أعلن تنظيم القاعدة فى العراق عن استهدافه كل المسيحيين، فى جميع أنحاء العالم، باعتبارهم «أهدافاً مشروعة للمجاهدين» بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة، التى حددها للكنيسة المصرية، لإطلاق سراح من أطلق عليهم «الأسيرات المسلمات داخل سجون الكنيسة». وأصدر التنظيم بياناً جديداً فور انتهاء الـ 48 ساعة، هدد فيه جميع المسيحيين بأن «السيف لن يبتعد عن رقاب أتباعهم ما لم يتنكروا لما يقوم به رأس الكنيسة المصرية». فى المقابل، قللت الكنائس المصرية الثلاث «الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية» من أهمية البيان والتهديدات، معلنةً ثقتها التامة فى الأمن المصرى وقدرته على منع أى خطر يهدد أمن مصر، فيما أصدر مايكل منير، رئيس أقباط المهجر، بياناً الأربعاء، طالب فيه الحكومة المصرية باتخاذ الاجراءات الكافية لحماية الأقباط فى مصر والخارج، لافتاً إلى أن التقديرات المبدئية للمحققين الأمريكيين المشتركين فى التحقيق فى حادث كنيسة سيدة النجاة بالعراق أشارت إلى أن أحد منفذى العملية مصرى الجنسية.
وربط «منير» بين تهديدات «القاعدة»، و«مظاهرات الجمعة»، متهماً الحكومة المصرية بالتقاعس أمام تلك المظاهرات، ومطالباً باتخاذ إجراءات رادعة بحق من سماهم «عناصر القاعدة فى مصر». من جانبه، أكد القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، أن الاحتفال بعيد جلوس البابا شنودة، سيتم فى موعده، رافضاً أن يحدد مكان اقامة الاحتفال. وأشار إلى تكثيف الإجراءات الأمنية عقب التهديدات لم يكن بطلب من الكنيسة، مضيفاً: «نحن مواطنون مصريون تابعون لجمهورية مصر العربية، وهذه مسؤوليتهم». وقلل سرجيوس من أهمية «مظاهرات الجمعة» وعلاقتها بالتهديدات الأخيرة قائلا «نحن لا نهتم بهذه الأمور الصغيرة ولا نتوقف عندها».
وحذرت الكنيسة الإنجيلية بمصر من خطر «الخلايا الإرهابية النائمة وامكانية تنفيذها لأى عملية إرهابية». وحمَّل الدكتور القس إكرام لمعى، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية، رموزاً مصرية، إسلامية ومسيحية، الدور الأكبر فى إعطاء الفرصة لتنظيم القاعدة فى إطلاق هذه التهديدات، معتبراً أن خروج الدكتور محمد سليم العوا على قناة الجزيرة، أدى إلى تدويل القضية وإخرجها من طور القضية الداخلية، إلى القضية الإسلامية العامة. وأضاف أن «العوّا» عندما اتهم الكنائس والأديرة بتخزين الاسلحة، واحتجاز وفاء قسطنطين، أعطى فرصة ذهبية لمثل هذه التنظيمات لإعلان التدخل. واتهم «لمعى» الموساد بالضلوع فى هذه التهديدات، مؤكداً أن له يداً قوية داخل تنظيم القاعدة، وأن اسرائيل يهمها جداً أن تظل مصر تعانى من المشاكل.
وأكد الأنبا بطرس فهيم، نائب بطريرك الكاثوليك فى مصر، أن الكنائس الكاثوليكية تثق فى الأمن المصرى وقدرته على حماية مصر وشعبها، مشيراً إلى أن التهديد الأخير استمرار لمحاولة زعزعة أمن مصر، «والكنيسة لا تعطيه أى اعتبار».
وأوضح «فهيم» أن الفترة الماضية وما تخللها من تراشق طائفى بين المسلمين والمسيحيين كان أخطر بكثير من هذه التهديدات، مؤكدا أنه «لولا حكمة الرئيس والقيادات الحكومية والكنسية، لاشتعلت البلد».
وعلى صعيد التحركات الأمنية، انتشرت سيارات الأمن المركزى والعربات المصفحة، منذ صباح أمس، حول أسوار كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية، ومنعت انتظار السيارات بجانب أسوار الكاتدرائية.
وكشف مصدر من داخل الكاتدرائية، عن زرع «أمن سرى بملابس مدنية داخل الكاتدرائية لمتابعة الحالة الأمنية بالداخل أثناء عظة البابا، والقبض على أى شخص يشتبه به».