x

«بوش» يكشف فى مذكراته عن هفواته وأخطائه في البيت الأبيض

السبت 30-10-2010 17:52 | كتب: عنتر فرحات |
تصوير : other

يظهر الرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش»، على غلاف كتابه، الذي يحمل عنوان «نقاط القرار» decision points، وهو يقف وحده بين صفوف الأشجار في «حديقة الورود» بالبيت الأبيض.


ومن المتوقع أن يصدر الكتاب الذي يشمل موجزاً عن القضايا والأحداث الراهنة، في التاسع من نوفمبر المقبل، بعد أسبوع على إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ويركز الكتاب على أهم 14 قراراً اتخذها بوش فى السنوات الثماني التي قضاها كرئيس للولايات المتحدة، ويشير فيه إلى العيوب والأخطاء التي ارتكبها، وكذلك إنجازاته التاريخية.


وتحدث بوش لأول مرة عن أخطائه في الكتاب، الذي يبلغ عدد صفحاته 512 صفحة، وتنشره دار كراون للنشر، التي قالت في وقت سابق إن الكتاب كتب بـ «أمانة وبشكل مباشر عن هفواته وأخطائه»، وسيتضمن تفاصيل لم تنشر من قبل حول بعض أهم الأحداث التى جرت فى عهد بوش وتفاصيل حياته العائلية.


وسرب موقع «دردج ريبورت» الأمريكي مقتطفات من الكتاب قبل طرحه في الأسواق، وتناول بوش فى جزء منه العلاقات السعودية الأمريكية، وأشار إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» (ولى العهد وقتها) إلى مزرعته في تكساس عام 2002، بعد مضي 6 أشهر على هجمات سبتمبر التي وصفها بأنها «يوم النار».


وقال الموقع: «كتب بوش أن ولي العهد السعودي وصل إلى مزرعته وهو غاضب من سياسته تجاه إسرائيل، والسلطة الفلسطينية، وسرعان ما قرر ولي العهد أن يترك المزرعة ويعود إلى السعودية».


يتضمن الكتاب إشارات إلى العلاقات (السعودية الأمريكية)، وتأسيس علاقة قوية بين بوش وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.


كان خادم الحرمين الشريفين، قال في تصريحات نقلتها عنه صحيفة «الشرق الأوسط» حول التقارير التي تحدثت عن اجتماع عاصف بينه وبين الرئيس الأمريكي: «نحن حريصون على أن تقوم علاقاتنا مع الولايات المتحدة على الاحترام، فلا نهددهم، ولا نقبل أن يهددونا، هذه طبيعة علاقاتنا مع واشنطن منذ أكثر من 60 عاماً إلى يومنا هذا، وفى الوقت ذاته نحن لا نقبل أن نكون عن يمين أحد أو شماله، فنحن نصنع مكاننا وفق رؤيتنا التى نستمدها من عقيدتنا السمحة وقيمنا وأخلاقنا، ثم من خلال مصالحنا العربية والإسلامية».


وأضاف العاهل السعودى: «الحقيقة أن الرئيس بوش ساعد على إنجاح اللقاء، حيث سهل علينا أن نلتقى فى مكان مريح، وامتد اللقاء وقتاً أكثر مما كان مخصصاً له، فكان كافيا لتدارس الوضع، حيث دار نقاش سعينا فيه إلى تقديم أفكار وحلول إلى جانب شرح موقفنا، وكان الرئيس متفهما لما طرحناه»، وأشار إلى أنه سلم بوش أفلاما عن فظائع الجيش الإسرائيلى فى جنين، وقال «إن الرئيس بوش تأثر وتأثرنا جميعا».


وقال الموقع إنه اطّلع على الكتاب، وإن أول جملة فيه كانت «هل تذكر آخر يوم تعاطيت فيه الخمر؟»، وإن عنوان الفصل الأول هو «ترك شرب الخمر».


وقال مراقبون إن هذه إشارة إلى «أخبار لم تكن أسراراً»، وهي أن بوش كان يتعاطى الخمر، قبل أن يدخل العمل السياسي، ويترشح فى دائرة بولاية تكساس، ثم حاكماً للولاية، وبعدها للرئاسة، ويقول مراقبون إن بوش تعمد أن يبدأ كتابه بهذا الموضوع لأنه صار فخوراً بأنه لم يعد يتعاطى الخمر منذ ذلك الوقت، بما يؤكد قوة إرادته، بينما قال معارضوه إنهم ينتظرون صدور الكتاب ليبحثوا فيه ما إذا «اعترف» بوش بأنه «كان يدمن» الخمر أم لا؟!.


وأضاف الموقع أن بوش لم يشر في الكتاب إلى الرئيس الحالي «باراك أوباما»، ولا إلى الهجوم القاسى الذى شنه أوباما عليه خلال الحملة الانتخابية سنة 2008. فى ذلك الوقت، استغرب كثير من مؤيدى ومعارضى بوش جرأة أوباما، لأنه كان كثيرا يخاطب بوش بعبارة «جورج بوش» دون إشارة إلى «الرئيس».


وقال الموقع إن بوش كشف أنه أعطى الأمر للسلاح الجوي الأمريكي بإسقاط الطائرات المدنية المشبوهة يوم 11 سبتمبر بعد هجوم الطائرات الثلاث المخطوفة على نيويورك وواشنطن. وأنه اعتقد أن الطائرة الرابعة التى سقطت فى ولاية بنسلفانيا سقطت بسبب صاروخ من طائرات السلاح الجوى الأمريكى. وفى وقت لاحق، تأكد أنها سقطت بعد أن هجم المسافرون على الخاطفين الذين ارتبكوا وفقدوا السيطرة على الطائرة.


وصف بوش فى الكتاب بشكل عاطفي اجتماع سنة 2001 مع بابا الفاتيكان الراحل، «يوحنا بولس الثاني»، وأنه لاحظ أن البابا يعاني من مرض «باركنسون».


ورغم أن البابا تحدث عن دور العلم فى علاجه من المرض، فإنه كرر على بوش أن «يدعم الحياة»، إشارة إلى معارضة البابا للإجهاض، ولعمليات زرع خلايا حية من أجنة أخرجت من أرحام أمهاتها.


ويقول بوش فى مقدمة كتابه إنه لن يكتب مذكرات تقليدية، وإنما سرد لملابسات القرارات المفصلية التى اتخذها أثناء عمله رئيساً للولايات المتحدة، بينما قالت دار كراون للنشر إن الكتاب سيقدم إلى القراء «وصفاً مذهلاً لتفاصيل لم يسمع بها أحد من قبل» عن وقائع تاريخية، أهمها أحداث 11 سبتمبر 2001، والانتخابات الرئاسية التى أتت به للحكم عام 2000، وقراره الإقلاع عن تعاطى المشروبات الكحولية، وعلاقته بعائلته.


وأضافت أن بوش عكف منذ مغادرته المكتب البيضاوي على تدوين مذكراته، وامتنع عن إجراء أى مقابلة صحفية، أو خطب عامة، ولم يظهر علنا.


وقبل حلول موعد نشر كتابه الذي تنتظره أرفف المكتبات الكبرى في الولايات المتحدة وكندا، والذى يأتي بعد أسبوع على إجراء انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكي، من المقرر أن يقوم بوش بجولة في البلاد للدعاية للكتاب، الذي سيطرح منه 1.5 مليون نسخة وتتضمن النسخة الإلكترونية منه شريط فيديو مسجل للرئيس السابق وأشرطة عائلية وخطبه الأساسية ومقدمة مصورة ونسخاً لرسائل مكتوبة بخط اليد ـ بحسب ما أعلنت دار النشر، ويباع بسعر 35 دولاراً للنسخة وبما يوازي عدد النسخ المطروحة من مذكرات الرئيس الأسبق «بيل كلينتون» بعنوان «حياتى».


وقال متحدث باسم دار «كراون» للنشر: «ينقل الرئيس (بوش) القارئ إلى دار حاكم تكساس ليلة انتخابات عام 2000، التى احتدمت فيها المنافسة، وإلى طائرة الرئاسة يوم 11 سبتمبر فى الساعات الحرجة، بعد أكثر الهجمات على أمريكا تدميراً منذ (بيرل هاربور)، وإلى داخل غرفة الاجتماعات فى البيت الأبيض فى اللحظات التى سبقت شن الحرب على العراق».


ويكتب «بوش» عن «قراراته التاريخية والمثيرة للخلاف بخصوص الأزمة المالية، وإعصار كاترينا وأفغانستان، وإيران، وغير ذلك من القضايا التى شكلت العقد الأول من القرن الحادى والعشرين». ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن مصدر فى قطاع النشر الأمريكى قوله «إن بوش انتهى بالفعل من المسودة الأولى من مذكراته، وإنه يعمل على تحرير تلك النسخة من مكتبه فى دالاس بولاية تكساس». ورفض المحامى روبرت برانيت الكشف عن التفاصيل المادية للاتفاق مع دار النشر.


وعلق مصدر كبير مقرب من بوش بقوله «ستجدون أن الرئيس قوى ويحب الحياة ومتوافق بدرجة كبيرة مع القرارات التى اتخذها» ـ بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية. وغادر بوش البيت الأبيض فى 20يناير 2009، ومستوى التأييد الشعبى له من أدنى المستويات فى التاريخ حيث كان هناك استياء كبير بخصوص حربى العراق وأفغانستان والأزمة المالية الأمريكية التى أضرت كثيراً بسمعته وميراثه السياسى ـ بحسب ما يؤكده المحللون.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية