، مثل: "نصيحة كي تبدو رجلا: إجلس و قدميك متباعدتين، إرسم على وجهك نظرة جادة جوفاء بدلا من الابتسامة اللطيفة التي تجعلك كامرأة"، عبارة اخرى تقول: "المرأة تنتمي إلى المنزل مثلما ينتمي الرجل الى الشارع"، وتمتلئ باقي أجزاء المسلة بأشكال لعضلات ذراع ناتئة وقبضة يد متقلصة، مما يؤكد على مفهوم الذكورة الذي توحي به القطعة الفنية.

وعلى بعد متر واحد، يوجد وجه لتمثال عرض مغطى بصور تصف الرجل العادي في هذا الزمان، ويحمل العمل اسم "فتية المدينة". هذه الصور معظمها لرجال ممتلئي الوجوه، ذوي أسنان معقوفة أو أجساد نحيلة. تعلق هدى على العمل قائلة: "هذه صورة لرجل الشارع الذي نصادفه كل يوم، وهو بعيد عن المفهوم الرجولي المثالي الذي يتمناه المجتمع بشدة"، وتتابع، أثناء وقوفها بمواجهة صف من وجوه التماثيل المرتدية "نظارات شمس استبدلت عدساتها بملصقات تصور جنودا متجهمين: "جنود الأمن المركزي في مصر هم مثال على هذا الإحباط، فهم يجسدون القوة رغم أن معظمهم يأتى من طبقات محرومة اجتماعيا و اقتصاديا، وأجورهم شديدة التدنى"، وتتابع: "معظم الرجال هم من العمال البسطاء الذين يعملون في مهن صعبة بأجر قليل، و ليست لديهم القوة اللازمة لخوض سباق السيطرة الذكورية بأي حال من الأحوال".

وتحمل أعمال «هدي لطفي» الكثير من عناصر السخرية، وهو ما يتجلى بوضوح فى أحد أعمالها الذي يحمل اسم "خفة الكائن التي لا تحتمل"، وهو عنوان رواية لـ«ميلان كونديرا». وفي هذه القطعة، استبدلت الفنانة خفة الكائن بظهر رجل رياضي مجمد في وضع غير طبيعي أمام خلفية ذات لون رصاصي أقرب إلى الأسمنت.

بالنسبة لـ«هدى لطفي»، لا يوجد مثال أفضل من شخصية «باتمان» تعبر عن المفهوم الرائج للرجولة، بعضلات جسده المفتولة ووجهه المقنع، وهو ما دفعها إلى وضع تماثيل مصغرة لتلك الشخصية في سبعة صفوف متناسقة، وضعت لها عنوانا يقول:"ابتكر في الولايات المتحدة، وصنع في الصين، وانتشر في مصر".

"أن تكون رجلا" هو أيضا اسم لعمل فني يظهر مجموعة من التماثيل المصغرة لشخصية «باتمان» وهي تحمي دمية لفتاة عارية ترفع مرفقيها الى خصرها وتعبث بشعرها البرتقالي. السخرية هنا تمكن في رؤية الرجل وهو يجسد الصورة المثالية الكاملة للرجولة حين يدافع عن مظهر المرأة المثالي ضد الطبيعة.

افتتن الحضور فى حفل افتتاح المعرض بعمل آخر يحمل اسم "خلع الثياب". خلف ستائر كثيفة، وداخل غرفة مظلمة مثلثة الشكل، نجد مربعا من التماثيل النصفية المتوهجة لوجوه ذكورية، مغطاة بأشرطة بيضاء. الضوء القاتم في أعلى الغرفة يعطي انطباعا بأن التماثيل تطفو في هواء الغرفة بخفة لامتناهية. وتعلق «هدى لطفي» على العمل بقولها: "هذه القطعة ذات أهمية محورية، إنها تعبر عن براءة الاطفال ونقائهم، وجهلهم بالدور الذي سيطالبون به فيما بعد".


يذكر أن «هدى لطفي» نظمت على مدار السنوات السابقة معارضا فنية في مالي وفرنسا وألمانيا، وحتى الآن لم تشترك سوى في المعارض المجمعة في مصر. و يستمر معرضها "أن تكون رجلا" حتى السابع عشر من مارس.

التقرير مترجم من الطبعة الانجليزية للمصري اليوم
www.almasryalyoum.com/english

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية