بالمعنى الحرفى هى مؤسسة تعليمية تؤهل طلابها للعمل بجهاز الشرطة.. جهة تتبع أولا وأخيرا وزارة الداخلية، إلا أنه خلال السنوات الست الماضية جعلت من مقر أكاديمية الشرطة- إن صح التعبير- «مجمع محاكم» تتجه له الأنظار على أنه مكان مهم يشهد «محاكمة الكبار».
تحولت «أكاديمية مبارك للأمن» إلى مقر انعقاد محاكمة الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى أغسطس 2011، وتم تغيير اسمها إلى «أكاديمية الشرطة»، حيث كان الظهور الأخير لمبارك فيها فى يناير من العام ذاته وقبل اندلاع ثورة يناير، أثناء احتفاله واللواء حبيب العادلى وزير داخليته بعيد الشرطة، والتى أعلن فيها عن المتهمين بارتكاب تفجير كنيسة القديسين، داخل أكبر قاعاتها والتى كتبت الأقدار أن تكون هى ذاتها قاعة محاكمته بتهمة قتل المتظاهرين وهو ملقى على «سرير متحرك» خلف قفص حديدى. مبارك لم يكن الرئيس الوحيد الذى حوكم بين جدران الأكاديمية إذ شاركه فى نفس القاعة والقفص محمد مرسى الرئيس المعزول، وقيادات جماعة الإخوان المتهمين فى العديد من القضايا منها القتل العمد مع سبق الإصرار والتجسس والتخابر. فى أكتوبر 1999 تم نقل مقر أكاديمية الشرطة من العباسية إلى مقرها الحالى بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة، ومساحتها 70 فدانا، وتضم منشآت وقاعات للمحاضرات وناديا ومستشفى للضباط، قرب الطريق الدائرى ومنتجع النخيل الخاص بضباط الشرطة ومجمع مولات شهير. ويعود تاريخ إنشاء الأكاديمة إلى عام 1896 وكان اسمها «مدرسة البوليس» وبعدها تم تغيير الاسم إلى «مدرسة البوليس والإدارة»، ثم «كلية البوليس»، بين 1925 و1952.. وفى عام 1953 تم تعديل اسمها إلى كلية الشرطة حتى عام 1974، ليطلق عليها «أكاديمية الشرطة»، وخلال تولى مبارك و«العادلى» مقاليد السلطة أطلق عليها «أكاديمية مبارك للأمن» وبعد ثورة يناير تم تغيير اسمها إلى أكاديمية الشرطة.
كانت وزارة الداخلية بمنطقة لاظوغلى، بالقاهرة، خلال الفترة التى أعقبت ثورة يناير مقصداً للمتظاهرين، حيث تتوجه لها الاحتجاجات فى معظم المناسبات الثورية وتغلق على أثرها قوات الشرطة كافة الطرق بالحواجز الخرسانية المؤدية إلى الوزارة. وبدأت الوزارة فى التفكير للخروج من أزمة التظاهرات التى أصبحت كابوسا يوميا بالنسبة لها وتم اقتراح نقل مقر الوزارة خلال تولى اللواء منصور العيسوى وزارة الداخلية، لتفادى المواجهات خاصة بعد نشوب حريق فى مبنى الأدلة الجنائية التابع لها، وتم الانتهاء من بناء المقر الجديد للوزارة داخل أكاديمية الشرطة، والذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس.