يصف الدكتور محمد المنوفى، رئيس مجلس إدارة شركات إلكتروستار للصناعات الهندسية، وعضو جمعية مستثمرى 6 أكتوبر، العامل المصرى بأنه «غلبان» بل «الأكثر غلبا» على مستوى العالم، على حد قوله، وأن العمالة فى مصر تعيش تحت حد الكفاف، مؤكدا أن الرواتب التى يحصلون عليها «متدنية» للغاية لا يستطيعون معها الإنفاق على أسرهم ودفع الكهرباء والمياه والطعام والشراب والمعيشة بشكل عام.
ويقول «المنوفى»: «لو جبنا أكبر محاسب فى العالم علشان يحسب للعامل المصرى إزاى يكفى نفسه وأسرته بمرتبه الـ1200 جنيه مش هايقدر، يعنى فى اليوم 40 جنيها، العامل محتاج 6 آلاف جنيه مرتب فى الشهر علشان يقدر يعيش بشكل محترم، لكن رجال الأعمال لا يقدرون على دفع مثل هذه الرواتب لهم».
ويضيف: «أزمة الدولار انعكست سلبيا على العامل بشكل كبير، بسبب ارتفاع الأسعار الأساسية، والتى لم يعد راتب العامل يتحملها، ويضطر للعمل فى أعمال أخرى عقب انتهاء عمله فى الشركة أو المصنع الذى يعمل فيه لتحسين دخله، أنا عندى ناس شغالة على تكاتك علشان يقدروا يعيشوا».
ويوضح المنوفى أنهم كمستثمرين لم يستطيعوا تخفيض المرتبات، بالرغم من تأثر نسبة الأرباح بسبب الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر، بل إنهم وضعوا زيادات فى رواتب العمال حتى يستطيعوا مواجهة الحياة، مشيراً إلى أنه بالرغم من زيادات الرواتب إلا أن شركته أوقفت بيع منتجاتها بسبب أزمة الدولار، والذى أصبح كل ساعة بسعر، ولن تقوم الشركة ببيع سلعة تكلفتها عالية بسعر منخفض، بل إنها قررت رفع سعر منتجاتها 5%، حتى يتمكن من دفع رواتب عمال المصنع، فى الوقت الذى اضطرت فيه بعض الشركات لرفع أسعار منتجاتها 10%.
«عندى فى المصنع 1500 عامل وموظف، لهم تأمينات اجتماعية وصحية، وعلاجهم مجانا فى مستشفى خاص»، هكذا يتحدث المنوفى عن عمالته، وأكمل: «وردية العمل واحدة فقط فى اليوم من 8 صباحاً وحتى 5 مساءً، علشان السوق مش متحمل».
وعن إمكانية بناء مساكن للعمال، قال «مافيش ولا مصنع عامل مساكن لعماله، لأنها مكلفة جداً للمستثمرين، وبنضطر نوصلهم بأتوبيسات خاصة يوميا لبيوتهم، من أطراف القاهرة والقليوبية والفيوم والجيزة، كمان الحكومة رافضة تدينا أراضى، والعامل مش هايقدر يدفع إيجارها، الموضوع صعب».
يتحدث المنوفى عن أحوال العمال، وتأثرهم بالأوضاع السياسية التى تمر بها مصر: «أفضل فترة عاشها العمال كانت فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، بسبب استقرار الأسعار، وثبات أسعار الغاز والكهرباء، وكان هناك استقرار سياسى واقتصادى، وبعد ثورة يناير حال العامل تدهور»، مستدركا: «المستثمرون لا ينكرون إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى ومساعدته لرجال الأعمال، واهتمامه بالتنمية والصناعة والمصانع، لكن فيه ناس من الشعب مش عايزة تساعده».
وعن البطالة وانتشار العمالة الأجنبية فى مصر، يرى المنوفى أن الشباب لا يريد أن يعمل فى وظيفة «متعبة»، ويريد أن يجلس على مكتب أسفل التكييف فقط، والعامل المصرى مش عايز يتعب، وأغلب المصانع يعمل بها سودانيون وجنسيات أخرى، لأنهم بيشتغلوا بضمير وأمانة وأكثر نشاطا»، مضيفاً «مابقاش فى مصر عمالة مدربة، لأن التعليم الفنى شبه معدوم، والعامل كان ماهرا فى شغله زمان، ويجب على الدولة الاهتمام بالتعليم الفنى».
واختتم كلامه قائلا: «قبل ثورة يناير كان العامل لديه انتماء لمكان عمله، ويحب صاحب العمل، لكن بعد الثورة أصبحت هناك مظاهرات بشكل مستمر، ويريدون المساواة مع موظفى البنوك، ويدوروا بس إزاى ياخدوا من أصحاب العمل فلوس».