قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بنشاط مكثف، خلال الأسبوع الماضي، على الصعيدين الداخلي والخارجي، فقد تفقد مشروع مدينة جبل الجلالة المطل على البحر الأحمر، وعقد اجتماعًا وزاريًا للتأكيد على توفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة، ومع قيادات وزارة الداخلية للتوجيه بتحسين معاملة المواطنين، ومع رئيس هيئة قناة السويس.
كما استقبل الرئيس الفرنسي ونائب المستشارة الألمانية ووزير الخارجية الأمريكي، وولي عهد أبوظبي ورئيس شركة ميتسوبيشي، وتلقى اتصالاً هاتفيًا من رئيس الوزراء العراقي.
واستهل السيسي نشاطه الأسبوعي بتفقد الموقف التنفيذي لمشروع مدينة الجلالة التي تقام أعلى هضبة جبل الجلالة بمنطقة البحر الأحمر، وتضم عددًا من الوحدات السكنية التي تتلاءم مع جميع المستويات الاجتماعية، فضلاً عن عدد من المشروعات السياحية والخدمية والطبية، بالإضافة إلى إقامة جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، علاوة على طريق يشق جبل الجلالة ويربطه بالبحر الأحمر وعدد من الطرق الأخرى، وتليفريك يربط بين ساحل البحر الأحمر والمنطقة الجبلية، لتكون مدينة الجلالة نموذجًا للمدن الجديدة التي تتمتع بجميع المرافق والخدمات وتوفر حياة كريمة للمقيمين فيها.
وأشار الرئيس إلى أن الدولة تنفذ العديد من المشروعات التنموية التي تهدف إلى إنشاء تجمعات سكنية وكيانات صناعية وزراعية وسياحية، من أجل تعظيم القيمة المضافة للأراضي المتوافرة في مصر والاستفادة من موقعها الجغرافي المتميز بما يساهم في توافر عوائد إضافية لخزانة الدولة تسمح لها بتنفيذ مشروعات جديدة ودفع عملية التنمية في كافة المجالات.
وحرصًا على توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة، عقد الرئيس اجتماعًا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ووزراء التخطيط والمتابعة، والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة، وقطاع الأعمال العام، والاستثمار، واستهل الاجتماع بالتأكيد على أهمية توفير السلع الأساسية للمواطنين والحفاظ على استقرار أسعارها لاسيما مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.
وأكد الرئيس أهمية مواصلة جهود النهوض بأوضاع شركات قطاع الأعمال العام، منوهًا إلى ضرورة تعظيم الاستفادة من كافة الأصول المملوكة للدولة، وزيادة أرباح تلك الشركات وإعادة هيكلتها وتطويرها، مع الاهتمام بالبعد الاجتماعي.
وعقد السيسي اجتماعًا حضره اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، وجميع مساعدي الوزير لمختلف القطاعات، أكد خلاله أهمية التيقظ من محاولات النيل من المؤسسات الوطنية وتعكير صفو العلاقة بين المواطنين وأجهزة الدولة بهدف إثارة الفتنة والسعي لزعزعة استقرار البلاد، كما شدد على ضرورة محاسبة ومساءلة كل من يخطيء سواء من رجال الشرطة أو المواطنين.
وأكد أنه رغم عدم انسحاب بعض التصرفات غير المسؤولة لأفراد الأمن على هذا الجهاز الوطني الذي قدم العديد من التضحيات والشهداء من أجل حماية الوطن والدفاع عن المواطنين، إلا أنه يتعين ردع تلك التصرفات بالقانون ومحاسبة مرتكبيها بشكل فوري، ووجه بأهمية زيادة توعية رجال الشرطة بضرورة الحفاظ على أمن وسلامة وحقوق المواطنين وحسن معاملتهم وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعًا حضره الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، الذي عرض مؤشرات تطور التجارة العالمية المنقولة بحرًا ومعدلات زيادة التجارة العابرة لقناة السويس خلال السنوات الخمس الماضية، كما عرض الجهود التي تم بذلها من أجل الانتهاء من أعمال حفر قناة شرق بورسعيد الجديدة، والجهود التي تقوم بها هيئة قناة السويس لانتشال السفن بميناء الإسكندرية.
وأشاد الرئيس بالجهود التي تبذلها هيئة قناة السويس سواء على صعيد التطوير المؤسسي أو توسيع نشاطات الهيئة، مثنيًا على مساهمتها في مجال خدمة المجتمع بمدن القناة، مؤكدًا أهمية مواصلة هذه الجهود والاستمرار في علمية تطوير هيئة قناة السويس باعتبار القناة مرفقًا حيويًا عالميًا يعزز من موقع مصر الاستراتيجي ويعظم القيمة المضافة لهذا الموقع فضلاً عن إسهامها في إثراء حركة التجارة الدولية والملاحة البحرية.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية، عقد السيسي جلسة مباحثات بالقصر الجمهوري بالقبة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لبحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في مختلف المجالات، وتوسيع التعاون المشترك في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب استعراض مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
كما تم عقد جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك فضلاً عن العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وشهد الرئيسان توقيع عدد من الاتفاقيات تشمل الكثير من المجالات مثل الطاقة والبنية الأساسية والسياحة والثقافة.
وأكد الرئيس الأهمية التي توليها مصر لزيادة الاستثمارات الفرنسية ودعم تواجد الشركات الفرنسية في مشروع تنمية قناة السويس لما يتيحه من فرص واعدة ومناطق صناعية أخذًا في الاعتبار أن مصر تتيح النفاذ للمنتجات الفرنسية إلى الأسواق العربية والإفريقية التي ترتبط مصر مع دولها باتفاقيات للتجارة الحرة وترتيبات تفضيلية، كما نوه الرئيس إلى عدد من مجالات التعاون الواعدة بين البلدين، وفي مقدمتها مجال الطاقة المتجددة.
كما توافقت رؤى الرئيسين على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية لأزمات المنطقة، وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وألقى الرئيس السيسي كلمة أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال المصري- الفرنسي والتي شهدها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أكد فيها ترحيب مصر بممثلي مجتمع الأعمال الفرنسي وبزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر.
ولدعم العلاقات الاقتصادية مع ألمانيا، استقبل الرئيس السيسي، زيجمار جابريل نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد والطاقة، ثم عقد الرئيس في وقت لاحق لقاءً موسعًا ضم 52 من ممثلي مجتمع الأعمال الألماني، وأكد الرئيس خلال اللقاء الموسع مع ممثلي مجتمع الأعمال الألماني متانة وقوة العلاقات التي تجمع بين مصر وألمانيا، مشيدًا بما يشهده التعاون الثنائي من تنام ملحوظ خلال الفترة الأخيرة وحصول عدد من الشركات الألمانية على عقود كبيرة في قطاعات مختلفة.
كما أشار إلى المكانة المتميزة التي تتمتع بها ألمانيا بالنسبة للاقتصاد المصري، إذ تعد من أهم شركاء مصر التجاريين على مستوى الاتحاد الأوروبي، لاسيما عقب وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما يزيد على 5 مليارات يورو عام 2015، فضلا عن كون ألمانيا هي أكبر مورد للمنتجات التكنولوجية والصناعية في مصر.
واستقبل السيسي، شونيكي مياناجا رئيس شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة إحدى كبريات الشركات اليابانية التي تعمل في مختلف المجالات، حيث أشاد الرئيس بقرار الشركة فتح مكتب دائم لها في القاهرة لمباشرة أعمالها، مشيرًا إلى وجود العديد من الفرص للتوسع في أنشطتها، لاسيما في ضوء المشروعات القومية التي تُنفذها مصر مثل مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وما سيضمه من مناطق صناعية ومراكز لوجستية، بالإضافة إلى العديد من مشروعات البنية التحتية خاصة في قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة.
واستقبل الرئيس، جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، حيث أكد عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، كما أعرب عن حرص مصر على الارتقاء بالتعاون الثنائي مع الولايات المتحدة على كافة الأصعدة، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين بما يمكنهما من مواجهة مختلف التحديات، وتناول اللقاء آخر المستجدات بالنسبة للأزمات التي تمر بها عدد من دول المنطقة ولاسيما تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا فضلاً عن الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل من أجل التوصل إلى حلول سياسية تؤدي إلى استعادة السلام والاستقرار بتلك الدول والمنطقة بأكملها.
واستقبل السيسي، الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، حيث أكد الرئيس عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، معربًا عن حرص مصر على الارتقاء بالتعاون الثنائي مع الولايات المتحدة على كافة الأصعدة، بما فيها على الصعيد العسكري الذي يشهد تعاونا بناء وممتدا بين البلدين على مدار العقود الماضية، وتناول اللقاء سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، لاسيما على الصعيد العسكري والأمني، كما تطرق إلى آخر التطورات بالنسبة للأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة.
وتلقى السيسي اتصالاً هاتفيًا من حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، تناول تطورات الأوضاع في العراق، حيث أكد الرئيس دعم مصر للعراق ومؤسسات الدولة الوطنية ومساندتها له في مكافحته للإرهاب والتطرف، كما نوه الرئيس إلى أهمية دعم وحدة أطياف الشعب العراقي بما يضمن تحقيق أكبر قدر من التوافق الشعبي الضروري واستعادة السلم الأهلي اللازم لبناء مؤسسات الدولة العراقية.
واستقبل الرئيس الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الرئيس التنفيذي لمؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للأعمال الإنسانية، حيث أشاد بدور المؤسسة وأنشطتها في مصر ومختلف الدول الإسلامية، والتي تهدف إلى خدمة قضايا الإسلام، وإعلاء التكافل والرحمة، ونشر الثقافة والمعرفة والاهتمام بالتعليم وتحسين جودته باعتباره ركيزة أساسية لبناء المجتمعات والحضارات.
واختتم السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد جلسة مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم خلال اللقاء التباحث بشأن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والتنموية والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين لاسيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب تضافرا للجهود وتعزيزا للتكاتف ووحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
كما توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واليمن وسوريا وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها.