لماذا أصبحنا ننتظر من الحكومة أن تصنع لنا كل شىء وأى شىء، وأن تأتى لنا بلبن العصفور- إن وجد- وفى وقت قياسى، ونحن جلوس فى مقاعد المتفرجين لا نستجيب لنداء الواجب، ولا نمتثل لنصيحة مخلصة؟!
لماذا ننظر إلى رئيس الدولة وكأنه فارس يمتطى جواده الأبيض حاملا صكوك السعادة لكى يوزعها على الرعية جميعهم القاصى منهم والدانى.. أو نتصوره (بابا نويل) الذى لا يطرق الأبواب إلا لكى يقدم الهدايا الثمينة المثيرة للبهجة لكل الناس صغيرهم وكبيرهم.. أو نتخيله ممسكا بـ(عصا موسى) أو (مصباح علاء الدين) لكى يحقق للشعب كل ما يتطلع إليه من أحلام وآمال وأمنيات بغير جهد منا أو تعب أو حتى إراقة حبة عرق واحدة؟! ولماذا توقفت رحلة البحث عن الذات وإثبات الوجود؟.. تُرى هل ضللنا الطريق الصحيح بحق.. أم نعانى غيبوبة مؤقتة فرضها زخم الأحداث الراهنة والاضطرابات السياسية؟.. أم تُرى فقدنا الرغبة فى الحياة؟ على الرغم من كل ذلك فلا تزال أمامنا بارقة أمل فى اجتياز المنعطف الخطير الذى تمر به مصرنا الحبيبة، وفى أن نجد أن لدينا برلمانا قويا قادرا على الاضطلاع بمسؤولياته، وتحقيق ما يصبو إليه الشعب المصرى العظيم من آمال وتطلعات.
م. هانى أحمد صيام- قطاع البترول
