أكد نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير الاقتصاد الاتحادى زيجمار جابريل، أن بلاده ترغب في الوقوف إلى جانب مصر أمنيا أو اقتصاديا لتحقيق الرخاء، مشيرا إلى أن هذا الأمر مرتبط بتطور العملية الديمقراطية برمتها وحقوق الإنسان وحرية الرأى.
وأضاف جابريل، خلال مؤتمر صحفى على هامش زيارته للقاهرة، الإثنين: «إن حل قضية مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى تكون عبر تقديم حقيقة مقتله للجانب الإيطالى».
وردا على سؤال عن رد فعل ألمانيا حيال مواجهة الإرهاب الذي تواجهه مصر، قال جابريل، إن الوضع الأمنى في القاهرة أكثر تعقيدا مما هو عليه في أوروبا، وتابع: «لا بد من السير نحو نظام أكثر ديمقراطية، ومن الضرورى الفصل بين من يمارسون العنف ضد الدولة من الإرهابيين، وبين السلميين والديمقراطيين والذين يريدون الانغماس في النمو الديمقراطى للبلاد».
وأوضح أن الوضع في بلد مثل مصر مختلف عن دولة متقدمة، مثل ألمانيا أو فرنسا ما يصعب المقارنة، وقال: «لدينا تطور ديمقراطى على مدار 70 عاما، ومررنا بظروف صعبة، والدرس الذي تعلمناه أن التنمية بحاجة للأمن الاجتماعى والتطور الديمقراطية»، مؤكدا رغبة بلاده في أن تكون شريكا على نفس المستوى مع مصر، من خلال الحوارات المنفتحة والنمو المشترك.
وفيما يتعلق بتصدير الأسلحة لمصر، قال جابريل إنهم لم يتحدثوا مع المسؤولين المصريين في هذه المسألة أثناء الزيارة، باستثناء حوار على هامش أحد اللقاءات حول توريد الغواصتين لمصر، ولم تتقدم الحكومة المصرية بأى طلب للجانب الألمانى للحصول على أسلحة.
وأشار جابريل إلى أن مصر تواجه تحديا متعلقا بتطور الوضع الاقتصادى، مع تراجع السياحة بتأثير الهجمات الإرهابية، وانخفاض أسعار النفط، مما أثر على عائدات قناة السويس، ما يعنى أن مصر تواجه تحديا كبيرا، وأن مشاريع البنية التحتية الضخمة التي نفذتها الحكومة مهمة، لكن الأكثر أهمية هو دعم وتحفيز الشركات المتوسطة والصغيرة، لأنها تسهم في التطور الاقتصادى والرخاء.
وذكر أنه تم توقيع نحو 6 اتفاقيات بين الشركات الألمانية والمصرية، خلال الزيارة تشكل قطاعات الاستثمار في مصر، ومنها الغاز والبترول، والكيماويات، والطاقة الشمسية، والاستثمارات الصناعية، والتعليم والتدريب، حيث وقعت مؤسسة أنا ليند اتفاقية لتدريب 250 مهندسا مصريا، وهو أمر نراه مثيرا، لأن استثمار مزيد من الشركات في التعليم الفنى والهندسة مؤشر جيد.
وأوضح أن مصر لها اهتمامات أمنية مشروعة خاصة فيما يتعلق بحماية حدودها مع ليبيا، وبرلين مستعدة لمساعدتها في هذا المجال، مشيرا إلى أن ليبيا بها مخزون هائل من الأسلحة التي تم شحنها من جميع دول العالم، منذ عقود طويلة، وهى تساهم في إذكاء الحرب هناك.