أخبار متعلقة
فى 1996 كان عدد سكان العشوائيات نحو 12 مليونًا وفى التقديرات الحالية يبلغون اليوم نحو 30 مليونًا بمعنى أنهم كانوا نحو 20% من سكان مصر أصبحوا الآن 30% ولو ظلوا 20% لكانت المشكلة مجمدة أو وجدت حلولًا تدريجية خلال عشرين سنة، لكنها تفاقمت فزاد العشوائيون بنسبة مرتين ونصف، بينما زاد السكان مرة ونصف المرة! مصادر العشوائيات السكانية متعددة على رأسها الزراعة التى تطرد الكثير من بطالة الريف إلى المدن، حيث ينضمون إلى عشوائيات سبقهم إليها أقارب وبلديات. المصدر الثانى للعشوائيات يأتى من الطبقة الوسطى حيث تنهار أسر كثيرة إلى تجمعات الفقر، ويتحول معها سكان حارة أو حى إلى حياة شبيهة بالعشوائيات، ونتيجة ذلك انتشر نمط حياة على حرف الحياة سلوكًا ولغة ومجتمعًا مكونًا مصادر خروج على القوانين والأعراف. إن تطوير العشوائيات ليس فقط بناء مدارس وشق شوارع وإمدادات البنية التحتية وبرغم أهميتها فإن الأكثر فاعلية تمويل سياسة إنقاذ بإنشاء صناعات وحرف صغيرة مع نشر برامج تأهيل سريعة تعيد للفرد كينونته كإنسان عامل قادر على العطاء.. التطوير الجذرى يتم بدراسة مجتمع العشوائيات بدقة، لأنه برغم مظهره غير الإنسانى يولد مجتمعا طبقيا يرأسه أشخاص ذوو سطوة من القوة الغاشمة إلى قوة المال، وبناء وتأجير البيوت والغرف، وتملك دكاكينها وخدماتها، وبالتالى ارتهان السكان بمديونيتهم، وبإيجاز هم قدرة مالية عقارية تسطو على فردية الناس بلا فكاك.. الحل يكمن فى تنمية اقتصادية اجتماعية مفيدة لهم ولمصر.
دكتور محمد رياض - أستاذ الجغرافيا المتفرغ. آداب عين شمس
