x

عباس الطرابيلي البشير وحلايب.. من تانى! عباس الطرابيلي الثلاثاء 19-04-2016 21:28


بسبب غياب المعلومات الكاملة والصحيحة فى موضوع صنافير وتيران خرجت مظاهرات ترفض الاعتراف بسعودية الجزيرتين، وبالتالى ترفض إعادتهما للسعودية، اعترافاً بمبدأ السيادة عليهما.

وبسبب أحلام انتخابية، وزيادة فى الجراح بين مصر والسودان خرج الرئيس السودانى البشير يطالب بمثلث حلايب وشلاتين وأبورماد.. وتتحدث حكومته عن سودانية هذا المثلث وأن مصر اغتصبته منها بالقوة.. وهذا غير صحيح.

وهنا نسأل الرئيس البشير: هل تملك شجاعة الرئيس السيسى وحكومته - فى قضية الجزيرتين - لكى يعترف وحكومته بسيادة مصر على مثلث حلايب وشلاتين.. كما اعترف السيسى بسعودية الجزيرتين؟

ببساطة ودون إطالة أو ادعاء وطبقاً لكل المواثيق والمعاهدات واتفاقيات تحديد الحدود بين مصر والسودان، نقول - وعندى شخصياً الكثير من هذه الوثائق أو صورها - إن حدود مصر مع السودان تسير فى خط مستقيم مع خط عرض 22 شمالاً من ساحل البحر الأحمر شرقاً وحتى تلتقى حدود مصر مع السودان وليبيا غرباً، «خط مستقيم فعلاً وعملاً». ولكن وبسبب تحركات القبائل بين شمال هذا الخط وجنوبه، أى بين مصر شمالاً والسودان جنوباً رأى وزير داخلية مصر بطرس باشا غالى، وليس ملك مصر «وكان لقبه وقتها خديو مصر» تسهيلاً على تحركات هذه القبائل من العبابدة والبشارية والبجا، رأى أن يعطى لمحافظ ولاية شمال البحر الأحمر «سلطة إدارة» هذه المنطقة وتنظيم التجارة بين المنطقتين.. ولم يتنازل وزير الداخلية عن سيادة مصر على المثلث.. لأن الوزير لا يملك سلطة التنازل عن السيادة.. وإن كان يسمح له بالتنازل عن الإدارة، وشتان بين السيادة والإدارة.

ولمن لا يعلم - أو يعلم ويكابر كما تفعل حكومة السودان - أن السودان كله كان وقتها تحت الحكم المصرى - الإنجليزى المشترك، بل إن هذا الحكم المصرى - الإنجليزى لم يناقش «أبداً» موضوع السيادة المصرية على «كل السودان»، وبالتالى فإن موضوع تولى محافظ ولاية شمال البحر الأحمر - السودانية - إدارة شؤون الناس فى هذا المثلث لم يكن تنازلاً عن السيادة.. إذ كيف تتحدث مصر أيامها - وحتى بعد إلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتى السودان عام 1899 - عن مثلث حلايب.. وكان اسم حاكم مصر الأعلى هو «ملك مصر والسودان»؟.. أم هذه أيضاً قضية يعترض عليها الآن الرئيس السودانى البشير؟!

ورداً على تساؤل: لماذا لم يتمسك الرئيس عبدالناصر بمصرية حلايب وشلاتين ومعهما أبورماد.. نقول لأن عبدالناصر كان زعيماً عروبياً شاملاً يحلم بوطن عربى كامل.. ودولة عربية واحدة.. فكيف لهذا الزعيم «الوحدوى» أن يتكلم عن مساحة أرض هنا أو هناك.. لذلك رفض تصعيد القضية.. خصوصاً أن عبدالله خليل، رئيس وزراء السودان، كان قد تقدم بشكوى أمام مجلس الأمن الدولى.. واستجاب عبدالناصر للوساطات العديدة، وتم تجميد الموقف المصرى.. إلى أن أهملت حكومة السودان، ولسنوات طويلة، تقديم الخدمات الأساسية لأبناء الإقليم، أى أهملت إدارته.

هنا توليت أنا - كاتب هذا المقال - حملة إعلامية كبيرة كشفت هذا الإهمال السودانى فى إدارة منطقة حلايب وشلاتين.. واستمعت يومها لشكاوى أبناء المنطقة وظللت لفترة طويلة أكشف سوء إدارة حكومة السودان لهذا الإقليم الذى كان أمانة تحت إدارتها.. ونجحت مصر - أيام حكم الرئيس مبارك - فى استعادة سيادتها على هذا المثلث.. وعاد إلى أحضان الوطن لينعم بالإدارة المصرية ويؤكد السيادة المصرية، واسألوا الرئيس حسنى مبارك عن دورى.

■ ■ وما فعلته مصر مع السعودية هو أنها وافقت على إعادة الجزيرتين إلى السيادة السعودية.. وتنازلت عن إدارتهما التى قامت بها من يناير 1950، فهل يعترف الرئيس البشير بسيادة مصر على حلايب، محتجاً بأن السودان تولى إدارتها من عام 1899؟

أنا نفسى لا يهمنى اعتراف السودان بسيادة مصر على المثلث، فكل الوثائق عندى، وما أكثرها.. وأسأل الأشقاء فى الخرطوم: هل تستطيع السودان أن تحافظ على إقليم دارفور - الذى كان سلطنة مستقلة حتى عام 1916، وضمتهما مصر إلى السودان بقوات مصرية بعد أن هزمت سلطانه على دينار.. وهل تستطيع الخرطوم أن تحافظ على كردفان.. أم تترك دارفور وكردفان ليصبح مصيرهما مثل مصير جنوب السودان؟!

■ ■ وكفاية كده.. الآن!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية